قالت جماعات وخبراء صحيون إن “محاولات كينيدي المتكررة لتقويض العلم والصحة العامة” جعلت الأمريكيين “أقل أمناً”.
نُشر بتاريخ 4 سبتمبر 2025
دعت أكثر من عشرين منظمة صحية ورابطة طبية روبرت ف. كينيدي الابن إلى التنحي عن منصبه كوزير للصحة في الولايات المتحده، متهمة إيّاه بوضع أرواح الناس في خطر عبر تجاهل عقود من العلم المنقذ للحياة والرجوع عن تقدم طبي مُحرَز.
في بيان مشترك صدر يوم الأربعاء، قالت تلك المجموعات — من بينها جمعية الأمراض المعدية الأمريكية، والجمعية الأمريكية للصحة العامة، والجمعية الأمريكية لأمراض المناعة — إن كينيدي يجبر خبراء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) على “التخلي عن عقود من العلوم الرصينة” خدمةً لأجندته الخاصة.
واتهمت المجموعات كينيدي أيضاً بـ”محاولات متكررة لتقويض العلم والصحة العامة”، ما أدى إلى جعل المواطنين “أقل أماناً على صعد متعددة”.
وجاء في البيان: “تحتاج بلادنا إلى قيادة تُعزّز الحوار الصريح والنزيه، لا إلى قيادة تتجاهل عقوداً من العلم المنقذ للحياة، وتروّج للمعلومات المضللة، وتُقوّض التقدّم الطبي وتُقَصّر البرامج التي تحمينا.”
وأضاف البيان: “نحن قلقون بشدة من أن الشعب الأمريكي قد يعاني ويموت عبثاً نتيجة سياسات تُبعدنا عن التدخلات العلمية الفعّالة.”
يأتي هذا الخطاب بعد أن صرّح عدد من مديري CDC السابقين الأسبوع الماضي بأن قرارات كينيدي تعرض صحة الأمريكيين للخطر، لا سيما بعد أن أقال مديرة الوكالة سوزان موناريز أقل من شهر على أدائها اليمين.
قال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديزي إن موناريز لم تكن “منسجمة مع” أجندة الرئيس دونالد ترامب ورفضت الاستقالة، فقرّر البيت الأبيض إنهاء خدماتها.
من جانبها قالت محامو موناريز إنها أصبحت هدفاً لأنه “رفضت التوقيع على أوامر غير علمية ومتهورة وفصل خبراء صحيين مخلصين”.
ترافق رحيلها مع استقالات لا تقل عن أربعة مسؤولين كبار آخرين في CDC احتجاجاً على نفوذ كينيدي داخل الوكالة.
في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء، قال كينيدي إن مهمته هي “إعادة تركيز CDC على الأمراض المعدية” و”استعادة الثقة عبر الشفافية والكفاءة”.
كينيدي — الذي طالت اتهاماته بنشر معلومات مضللة مناهضة للتلقيح — أجرى تغييرات جذرية في سياسات اللقاحات الأمريكية منذ تعيينه من قبل ترامب، ما أثار احتكاكاً مع مسؤولي الصحة.
في مايو سحب التوصيات الفدرالية بلقاحات كوفيد للحوامل والأطفال الأصحاء. وفي يونيو أقال جميع أعضاء لجنة الخبراء الاستشارية للقاحات في CDC واستبدلهم بمستشارين من اختياره، بينهم ناشطون معارضون للتلقيح.
وفي أغسطس ألغى نحو 500 مليـون دولار من التمويل لأبحاث لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، في خطوة قالت مجموعات صحية إنها قد تزيد من تعرض الولايات المتحدة لانتكاسات محتملة في تفشي فيروسات الجهاز التنفسي. قال كينيدي إن التحويلات ستذهب لتقنيات تطوير لقاحات أخرى يُزعم أنها “أأمن” وتبقى “فعالة”.
يذكر مركز الوصول إلى اللقاحات الدولي في كلية الصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز أن لقاحات mRNA أنقذت ملايين الأرواح من كوفيد-19، وأن هذه التكنولوجيا الواعدة قد تفتح آفاقاً لعلاج أمراض مثل السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية.
ومؤخراً، في 20 أغسطس، كتب مئات من موظفي الصحة الفدراليين رسالة إلى كينيدي يناشدونه “التوقف عن نشر معلومات صحية غير دقيقة” وأن يستقيل أو يُقال من منصبه. اتهم الموقعون كينيدي بـ”زرع عدم الثقة العامة عبر التشكيك في نزاهة وأخلاق” العاملين في CDC، ووصفوا الوكالة بأنها “مستنقع من الفساد”.