نُشر في 28 أغسطس 2025
أطلقت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة آلية لإعادة فرض عقوبات على إيران بعدما أفضت سلسلة لقاءات إلى فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. تلك الدول الثلاث، المعروفة بمجموعة E3، كانت تحذر طهران منذ أسابيع من أن عقوبات الأمم المتحدة قد تُعاد بحلول أكتوبر، عند انقضاء مهلة اتفاق 2015 بين طهران والقوى الكبرى.
جاء قرار الخميس — الذي سيدخل حيز التنفيذ بعد 30 يوماً — عقب تحذير هذا الأسبوع من متحدث باسم وزارة الخرجية الإيرانية بأن لتجديد العقوبات عواقب. تتهم دول E3 طهران بانتهاك بنود خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، التي قضت بخفض أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عن اقتصادها.
آلية «العودة الفورية» أو الـ«سناب باك» تشكل بنداً في الاتفاق يسمح بإعادة فرض عقوبات بسرعة إذا تبين إخلال إيران بالاتفاق. وكتب وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يوم الخميس: «منذ عام 2019 وحتى اليوم، توقفت إيران بصورة متزايدة ومتعمدة عن الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة». وأضافوا أن طهران راكمت مخزوناً من اليورانيوم عالي التخصيب يفتقر إلى أي مبرر مدني موثوق ويعد أمراً غير مسبوق لدولة لا تملك برنامج أسلحة نووية، مع تأكيد استمرارهم في السعي إلى حل دبلوماسي.
لم يصدر تعليق فوري من الحكومة الإيرانية. وإذا ما طُبّق القرار، فسيعني ذلك عودة عقوبات أممية شاملة كانت مطبقة قبل اتفاق 2015، تشمل حظراً على الأسلحة التقليدية، وقيوداً على تطوير الصواريخ الباليستية، وتجمد أصول.
من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، شدد مراسل الجزيرة غابرييل إليزوندو على أن إعلان E3 يمثل بداية إجراء؛ الأمر لا يعني دخول العقوبات حيز التنفيذ فوراً، ولا يزال هناك مجال للمفاوضات خلال الأسابيع المقبلة كي يُحتمل حل الخلاف دبلوماسياً خلف الكواليس.
أمهلوا الدبلوماسية وقتاً ومساحة
قال متحدث باسم وزارة الخرجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن إيران أخبرت الأوروبيين خلال اجتماع في جنيف أنهم لا يملكون الحق في تفعيل الآلية، ورغم ذلك أكد بقائي أن الطرفين سيواصلان المفاوضات. كما كتب كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، على منصة التواصل الاجتماعي إن طهران لا تزال ملتزمة بالسلوك الدبلوماسي، وأن الوقت قد حان لـ E3 ومجلس الأمن لاتخاذ الخيار الصحيح ومنح الدبلوماسية وقتاً ومساحة.
كانت إيران قد صعّدت تخصيبها النووي تدريجياً بعد انسحاب الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق عام 2018. وفي يونيو شنّت إسرائيل حملة قصف واسعة على مواقع نووية وعسكرية ومدنية إيرانية، أسفرت عن مئات القتلى، كما شاركت الولايات المتحدة في الهجمات ضد أهداف داخل إيران، ما دفع الحكومة الإيرانية إلى الانسحاب من جميع المساعي الدبلوماسية.
استؤنفت المفاوضات في يوليو بين المسؤولين الإيرانيين والأوروبيين، لكنها لم تسفر حتى الآن عن اتفاق. سينا توسّي، زميل بارز في مركز السياسات الدولية الأمريكي، رأى أن خطوة E3 يوم الخميس «تبدو أقل كطريق لإحياء التعاون وأكثر كتصعيد يهدف إلى ضغط إيران لانتزاع تنازلات قصيرة الأمد». وحذّر من أن ذلك «يقوّض فرصة استعادة الثقة ويخاطر بإقفال الطرفين في دورة من الضغوط والرد بالمثل بلا مخرج». وختم قائلاً إن إيران قُصفت وهي على طاولة التفاوض وكان اتفاقٌ وشيكاً حسب بعض الروايات؛ والثقة طريق ذو اتجاهين، والمسؤولية الآن على أوروبا لتكون وسيطاً ذا مصداقية لا قوة تصعيدية في مثلث التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران.