مبادرة سينمائية تمنح أطفال غزة «لمحة من واقع أفضل» — يقول المخرج الفلسطيني مصطفى النببح
في مخيّم نزوح وسط مدينة غزة، أقام متطوّعون شاشة عرض مؤقّتة لعرض أفلام للأطفال، محاولةً لخلق فسحةٍ نادرة من الفرح والهدوء وسط سنوات من القصف والتهجير وفقدان الأهالي وتدمير المنازل والمدارس في سياق الحرب التي تشهدها القطاع.
تعرض الاطفال منذ أكثر من عامين لموجات عنف متكرّرة دفعت بهم إلى معايشة مشاهد قاسية لم يعد من السهل تذوّق طعم الطفولة فيها. تأتي هذه العروض كاستراحة قصيرة تسمح لهم بالضحك واللعب والانغماس في لحظات تبدو طبيعية ومطمئنة رغم الخراب من حولهم.
«نحاول تقديم أنشطة كثيرة للأطفال ليعيشوا بأجواء إيجابية»، قال ميناس الجبور، منسق الملف الإعلامي للمبادرة. «نريد أن نمنحهم فرصة لتجاوز المشاهد الصعبة التي عاشوها خلال الحرب في غزة».
تشير إحصاءات سلطات الصحة في غزة إلى أن الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023 أودت بحياة ما لا يقل عن 20 ألف طفل، وأصابت عشرات الآلاف، كما فقد أكثر من 55 ألف طفل أحد والديهم أو كلاهما. ومع تضرّر أو دمار نحو 92% من مدارس القطاع، حُرم معظم الأطفال من التعليم الرسمي لمدّة عامين.
بالنسبة إلى كثيرين، كانت هذه العروض السينمائية أوّل فرصة لمشاهدة فيلم منذ اندلاع الصراع. قالت سارة أبو شربي، طفلة نازحة في المخيّم، وهي تحيط بها خيام رقيقة ومباني مهدمة: «هذه تجربة جديدة بالنسبة لي؛ خرجنا من الحرب وهم يقدمون لنا أعمالًا وأنشطة كثيرة، منها السينما… استمتعنا فعلًا».
يرى المخرج الفلسطيني مصطفى النببح، المشارك في المبادرة، أن الفن والسينما وسيلتان للحفاظ على الأمل والقدرة على التخيّل لدى الأطفال. «الطفل الذي شهد كثيرًا من الدماء والخسارة يمكنه عبر السينما أن يلمح واقعًا أفضل»، قال. «السينما تنقل الطفل إلى عالم خيالي ممتلئ بالحب والجمال؛ تحرّك ذهنه وتدفعه ليمدّ بصره إلى آفاق بعيدة، وتُعرّفه ألوانًا وقصصًا ولحظات تخرجه من ركام الواقع المحيط به».