ترامب يعلن أن «الحرب انتهت» في غزة أثناء توجهه إلى إسرائيل للمشاركة في إطلاق سراح الرهائن

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثناء توجهه إلى اسرائيل لمتابعة تسليمَ رهائن من قطاع غزّة بموجب اتفاق تهدئة تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس، إن «الحرب انتهت». وأضاف على متن الطائرة الرئاسية أن الهدنة سـتُصان، وأن «مجلس سلام» سيُشكَّل بسرعة لإدارة شؤون غزة التي وصفها بأنها تبدو كـ«موقع هدم».

أشاد ترامب بدور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ودور قطر كوسيط في التوصل إلى الاتفاق. وحددت المهلة أمام حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في غزة حتى الظهر بالتوقيت المحلي، (الساعة 10:00 بتوقيت بريطانيا). وبعد زيارته اسرائيل يتوجَّه ترامب إلى مصر لحضور قمة دولية في شرم الشيخ تهدف إلى إنهاء الحرب.

انطلقت الحرب إثر هجمات قادتها حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1,200 شخص وأسر 251 آخرين، وفق أرقام سابقة. ومنذ ذلك الحين، تقول وزارة الصحة التابعة لحماس إن الرد العسكري الإسرائيلي تسبب بمقتل أكثر من 67,000 فلسطيني، بينهم أكثر من 18,000 طفل.

دخلت الهدنة حيّز التنفيذ صباح الجمعة بعد موافقة الطرفين على المرحلة الأولى من خطة سلام مؤلفة من عشرين نقطة توسط فيها ترامب، بينما تبقى مراحل لاحقة للاتفاق عليها لاحقاً. يُعتقد أن نحو عشرين من الرهائن الإسرائيليين ما زالوا على قيد الحياة، فيما من المقرر أن تسلّم حماس رفاة ما يصل إلى 28 رهينة قتيلًا.

ومن بنود الاتفاق الإفراجُ عن حوالى 250 أسيراً فلسطينياً ونحو 1,700 محتجز من قطاع غزة، مع زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع؛ وأكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن الإفراج عن الأسرى سيُنفذ بعد وصول الرهائن الأحياء إلى الأراضي الإسرائيلية. وعندما سُئل ترامب في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية عما إذا كانت الهدنة ستستمر، أجاب إنها ستستمر «الجميع سعيد، وأعتقد أنها ستبقى كذلك»، مضيفاً بعبارة اعتاد عليها: «أنا بارع في حلّ الحروب، وبارع في صنع السلام».

يقرأ  المملكة المتحدة تحذّر إسرائيل من الردّ على المساعي نحو إقامة دولة فلسطينية

قال ترامب أيضاً إنه يود زيارة غزة شخصياً: «أود أن أضع قدميّ عليها، على الأقل»، وتوقع أن تتحوّل غزة إلى «معجزة» خلال العقود المقبلة، وأن تشهد المنطقة «طبيعية علاقات» مع إنشاء جهاز إشرافي يُدعى «مجلس السلام» للإشراف على إعادة الإعمار والإدارة.

شهد تل أبيب يوم السبت تجمعات حاشدة شارك فيها مئات آلاف الإسرائيليين هتفوا تقديراً للرئيس الأمريكي. ومع ذلك، تتوقع المراقبون صعوبات في التوصل إلى توافق على تفاصيل مراحل التسوية اللاحقة، لا سيما بشأن حكم قطاع غزة، ومدى انسحاب القوات الإسرائيلية، ونزع سلاح حماس.

من المقرر أن يلقي ترامب كلمة أمام الكنيست في إسرائيل قبل أن يتوجه إلى قمة شرم الشيخ التي سيشارك في رئاستها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن «وثيقة تُنهي الحرب في قطاع غزة» متوقعة التوقيع عليها. ويتوقع حضور قادة من أكثر من عشرين دولة، بينهم رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

من جهته صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بأنه فور عودة الرهائن ستتولى القوات الإسرائيلية تدمير الأنفاق تحت الأرض التي بنتها حماس. وقد دخلت شاحنات مساعدات إلى غزة الأحد، فيما انتظرت مئات الشاحنات عند المعابر، وتدفق الفلسطينيون لاستلام المساعدات التي وصلت إلى خان يونس جنوب القطاع.

قال مسؤول في منظَّمة الأمم المتحدة إن عشرات الشاحنات دخلت لكن ذلك لا يرقى إلى ما هو مطلوب؛ إذ تقدر الأمم المتحدة حاجة القطاع بما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً لبدء التخفيف الحقيقي من الأزمة الإنسانية. وفي أغسطس/آب سبق أن أعلنت آلية تصنيف الأمن الغذائي المتكاملة (IPC) حدوث مجاعة في أجزاء من القطاع، ومن بينها مدينة غزة، بينما ترفض إسرائيل تلك التقارير وتصفها بأنها «مبنية على أكاذيب حماس»، وتؤكد جهات رسمية أنها تبذل جهوداً إنسانية واسعة.

يقرأ  دولة أسيرة — إسرائيل بعد عشرين عامًا على الانسحاب من غزة | أخبار بنيامين نتنياهو

عاد قاطنو شمال غزة إلى مناطقهم ليجدوا مشاهد دمار واسعة، وكثيرون وجدوا منازلهم محوّلة إلى ركام. وحذّر عاملون في فرق الإنقاذ من احتمال وجود ذخائر غير منفجرة وعبوات في المناطق المدمرة. وقدّر منسق فلسطيني يعمل مع جمعيات إغاثة الحاجة إلى نحو 300,000 خيمة لإيواء 1.5 مليون نازح بصورة مؤقتة.

أفادت مصادر محلية بأن حماس أعادت تعبئة نحو 7,000 عنصر من قواتها الأمنية لاستعادة السيطرة على مناطق غادرها الجيش الإسرائيلي مؤخراً. كما اندلعت اشتباكات عنيفة داخل مدينة غزة بين قوات أمنية تابعة لحماس وعناصر مسلّحة من عائلة دغموش، وهو من أعنف الصدامات الداخلية منذ انتهاء العمليات الإسرائيلية الكبرى، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 27 قتيلاً.

أضف تعليق