نور نانجي — مراسلة الشؤون الثقافية
كتاب ذاكرات فيرجينيا جوفري، الذي نُشر بعد وفاتها، يعيد سرد معاناة مألوفة لدى البعض، لكنه يفعل ذلك بتفاصيل مزلزلة وصادمة. قبل يومين من النشر الرسمي حصلت هيئة الإذاعة البريطانية على نسخة من الكتاب الذي يبلغ نحو 367 صفحة، فظهرت فيه تصريحات وكشفيات جديدة تتعلق بعلاقتها بالمُدان جنسيًا جيفري ابستين وبحبيبته السابقة غيسلين ماكسميل، إضافة إلى مزيد من التفاصيل عن ادعاءاتها ضد الأمير أندرو، الذي نفى تلك الاتهامات دائماً.
ادعاءات بشأن الأمير أندرو — وما وُصف بأنه «حفلة جنسية جماعية»
تقول جوفري في مذكراتها إنها مارست الجنس مع الأمير أندرو في ثلاث مناسبات منفصلة. وتذكر أن المرة الثالثة كانت على جزيرة ابستين، ضمن ما وصفته بـ«حفلة جنسية جماعية»: «ابستين وأندي وحوالي ثماني فتيات صغيرات وأنا مارسنا الجنس معًا»، وتضيف أن الفتيات الأخريات بدا أنهن دون الثامنة عشرة وأن بعضهن لا يَتحدثن الإنجليزية جيدًا، وأن ابستين كان يضحك قائلاً إنه من السهل التعامل معهن. وتصف شعورها عند رؤية صورة نشرتها الصحف عام 2011 تُظهر ابستين وهو يتجول مع الأمير أندرو في سنترال بارك بنبرة امتعاض ودهشة من أن عضوًا من العائلة المالكة يظهر في العلن مع شخص مثل ابستين.
الأمير أندرو، الذي توصل في 2022 لتسوية مالية مع جوفري، نفى مرارًا التورط، وقال في مقابلة عام 2019 إنه لا يتذكر لقاءها «على الإطلاق» وأنه «لم يحدث أي اتصال جنسي بيننا».
«قال لي ابستين إنني أصبت بالإجهاض»
بعد ما وصفته جوفري بتلك الحفلة الجماعية، كانت تعاني من نزف غير منتظم وآلام في البطن. تقول إنها نُقلت إلى مستشفى بأمر من ابستين، ثم تذكر أن الدواء المسكن أثر على ذاكرتها، فلا تتذكر بعض ما جرى في غرفة الفحص. لاحقًا أخبرت إحدى الفتيات الأخريات جوفري أن شِقًّا قرب سُرَّة بطنها قد يكون ناتجًا عن جراحة لحمل خارج الرحم، لكن ابستين أخبرها بدلاً من ذلك أنها تعرضت للإجهاض. وتؤكد جوفري أن ابستين والرجال الذين أحضروها لهم لم يستخدموا الواقٍ الذكري.
ذكريات التعذيب الجنسي
في صلب الانتهاكات التي تحكيها جوفري يقف ابستين وماكسويل كشخصين محوريين؛ ابستين الذي طوّر مع الزمن ميولًا نحو السادية والتجارب في استخدام السياط والقيود وأدوات أخرى وصفَتها جوفري بأنها «آلات تعذيب». تروي أنها كانت ضحية لسلسلة من الجلسات التي كان فيها ابستين يُمثل خيالاته معها «كضحية»، وتصف الألم الشديد الذي سببته القيود والسلاسل حتى كانت تتمنى أن تفقد الوعي، لكنها تستفيق لتجد أن العنف يتواصل. تصف أيضًا التأثيرات الجسدية الواضحة على جسدها: هالات سوداء تحت العينين وضلوع بارزة تحت الجلد، وأن ابستين لم يعرض عليها رعاية بل أبدى الاشمئزاز من مظهرها وطلب منها «أن تنظف نفسها».
دور ماكسويل في الانتهاكات
تفصل جوفري كيف قابلت ماكسويل لأول مرة وكيف قدّمتها لابستين. كانت ماكسويل قد ظهرت في سبا مار‑آ‑لابلو حيث كانت جوفري مراهقة وتعمل هناك، وطلبت منها ماكسويل الحضور لإجراء مقابلة عمل كمدللة مساج. تروي جوفري أنها دخلت غرفة وجدت فيها ابستين عارياً على طاولة التدليك، وأن ماكسويل قالت لها «افعلي كما أفعل أنا». بعدها أخذت ماكسويل ملابس جوفري وأجريت لها اعتداءات جنسية. تصف الخيبة العميقة والشعور بالذنب: «هل الجنس هو كل ما سيطلبونه مني؟» وتضيف أن ماكسويل رتبت لاحقًا لقاءها بالأمير أندرو في مارس 2001، وأيقظتها قائلة إنها «ستقابل أميرًا وسيمًا» مثل سندريلا.
الخوف والرغبة في محاسبة المسؤولين
تكرر جوفري أنها بعد سنوات طويلة لا تزال تعاني من ذكريات «تعذبها»، وكانت تخشى أن تموت «عبدة جنسية» بأيدي ابستين وأشباهه. وكان لوفاة ابستين عام 2019—بينما كان ينتظر محاكمته بتهم الاتجار الجنسي— أثر محبط عليها: «لم تكن هذه هي العدالة التي كنت أُريدها». تقف رغبتها في المساءلة واضحة خلال الكتاب؛ فقد اختتمت أحد مشاهدها وهي تقف أمام قاعة المحكمة قائلة للصحفيين: «هو يعرف بالضبط ما فعله… وآمل أن يعترف». وتقول إنها تأمل أن يُحاسب الرجل الملكي الذي أنكر ارتكاب أي ذنب.
خاتمة قوية
تختم جوفري كتابها بصورة ذهنية لط girl reaching out for help — لكنها بصياغة مؤثرة باللغة نفسها: «أحتفظ في ذهني بصورة فتاة تمتد لطلب المساعدة وتجدها بسهولة». ثم تتخيل امرأة قد تصالحت مع ألم طفولتها وتشعر بأنها قادرة على اتخاذ إجراء ضد من آذاها. وتختم: «إذا كان هذا الكتاب يقربنا ولو بشبرٍ من واقع كهذا — وإذا ساعد شخصًا واحدًا فقط — فسأكون قد أنجزت هدفي».