«لا نريد أن نصل إلى حالة لا حرب ولا سلام»، تحذير أسدَه ماجد الانصاري، مستشار رئيس وزراء قطر والمتحدث باسم وزارة الخارجية.
حذر دبلوماسي قطري رفيع، في مقابلة مع صحيفة الغارديان، من أن المشهد في غزة قد ينتهي باتفاق يشبه حالة «لا حرب ولا سلام»، تُبقي إسرائيل بموجبه قواتها داخل القطاع نتيجة استحالة إنشاء قوة أمنية دولية قادرة على تحمّل مهمة الانتشار هناك.
وأضاف الانصاري أن ثمة حاجة مُلحة لتدخل المجتمع الدولي لتقييم الأضرار، وبدء التفكير في خطة إعادة الإعمار والعمل عليها، بالإضافة إلى وجود دور رسمي للحفاظ على السلام. «هذا ما سيُحدث تحوّلاً جوهرياً من منطق الحرب إلى منطق ما بعد الحرب»، كما قال.
وأعرب عن أمل قطر في أن يصدّق مجلس الامن على قرار يُخوّل إنشاء إدارة وقوة دولية في غزة من شأنها أن تُعيد استقرار الأوضاع. وأوضح أن كثيراً من الدول الإقليمية والدولية أبدت مبدئياً استعدادها للمشاركة، لكن التطبيق العملي يتطلب تفويضا واضحاً ومحدّداً لهذه القوة.
كما تطرّق الانصاري إلى الصعوبات المرتبطة بتحديد رفات الرهائن: هناك تحديات عدة قبل إنهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، من بينها صعوبة استخراج رفات الذين قتلوا والتثبت من هوياتهم، فضلاً عن الانتهاكات التي تؤدي يومياً إلى استشهاد فلسطينيين على أيدي جنود جيش الدفاع الإسرائيلي.
صورة توضيحية: فلسطينيون يحملون مساعدات في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، 16 يونيو 2025 (رويترز).
واستدرك بالحديث عن محاولة جيش الدفاع الإسرائيلي اغتيال قيادات من حماس في الدوحة في 9 سبتمبر، مؤكداً أنها «لم تُصمّم إلا لدفعنا إلى الخروج، ليس فقط من محادثات غزة، بل من موقعنا كوسيط دولي موثوق». وأضاف: «كنا نقود أكثر من عشرة مسارات وساطية في يوم الهجوم».
ولفت إلى أن الحادث لم يكن أمراً يمكن تجاهله ومواصلة العمل كالمعتاد، وأن الولايات المتحدة اضطرت لضمان عدم تكرار أي اعتداءات على التراب القطري كي تستأنف المفاوضات.