ترامب يدّعي أن دولاً في الشرق الأوسط عرضت القتال ضد حماس في غزة أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

ترامب: دول في الشرق الأوسط عرضت إرسال قوات إلى غزة

أشار رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، إلى أن عدداً من الدول في الشرق الأوسط ومحيطها أبلغوه بحماس واستعدادها، إذا طُلب منها، لإرسال قوّات ثقيلة إلى قطاع غزة لمواجهة حركة حماس، مجدداً تهديداته ضدّ الحركة مع بقاء وقف إطلاق النار هشّاً في الإقليم.

كتب ترامب على منصة «تروث سوشال» أن «عديد من حلفائنا العظماء الآن في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة به أعربوا وبقوّة وعن حماس شديد أنهم يرحّبون بفرصة، بناءً على طلبي، لدخول غزا بقوّة عسكرية ساحقة ولـ “تعديل” حماس إذا واصلت تصرفاتها السيئة وانتهاكها للاتفاقات معنا». ولم يحدد الرئيس الأمريكي الدول التي قد تقدّم هذه القوات، لكنه أثنى على إندونيسا وقائدها لدورهما في المنطقة.

وعبّر ترامب عن امتنانه لإندونيسا «لدعمها الكبير للشرق الأوسط وللولايات المتحدة»، وقال أيضاً إنه قال لتلك الدول وإسرائيل «ليس بعد! ما زال هناك أمل بأن تتصرّف حماس بما هو صائب». وحذّر مجدداً: «إن لم تفعل، فالنهاية لحماس ستكون سريعة، غاضبة وبشعة!».

من جانبها، عرضت جاكرتا وحكومات أخرى إرسال قوات حفظ سلام لاستعادة الأمن والاستقرار في غزة، لكن حتى الآن لم تُبلّغ أي دولة استعدادها لخوض مواجهة مسلحة مباشرة مع حماس.

هشاشة وقف إطلاق النار وقيود المساعدات

قتل نحو مئة فلسطيني منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول؛ كما يكرر ترامب تهديداته المتكررة لحماس، غير أنه يظل غامضاً ما الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة أو أي قوّة أخرى لفرض إرادتها على الحركة بعدما فشلت أدوات إسرائيل في تحقيق ذلك. على مدى العامين الماضيين، قضت إسرائيل على معظم قادة حماس السياسيين والعسكريين، بينما سُجّل مقتل أكثر من 68,000 فلسطيني آخرين، وتعرّض قطاع غزة لتدمير واسع وفرضت عليه سياسات أدّت إلى ندرة الغذاء—وما زالت منظمات حقوقية بارزة ومحقّقو الأمم المتحدة يصفون هذه الحملة بأنها تُرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.

يقرأ  مقاتلات بريطانية للدفاع عن سماء بولندابعد اختراق طائرة مسيرة روسية

منذ بدء التهدئة، واصلت إسرائيل استهداف فلسطينيين تقدّمهم بأنها كانوا يقتربون من مناطق تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية غير المميّزة بوضوح، كما بقيت تقيّد دخول المساعدات إلى القطاع رغم التزامات الاتفاق بالسماح بتدفّق إنساني متزايد. ووفق مكتب الإعلام الحكومي في غزة، سمحت إسرائيل بدخول 986 شاحنة مساعدات منذ بداية الهدنة، مقابل 6,600 شاحنة متوقعة بمعدل 600 شاحنة يومياً.

وتصاعد التوتّر إلى حدّ الانهيار عندما شنّت إسرائيل موجة ضربات جوية أدّت إلى مقتل عشرات الفلسطينيين ووقفت تماماً إدخال المساعدات بعدما قُتِل جنديان إسرائيليان في رفح. ألقت إسرائيل المسؤولية على حماس، في حين نفَت الحركة أي ضلوع، مشدّدة على أن الحادث وقع في منطقة تقع تحت السيطرة الإسرائيلية. وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الجنود قُتِلوا إثر عبورهم لعيارة غير منفجرة.

مستقبَل غزة والاشتراطات حول نزع سلاح حماس

تظل تساؤلات جوهرية معلّقة حول مستقبل غزة الطويل الأمد، لا سيما كيفية إدارة القطاع وحكمه. يشترط ترامب نزع سلاح حماس، بينما تربط الحركة تسليم السلاح بإقامة دولة فلسطينية. وقال ترامب لشبكة فوكس إن لا جدول زمني صارماً لنزع السلاح. وفي الوقت نفسه، اقترح نائب الرئيس جيه دي فانْس، خلال زيارته لإسرائيل، أن تنتشر قوّات دولية وتُنشَأ «بُنى أمنية» قبل نزع سلاح حماس.

تفاؤل حذر من نائب الرئيس وإجراءات لتنسيق المساعدات

أبدى فانْس تفاؤلاً حذراً بشأن مستقبل الهدنة، موضحاً للصحفيين أن موجات العنف المتقطعة لم تكن مفاجِئة وأن هناك فريقاً قادراً على مواصلة العمل للحفاظ على الهدنة. وأقرّ بأن نزع السلاح سيكون عملية مطوّلة.

وأشار فانْس إلى صعوبة إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين القتلى بسبب الدمار الواسع، قائلاً إن بعض الجثث مدفونة تحت أطنان من الركام وأن مكان وجود بعض الأسرى غير معلوم. بينما بقيت جثث نحو 15 إسرائيلياً في غزة، فُقد آلاف الفلسطينيين خلال الحرب ويُعتقد أن كثيرين منهم قتلى مدفونون تحت الأنقاض. وأعادت إسرائيل إلى غزة جثث ما لا يقل عن 135 أسيراً فلسطينياً، أظهرت بعضها علامات تعذيب وإعدام، بحسب مسؤولين صحيين في القطاع.

يقرأ  الضفة الغربية: شُحّ مياهٍ حادٌّ يضرب الفلسطينيين

أعلن فانْس أيضاً افتتاح مركز التعاون المدني-العسكري (CMCC)، قاعدة بقيادة أمريكية داخل إسرائيل تهدف إلى تسهيل إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات إلى غزة. وقال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، إن 200 جندياً أمريكياً يخدمون في المركز، مع التأكيد من قِبَل الجيش الأمريكي على أن الجنود الأمريكيين لن يتواجدوا داخل أراضي غزة.

أضف تعليق