فوز مامداني ينعش آمال التغيير في أوغندا — مسقط رأسه

انتصار مدهش في نيو يورك يرنّ صداه في أوغندا

حقق زوهران ممداني فوزًا مفاجئًا وجذابًا في سباق رئاسة بلدية مدينة نيو يورك، مبنيًا على وعد بالأمل والتغيير السياسي، ورسالة تتردد أصداؤها بقوة بين الناس في أوغندا، موطن مولده.

الفوز الحاسم لهذا الشاب اليساري البالغ من العمر 34 عامًا احتُفل به على نطاق واسع في العاصمة كمبالا، المدينة التي شهدت ولادته عام 1991. صعود ممداني غير المتوقع — مسلم شاب ذو جذور إفريقية وجنوب آسيوية — في أقوى الديمقراطيات العالمية يُعد مصدر إلهام لآلاف الأوغنديين الذين يعيشون تحت ظل حكم سلطوي بدأ قبل ولادته.

في أوغندا، يترشّح الرئيس يوويري موسيفيني، البالغ من العمر 81 عامًا، لولاية سابعة في انتخابات يناير، مستمرًا في تمديد حكمه الذي قارَب الأربعين سنة. رفضه الدعوات للتنحّي يثير مخاوف من انتقال سياسي متقلب ومشحون.

قال جويل سينيوني، زعيم معارض في البرلمان (38 عامًا): «إنه تشجيع كبير لنا هنا في أوغندا؛ يبيّن أن الأمر ممكن». وأضاف أن الأوغنديين — الذين يواجهون ظروفًا سياسية قمعية — ما يزال أمامهم طريق طويل، لكن نجاج ممداني «يلهمنا».

غادر ممداني أوغندا عندما كان في الخامسة من عمره لمرافقة والده، المفكر السياسي محمود ممداني، إلى جنوب أفريقيا، ثم انتقل لاحقًا إلى الولايات المتحدة. وبحسب تقارير، احتفظ بجنسيته الأوغندية حتى بعد تجنّسه أمريكيًا عام 2018. للعائلة منزل في كمبالا يعودون إليه بانتظام، وزاروه هذا العام للاحتفال بزواجه.

رؤية وشعور

وصف ممداني نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي، وتعهد بمواجهة التفاوت الاقتصادي والرد على خطاب الكراهية الأجنبي المتصاعد في الولايات المتحدة. لكن المعارضين في أوغندا يواجهون تحديات مختلفة؛ إذ تشدد السلطة قبضتها على خصومها تحضيرًا للانتخابات القادمة كما فعلت في دورات سابقة.

يقرأ  بطلات الصحة — نساء محليات يقودن حملة مكافحة شلل الأطفال في نيجيريا

في نوفمبر الماضي، اختُطِف المعارض المخضرم كيزة بيسيجي في نيروبي مع مرافِقه عبيد لوتالي، قبل أن يُعرضا على محكمة عسكرية في كمبالا بتهمة الخيانة، وقد رُفضت طلبات إطلاق سراحهما على ذمة القضية رغم قلق مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وشهد قادة معارضون آخرون حملات قمع واعتقالات وإجراءات قضائية مماثلة.

كما حوكم عشرات من أنصار حزب الوحدة الوطنية (NUP) الذي يقوده روبرت كياجولاني المعروف باسم بوبي واين أمام محاكم عسكرية بتهم متنوّعة.

نمتدّ بالأمل

نشر بوبي واين على منصة X تهنئة حارة لممداني، كتب فيها: «من أوغندا نحتفل ونستلهم القوة من نموذجكم وأنتم تعملون لبناء بلد يتيح لكل مواطن تحقيق أحلامه مهما كانت ظروفه وخلفيته».

وصف روبرت كابوشنغا، المدير الإعلامي المتقاعد والصديق للعائلة، فوز ممداني بأنه «منارة أمل» لمن يناضلون من أجل التغيير في أوغندا، لا سيما بين الأجيال الشابة. وأكد أن نجاحه يُبرِز أهمية إتاحة المجال للشباب للمشاركة في السياسة بجدية ومعنى.

وشدد أستاذ جامعي عمل مع والده في جامعة ماكيريري، أوكيلّو أوغوانغ، على أن نجاح الابن يذكّر أوغندا بضرورة الاستثمار في شبّانها، قائلاً: «هو خرج من هنا؛ إن لم نستثمر في شبابنا فنحن نهدر وقتنا».

ومن جانبهم، عبّر طلاب جامعيون مثل أنطوني كيرابو (22 عامًا، طالب علم النفس في جامعة ماكيريري) عن فخرهم وشعورهم بالإمكانية: «فوز زوهران يجعلني أشعر بالخير والفخر ببلدي، لأنه يثبت أن أوغندا قادرة على إنتاج قادة جيدين. رؤية زوهران هناك تجعلني أعتقد أن بإمكاني أن أصل أيضًا».

في العمق، يحمل هذا الانتصار رسالة مداها أوسع من حدود مدينة؛ تذكير بأن التغيير ممكن وأن الأمل قد يولد في زوايا غير متوقعة من العالم.

أضف تعليق