مالوري مونتش،
فريق الصحافة البصرية،
سيمون جاك محرر الشؤون التجارية، وسين كوفغلان مراسل الشؤون الملكية
تحت لوحات مذهبّة ودروع فرسان في قصر ويندسور، اجتمع 160 ضيفًا لتناول العشاء في مأدبة فاخرة أقيمت مساء الأربعاء احتفاءً بالزيارةُ الرسمية الثانية غير المسبوقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة.
إلى جانب ترتيب المائدة المتقن والقائمة المكوّنة من ثلاث سخنات وشراب كوكتيل مُخصص، فقد كان من الدقيق ترتيب مكان جلوس كل ضيف؛ فالمناسبة لا تُمثل مجرد وليمة بقدر ما هي ممارسة دبلوماسية دقيقة تُبنى على من يجلس إلى جانب من.
برز غياب نجوم الشاشات والوجوه المشهورة هذا العام بوضوح، حتى أن وجوهاً ملكية معتادة مثل السير ديفيد بيكهام أو السير إلتون جون لم تحضرا. بالمقابل، اتسمت القائمة بغلبة الأمراء والجمرة (القادة) في عالم التكنولوجيا والمال والسياسة من جانبي الأطلسي.
من موضع الشرف الذي احتلّه ترامب في مركز الطاولة، بجوار مضيفه الملك تشارلز الثالث، تمتد على جانبي المائدة شخصيات تتراوح بين لاعبين خفيين لكن نافذين في البيت الأبيض ولاعبين محترفين في رياضة الغولف. فيما يلي بعض الضيوف البارزين ومن جلس إلى جوارهم.
قادة الأعمال
اتّسمت الجلسة بتركيز على المال والنفوذ، بحضور رئيس شركة آبل تيم كوك، جنسن هوانغ رئيس نفيديا، سام ألتمان من OpenAI، ستيفن شوارتزمان من بلاكستون، ولا يزال صاحب نفوذ بعد كل هذه السنين، رابت مردوخ، مالك شبكة فوكس نيوز. حضور مردوخ مثير للدهشة إلى حد ما في ظل دعوى قضائية يقودها ترامب ضد إحدى صحف مجموعته بمليارات الدولارات، فيما جلس مردوخ بجوار كبير مستشاري حملة رئيس الوزراء السير كير ستارمر، مورغان مكسويني.
من الناحية المالية البحتة، فإن قيمة شركات الحضور تقارب عشرة تريليونات دولار — ما يقارب أربعة أضعاف قيمة الاقتصاد البريطاني بأكمله. كما أُعلن عن استثمار بقيمة 150 مليار جنيهأ إسترليني في المملكة المتحدة على مدار السنوات المقبلة، ويأتي أكثر من نصف هذا المبلغ (90 مليار جنيه) من شركة الخصوصية العملاقة بلاكستون، وهو ما يفسر جلوس ستيفن شوارتزمان بجوار السير كير.
لكن ما الذي يسعى هؤلاء المانحون للحصول عليه بالمقابل؟ إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية أو تخفيف قانون السلامة على الإنترنت؟ الحكومة تنفي ذلك بشدة وتقول إنها تنظر إلى العلاقة على نحو مماثل لتعاونها في مجالي الدفاع والاستخبارات. كما أبرزت حرب أوكرانيا تبعية أوروبا الكبيرة للولايات المتحدة في هذه المجالات. وصف بعض المراقبين هذا التدفّق الاستثماري بأنه أشبه بغزو اقتصادي، حيث حذّر نائب رئيس الوزراء السابق وموظف ميتا السابق السير نيك كليغ من احتمال أن تصبح المملكة المتحدة دولة تابعة تُنشئ تبعيات جديدة على مجموعة محدودة من الشركات الأميركية. للحكومة ودولة بحاجة ماسة إلى الاستثمار والنمو، فإنّ التواجد في مقدمة قائمة المتلقين مسألة حاسمة، ويبدو أن المملكة المتحدة في طابور الصدارة.
مرافقة ترامب
شغل معسكر ترامب حيزًا كبيرًا من الطاولة — ما يقرب من عشرين مقعدًا — بما في ذلك زوجته وابنته وصهره وسلسلة من كبار أعضاء إدارته الذين تغطّوا مجالات من السياسة الخارجية إلى الذكاء الاصطناعي. جلس إلى جانب الرئيس بالطبع زوجته ميلانيا ترامب، التي كان على بطاقة اسمها مكتوبًا ببساطة “السيدة ترامب”. كانت جالسة مقابل زوجها بين الملكة كاميلا والأمير تشارلز، بينما جلست كاثرين، أميرة ويلز، بجانب الرئيس.
حصل وزير الخارجية ماركو روبيو على مكان مميّز بجوار الملك، وعلى الجهة الأخرى جلسـت الآنسة فيكتوريا ستارمر، وليس زوجها. كانت تيفاني ترامب، الابنة الرابعة للرئيس، الحاضرة الوحيدة من بين أبنائه في هذه المأدبة؛ وفي زيارة الدولة السابقة عام 2019 حضرت أربعة من أبنائه. حضر معها زوجها مايكل بولوس، الذي درس في لندن ولم يشغل منصبًا رسميًا في إدارة ترامب، لكن والرده ماسعد بولوس والد زوجها عُيّن مستشارًا مهمًا، وقد جلس الابن في مقعد بارز بجوار أميرة ويلز.
ستيف ويتكوف، قطب عقاري أصبح مبعوثًا خاصًا لترامب ويلعب دورًا محوريًا في السياسة الخارجية بشأن حرب أوكرانيا وغزة، وجد محادثات محتملة مع جاره جوناثان باول، مستشار الأمن القومي لدى ستارمر.
سوزان وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، والتي كانت مديرة حملة ترامب الانتخابية في 2024، تُعرف بأنها “العذراء الجليدية” التي تعمل غالبًا خلف الكواليس، وهي واحدة من أكثر العمليات السياسية رعبًا في الولايات المتحدة؛ وقد جلست بجوار السكرتير الخاص للملك، السير كلايف ألديرتون.
كان التزاوج المناسب أيضًا بين ديفيد ساكس، المسؤول في البيت الأبيض عن شؤون الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، وديميس هسابيس، مؤسس ومدير شركة ديب مايند التابعة لغوغل.
الأفراد الملكيون
جلَس الملك تشارلز بجوار ضيف الشرف ترامب وروبيو، بينما كانت أميرة ويلز على الجانب المقابل للرئيس. جلست الملكة كاميلا مقابلةً للسيدة الأولى، وبجانبها بشكل لافت وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت.
بإمكان أمير ويلز، وهو جالس بجوار السيدة الأولى، مناقشة شؤون محلية مع جارته الأخرى بولا رينولز، رئيسة مجلس إدارة شركة الناشونال غريد. أما الأميرة الملكية، آن، المعروفة بحبِّها للخيل، فجلست بجوار مدرّب الخيول جون غوزدن، وعلى الجانب الآخر جلس السفير الأميركي لدى المملكة المتحدة وارن ستيفنز، الذي استضاف ترامب والسيدة الأولى في مقر إقامته في ريجنتس بارك ليلة وصولهما الأولى إلى بريطانيا، مع المستشارة المالية راشيل ريفز على الجانب المقابل.
جلس أفراد ملكيون آخرون إلى جوار مسؤولي البيت الأبيض ذوي النفوذ، فجلس نائب الأمير آن، نائب الأدميرال سير تيموثي لورانس، بجوار نائب رئيس موظفي ترامب للشؤون السياسية ومستشار الأمن الداخلي ستيفن ميلر، بينما جلس إلى جانب دوق غلوستر — ابن عم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية — دان سكافينو، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض. وجلست دوقة غلوستر بجوار جيمس بلير، نائب رئيس الموظفين لشؤون التشريعات والشؤون السياسية والعامة.