أعلن دوغ فورد عن نيته حظر كاميرات رصد السرعة في أونتاريو، واصفاً تلك الأجهزة بأنها «نَهْب ضريبي» خارجة عن السيطرة، في خطاب شعبي جديد استهدف ناخبي الضواحي.
أثار القرار انتقادات من ناشطي السلامة المرورية ومن المتوقع أن يفتح مواجهة جديدة مع مدينة تورونتو، بعد أن حثّت عمدة أكبر مدن كندا أعضاء المجلس على إبقاء الكاميرات، محذّرة بأن «السرعة تقتل».
قال فورد للصحفيين يوم الخميس إن السكان «سئموا» من هذه الكاميرات، وادّعى أنها تُستخدم ببساطة كأداة لتوليد الإيرادات للبلديات، «هذا انتهاز لمال دافعي الضرائب. لا أكثر ولا أقل»، وأضاف أنه مستعدّ ليوضّح بنفسه لرؤساء البلديات كيفية تهدئة الحركة المرورية. «سأقف في المنطقة التي تريدون تهدئتها، وسأريكم كيف تُهدأ الحركة فوراً. المشكلة ليست أنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك، بل أنهم لا يريدون لأن الأمر مربح مادياً».
أوضح فورد، الذي أقرّت حكومته لوائح عام 2019 أتاحَت للمدن تركيب هذه الكاميرات، أن انتشارها أصبح «خارج السيطرة»، مدعياً أن 37 بلدية فقط من أصل 444 في المقاطعة ما زالت تدعمها. وتعهد بإطلاق صندوق جديد لمساعدة المدن على تركيب تدابير السلامة على الطرق.
وأشار إلى كاميرا واحدة في الجانب الغربي من تورونتو جَمَعَت أكثر من 7 ملايين دولار كندي من الغرامات بعد إصدارها أكثر من 63,0000 مخالفة. رُكّبت تلك الكاميرا في منطقة سرعتها المسموح بها 40 كم/س في عام 2022 بعد حادث تصادم من خمسة مركبات أدّى إلى مقتل زوجين مسنين على يد سائق مسرع؛ وقد تعرّضت للتخريب سبع مرات خلال الأشهر العشرة الماضية.
يأتي إعلان فورد ضمن سلسلة سياسات تهدف لكسب تأييد مستخدمي الطرق من سكان الضواحي، وقد واجه انتقادات فورية من الشرطة وجماعات محلية.
قالت رابطة رؤساء شرطة أونتاريو إن كاميرات السرعة «ثبت أنّها تقلل السرعة، وتغيّر سلوك السائقين، وتجعل طرقنا أكثر أماناً للجميع — السائقين وراكبي الدراجات والمشاة، ولا سيما الأطفال وغيرهم من مستخدمي الطريق الضعفاء».
تجاهل فورد دراسة حديثة قادها باحثون في مستشفى الأطفال التابع لتورونتو وجامعة تورونتو متروبوليتان، والتي خلصت إلى أن كاميرات الرصد الآلي قلّلت نسبة المركبات المتجاوزة للسرعة في مناطق المدارس وسط المدينة بنسبة 45%.
حذّرت أوليفيا تشاو، عمدة تورونتو، من أن إلغاء الكاميرات سيكون «خطأً». وفي رسالة أرسلت يوم الخميس إلى لجنة البنية التحتية والبيئة بالمدينة، أشارت تشاو إلى وفاة مراهق يبلغ من العمر 15 عاماً دهسه سائق مسرع، قائلة لأعضاء المجلس إن المدينة «يجب أن تفعل كل ما في وسعها لوقف هذه المآسي».
تبادلت تشاو وفورد الاتهامات سابقاً، بعد أن تعهّد فورد بإزالة ممرات الدراجات الرئيسة في المدينة؛ وقد أعاق قاضٍ محاولة مماثلة خلال الصيف، وهو قرار قال فورد إن حكومته ستطعن فيه بعد أن «تخطّى القاضي صلاحياته».
اقترحت تشاو ألا تُغرّم نفس الكاميرا السائق أكثر من مرة خلال فترة سبعة أيام، وطالبت بإنشاء لوحات إرشادية أكبر وأكثر وضوحاً قرب الكاميرات لضمان علم السائقين بمناطق الرصد.
«السرعة تقتل»، قالت تشاو في وقت سابق هذا الأسبوع. «سكان تورونتو، وبخاصة الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال، يحتاجون إلى الأمان. ونعلم أن كاميرات السرعة فعّالة في خفض السرعات».