أفادت منظمة انقاذ ألمانية أن ثلاث شقيقات صغيرات فارقن الحياة غرقاً عندما غمرت أمواج بارتفاع يصل إلى متر ونصف قارِباً مطاطياً مكتظاً بالمهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط.
نجت حوالى 65 شخصاً ونُقلوا إلى بر الأمان، بينهم أم الفتّيات وأخوهن، بالإضافة إلى ثلاث حوامل ورضيع يبلغ سبعة أشهر، بحسب المنظمة. انطلق القارب من مدينة زوارة الليبية وبعد ساعات قليلة بدأت المياه تتسرب إليه بكميات متزايدة حتى غمرته.
ليبيا تظل معبراً رئيسياً نحو المخاطر البحرية للمهاجرين الساعين للوصول إلى جزيرة لامبدوزا الإيطالية. وأوضحت المنظمة أن الشقيقات المتوفّيات كنّ في أعمار تسع، إحدى عشرة، وسبعة عشر عاماً.
استذكرت باربرا سارتوري، منسقة الاتصالات على متن سفينة الإنقاذ نادير، كيف اكتُشفت الجثث صباح السبت؛ أثناء إجلاء الناجين واحداً تلو الآخر سمعت صراخاً وأشار أحدهم إلى مياه داخل القارب، فنُدرك أنه كانت هناك أجساد تحت السطح. قالت إن القارب كان مكتظاً بشكل خطير، وظلامه دامس، والمياه تتدفق داخله والهلع يعم الركاب، وفي ذلك الفوضى لم يُرى أن الشقيقات الجلسن عميقاً في داخل القارب قد غُرقن بالفعل، وعندما أدرك الناجون ذلك عمّهم رعب لا يوصف.
أضافت المنظمة أن العديد من الناجين عانوا حروقاً كيميائية شديدة ناجمة عن مزيج ماء البحر والبنزين داخل القارب، وتلقوا عناية طبية. كما أفادت أن شخصاً سقط في وقت سابق من على متن المركب وما زال في عداد المفقودين.
أجلت خفر السواحل الإيطالي 14 شخصاً يوم السبت إلى لامبدوزا، بينما وصلت سفينة الإنقاذ لاحقاً حاملة بقية الناجين وجثث الفتيات الثلاث. ووصفت كاتیا شنايتزر، إحدى طواقم القارب، ما حصل بأنه أمر لا يُطاق، ومؤشراً صارخاً إلى الخطر الداهم الذي يواجهه المتحركون بحثاً عن الأمان.
لم تكشف المنظمة عن جنسيات الضحايا أو الناجين. وتشير وكالات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 700 شخص لقوا حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط من شمال أفريقيا، وتؤكد الحاجة الملحّة لتكثيف عمليات البحث والإنقاذ وضمان سلامة الناجين عند إنزالهم على اليابسة.