أبحاث جديدة تكشف أن التلوث الكثيف في جنوب شرق آسيا يقلل من هطول الأمطار فوق اليابسة بينما يعزّزها فوق المحيطات.
تنتج السيارات والمصانع ومحطات الطاقة جسيمات دقيقة تُعرف بالهبا الجوي—الهباء الجوي—تعمل على حجب ضوء الشمس، ولهذا تأثير تبريدي؛ ويكون هذا التأثير أقوى فوق اليابسة حيث تتركز الملوثات، مقارنة بالبحر.
قال كيونغ-هوان سيو من جامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية، المؤلف الرئيسي للدراسة: «الهباء الجوي يشبه المكابح التي تحدّ من ارتفاع حرارة النهار فوق اليابسة، بينما المحيط لا يكاد يلحظ هذا التباطؤ».
ولفهم أثر ذلك على الطقس، نمذج الباحثون تأثير الهباء الجوي في منطقة جنوب شرق آسيا من تايلاند حتى الفلبين وبحارها المجاورة. ووجدوا أن موجات التلوث الشديدة تزيد من شدة الأمطار فوق المحيطات بما يصل إلى خمسين في المئة؛ ويعزون ذلك إلى أن الهواء الدافئ الصاعد فوق البحر يسحب الرطوبة من اليابسة، مما يؤدي إلى هطولات غزيرة فوق الماء.
أما على اليابسة، فتصبح الأمطار أضعف، وتميل إلى النزول في ساعات الليل بدلاً من تبكّرها في أواخر الظهيرة. وقال سيو: «نرى تحولاً من العواصف المعتادة في وقت ما بعد الظهر إلى ذروة عند منتصف الليل».
وأوضح الباحثون أن النتائج المنشورة في مجلة npj Climate and Atmospheric Science قد تساعد خبراء الأرصاد على تقدير الحالات التي يقل فيها هطول الأمطار بفعل التلوث، مما يحسّن توقعات الفيضانات ويساهم في إدارة أفضل لإمدادات المياه العذبة.
أيضا على YALE E360
مع تفاقم الفيضانات، أصبحت باكستان مركز تأثيرات تغير المناخ