زوجان بريطانيان احتجزتهما طالبان لعدة أشهر وخافا أن يُعدما

زوجان بريطانيان أُفرِج عنهما أخيراً من قبضة طالبان في أفغنستان يرويان تجربة احتجازهما في عشر سجون مختلفة واعتقادهما عند لحظات بأن مصيرهما قد يكون الإعدام.

بيتر (80 عاماً) وزوجته باربي رينولدز (76 عاماً) قالا إن السلطات لم توضح لهما أبداً سبب احتجازهما ولا سبب الإفراج عنهما. الزوجان، اللذان أدارا مشروعاً خيريّاً في أفغانستان لما يقرب من عقدين، عادا إلى المملكة المتحدة يوم السبت بعد ما أمضيا نحو سبعة أشهر ونصف في السجن.

قال هاميش فالكونر، وزير شؤون الشرق الأوسط، لهيئة الإذاعة البريطانية إن “الدبلوماسية التقليدية الجيدة” أنها نهاية محنتهم، وشكر مجدداً حكومة قطر التي ساعدت في الوساطة للإفراج عنهما.

أصيب كلاهما بمشكلات صحية خلال الاحتجاز، من بينها فقر دم حاد، بينما قالت مسؤولة من وزارة الخارجية في حكومة طالبان بعد الإفراج إنهما تلقيا رعاية طبية كافية وأن حقوقهما الإنسانية صُونت، من دون أن تكشف عن أسباب الاحتجاز، مكتفِية بالقول إنهما “أمضيا مدتهما”.

اعتُقلا في الأول من فبراير الجاري بعد استئجارهما طائرة تشارتر من كابول إلى إقليم باميان، رفقة صديقتهما فاي هول والمترجم الذي كان برفقتهما واللذان أُفرجا لاحقاً. قال بيتر في ملاحظات مكتوبة لهيئة الإذاعة إنهما يواجهان الآن مهمة استيعاب ما حدث لهما: “نترك وراءنا ناساً طيِّبين، وبيتَنا، وكل ممتلكاتنا.”

يُذكَر أنّ الزوجين عاشقا أفغانستان بعمق وتزوجا هناك عام 1970، ومنذ 2009 كانا يديران مشروعات تدريبية في كابل وباميان، من بينها مشروعات تعلييمية تُعنى بتدريب النساء والأطفال، ويبدو أنها كانت حاصلة على موافقة السلطات المحلية بالرغم من الحظر الذي يفرضه طالبان على عمل النساء وتعليم الفتيات فوق سن اثنتي عشرة.

أُحتجزا في أحد السجون شديد الحراسة قرب كابول، بول-إي-تشارخي، المعروف بأنه يضم بعض أخطر المجرمين. لفترة امتدت شهرين وُضِعا في زنازين تحت الأرض بلا نوافذ، ثم نُقلا في الأسابيع الأخيرة من احتجازهما إلى عنابر فوق الأرض حيث توفرت لهما طعام أفضل ومعاملة أكثر لطفاً بحسب قولهما.

يقرأ  غزو جيش الدفاع الإسرائيلي لغزة: من غير المرجح أن يحقق أهداف الحرب أو يضمن عودة الرهائن

أُحضرا للمحكمة نحو أربع مرّات دون توجيه أي تهمة. قال بيتر عبر البريد الإلكتروني: “عندما قُدت إلى المحكمة كانت كواحل قدميَّ ويديّ مكبّلة مع قتلة ومغتصبين.” أضافا أنهما كانا يعامَلان في الغالب باحترام، لكنهما شعرا “بعجز شديد”.

بالنسبة لباربرا، أصعب لحظات الأسر كانت “رؤية زوجي الذي يبلغ من العمر ثمانين عاماً يكافح ليدخل إلى مؤخرة شاحنة الشرطة وأيديه وكواحل قدميه مقيدة.” واستذكر بيتر أسوأ لحظة بأنها كانت عندما فُصِلا عن بعضهما بعد 55 عاماً من الزواج قائلاً: “أسوأ لحظة أن تُقاد وتُفصل كزوجين بعد كل هذه السنين.”

خارج السجن وفي بريطانيا، وبعد قرابة ثمانية أشهر من الطعام “الزيتي والمالح” كما وصفته باربي لصحيفة صنداي تايمز، تمنت تناول سلطة وبعض المربى المملوكة محلياً (مارمايت)، بينما كان بيتر يشتاق إلى الفاصولياء المختمرة في الطهي (بيكد بينز).

قال الزوجان إنهما لن يعبُرا عتبة أفغانستان مرة أخرى في الوقت الراهن، معبِّرين عن ثقتهما بقدرة العديد من الأفغان الرائعين الذين يعرفانهم على بناء مستقبل إيجابي لبلدهم دونهما.

المملكة المتحدة لم تعد تملك سفارة في أفغانستان وتحذّر من السفر إلى البلاد، مؤكدة أنها “شديدة الخطورة”. وبيان وزارة الخارجية البريطانية حذر من “ارتفاع خطر احتجاز المواطنين البريطانيين في أفغانستان، وإذا احتُجزت كمواطن بريطاني هناك فقد تواجه أشهراً أو سنوات من السجن.”

أضف تعليق