احتجّ شباب في نيبال وأطاحوا بالحكومة في سبتمبر، غير أن فيديو يظهر متظاهرًا وهو يقبض على قنينة غاز مسيل للدموع ويرميها لم يُصَوَّر في الدولة الهيمالاية. المقطع مصوَّر في باكستان وانتشر ضمن تقرير نُشِر في مايو 2022 عن احتجاجات طالبت بعدم عودة رئيس الوزراء السابق عمران خان.
منشور على فيسبوك باللغة الهندية نُشِر في 10 سبتمبر 2025 ادّعى: «خلال الاحتجاجات في الشوارع، أمسك فتى بقذيفة غاز مسيل للدموع مثل كرة كريكت وأعاد رميها. هذا الفيديو منتشر بكثرة في نيبال».
الفيديو يُظهر متظاهرًا يمسك عبوة الغاز ويلقِها بعيدًا في الشارع، مع نص إنجليزي مضاف على الصورة يكرر الادعاء نفسه.
انتشر نفس المقطع مع مزاعم مشابهة على منصات مثل X وإنستغرام وفيسبوك بعد أن تحوّلت احتجاجات ضد حظر على وسائل التواصل الاجتماعي في نيبال إلى مظاهرات أوسع ضد الفساد في سبتمبر، وأسفرت الاضطرابات عن سقوط عشرات الضحايا.
قُتل ما لا يقل عن 73 شخصًا واضطر رئيس الوزراء المخضرم كي بي شارما أولي إلى الاستقالة في أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت عقدًا وإلغاء النظام الملكي عام 2008.
عينت سوشيلا كاركي، القاضية السابقة البالغة من العمر 73 عامًا، رئيسة وزراء مؤقتة ومُكلّفة بالاستجابة لمطالب المحتجين بمستقبل يخلو من الفساد قبيل موعد الإنتخا بات المزمع في مارس.
مع ذلك، الفيديو المتداول لم يُلتقط في نيبال.
بحث عكسي بالصور عبر غوغل باستخدام لقطات مفتاحية من الفيديو كشف أن موقعًا باكستانيًا نشر لقطات من المقطع في تقرير بتاريخ 25 مايو 2022، أرفقته لقطات شاشة وذكر أن الفيديو يظهر متظاهرًا يرد قنبلة غاز نحو الشرطة في إقليم البنجاب.
نُشر التقرير في خضم مسيرة وطنية أطلقها عمران خان في 25 مايو 2022 للمطالبة بإجراء انتخابات، بعد إقالته عبر تصويت عدم ثقة في الشهر السابق.
أظهرت المشاهد أن المحتجين أُوقفوا عند حواجز في عدة مواقع، وأن الشرطة هاجمت المحتشدين عند دواري باتي ونيازي في لاهور.
تمكّن مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية من تأكيد أن المقطع صوِّر في عاصمة البنجاب لاهور استنادًا إلى لافتة محطة بنزين «تو تال باركو» ولافتة عرض مكتوب عليها «محطة نيازي تشوك»، تظهر بوضوح في نسخة عالية الجودة من الفيديو المنشور في التقرير المذكور.
كما يتطابق الجسر العابر فوق محطة متروباص نيازي تشوك في المقطع مع صورة متاحة على خرائط غوغل تحمل وسمًا جغرافيًا، ما يدعم تحديد الموقع.
نشر أيضًا صحيفة «داون» الباكستانية مقطعًا مشابهًا على إنستغرام يبيّن ضباطًا يطلقون غازات مسيلة أمام محتجين في 25 مايو 2022، مشيرةً إلى أن الشرطة في البنجاب كانت تعتقل أنصار حزب «تي.آي.آي» ومنعهم من التقدّم.
سبق لوكالة الصحافة الفرنسية أن فندت معلومات مضللة متعلقة باحتجاجات نيبال في تقارير سابقة.