رفضت محكمة الصلح في ولاية فيكتوريا الأسترالية مزاعم ربطت بين حضور رئيس وزراء الولاية السابق للمحكمة في نفس الأسبوع الذي قُتل فيه ضابطان شرطة على يد مسلح. المنشورات المضللة، التي لحنت نظرية مؤامرة للشرطة، استندت إلى ملف قديم أُقفل في 2021 وحُرّفت تفاصيله.
نشرت مستخدمة على منصة X في 28 أغسطس 2025 منشوراً قالت فيه: «دانيال اندروز كان من المقرر أن يمثل أمام محكمة مايرتلفورد هذا الجمعة الساعة 9:30 صباحاً، ودِيزِي فريمان هو أحد الذين رفعوا الدعوى. حضر رجال الشرطة إلى منزله يوم الثلاثاء، خالفوا البروتوكول وفقدنا اثنين من الضباط»، وصاحب المنشور لقطة شاشة لوجه فريمان وانتشرت مشاركاتها أكثر من 290 ألف مرة وشُارك رابطها نحو 1,400 مرة.
تأتي هذه الادعاءات بعد أن داهمت السلطات ممتلكات متّهم يُدعى ديزي فريماان في بلدة بوريبانكاه الريفية منفّذةً مذكرة تفتيش. الرجل، البالغ من العمر 56 عاماً والمسلح بكثافة، فرّ إلى الأدغال بعد فتحه النار على عناصر شرطة — ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ثالث — بحسب تقارير محلية وأرشيفات صحفية.
وصفت وسائل الإعلام الأسترالية مطلق النار بأنه متطرف ومؤمن بنظريات مؤامرة، ومنتمٍ لحركة «المواطن السيادي» التي تزعم أن القوانين لا تسري عليهم. المنشور الزائف تضمن ادعاءً بأن أندروز قد خُصّص له تاريخ مثول محدد في محكمة مايرتلفورد، وهو نص مأخوذ حرفياً من مقال قديم.
نفت محكمة الصلح في فيكتوريا، في تصريحات للصحافة، وجود أي قضية جنائية مسجلة ضد أندروز في أي من محاكمها يوم الجمعة الموافق 29 أغسطس، ولا توجد قضايا مبرمجة ضده في الوقت الراهن. وتحقيق كلمات مفتاحية على نص لقطة الشاشة كشف أن المحتوى مقتبس من مقال نشرته صحيفة Daily Mail في 14 ديسمبر 2021 حين كان أندروز لا يزال يشغل منصب رئيس وزراء الولاية، وأن محكمة الصلح أرجأت أو ألغت تلك القضية في نهاية المطاف.
أفادت وكالة الأنباء الأسترالية (AAP) في 17 ديسمبر 2021 أن تهمة الخيانة الموجهة إلى أندروز رُفعت ثم تم استبعادها لأن «التهمة لم تُبلّغ بشكل صحيح»، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان فريمان قد قدّم الدعوى بنفسه، إذ ذُكر اسم آخر في تقارير AAP، مع الإشارة إلى أن فريمان سبق واعتُقل أثناء احتجاجه أمام محكمة مايرتلفورد.
سبق لـ AAP ووكالة الصحافة الفرنسية (AFP) تفنيد ونشر تحقيقات عن مزاعم سابقة متداولة على وسائل التواصل تشير إلى ارتباطات وهمية أو مزاعم غير دقيقة حول أندروز. يُذكر أن دانيال أندروز استقال في سبتمبر 2023 بعد تسع سنوات في منصبه، وكان من المسؤولين عن سياسات فيكتوريا وميلبورن أثناء جائحة كوفيد، ما أدّى إلى فترات إغلاق طويلة ونشوب احتجاجات معارضة لتلك الإجراءات.