«لا أدنى دليل»: بولسونارو يسعى إلى تبرئته في البرازيل

محامو الرئيس السابق جايير بولسونارو قالوا للمحكمة العلييا المؤلّفة من خمسة قضاة إن موكّلهم حُرِم من حقه في محاكمة عادلة بشأن اتهامات بالتآمر على الإطاحة بالدستور والحكومة.

من المتوقَّع صدور حكم خلال الأيام المقبلة، لكن فريق الدفاع جادل يوم الأربعاء بأن أي نتيجة غير البراءة ستكون مجرّد جريمة قضائية. واعتبر المحامون أن المحاكمة قد سُرِّعت لأسباب سياسية، ما أضرّ بحقوق الدفاع.

قال المحامي سيلسو فيلاردي للمحكمة: «لم نتحصّل على الأدلة، وَلَم نُمنَح وقتاً كافياً للاطّلاع عليها»، ثم أضاف أن «لا ورقة دليل واحدة تربط» بولسونارو بالمؤامرة المزعومة لإلغاء نتائج انتخابات 2022.

إلغاء الانتخابات؟
في تلك الانتخابات خسر بولسونارو، وهو الرئيس المُنتَخَب سابقاً، بفارق ضئيل في الجولة الثانية أمام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يتولى الرئاسة حالياً. بولسونارو، الضابط السابق في الجيش وزعيم اليمين المتطرّف، لم يعترف يوماً بهزيمته، وتواجهه اتهامات بأنه سعى هو وحلفاؤه إلى إشعال الاضطرابات للتمسّك بالسلطة.

قدّم المدّعون أدلة تشير إلى أن بولسونارو ومناصريه خطّطوا لإعلان «حالة حصار» تتيح التدخّل العسكري وإجراء انتخابات جديدة، وأن أحد مساعديه اقترح تسميم لولا. أما هو فأنكر ارتكاب أي مخالفة ووصَف المحاكمة بأنها حملة سياسية موجهة.

تُوجَّه إلى بولسونارو خمس تهم، بينها محاولة انقلاب، السعي إلى إلغاء حكم القانون الديمقراطي والمشاركة في تنظيم إجرامي مسلّح. ترتبط تهمتان بالأضرار المادية التي وقعت في 8 يناير 2023، حين اقتحم آلاف من أنصاره مبانٍ حكومية في برازيليا احتجاجاً على هزيمته، وبعض المشاغبين صرّحوا بأن هدفهم دفع الجيش للتدخّل.

في نوفمبر 2024 عرضت الشرطة الفدرالية تقريراً مكوّناً من 884 صفحة يحوي عناصر القضية، وفي فبراير قدّم النائب العام باولو غونيت لائحة الاتهام. منذ ذلك الحين تحوّل الملف إلى عرض دولي جذَب انتقادات وآراء قادة عالميين، من بينهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

يقرأ  البابا: اتفاق المملكة المتحدة بشأن جزر تشاغوس يعدّ انتصاراً هاماً

محاكمة على قدر عالٍ من المخاطر
يرى بعض المنتقدين أن الحكم سيكون اختباراً لديمقراطية البرازيل التي لم تتجاوز أربعة عقود. بينما يعتبر أنصار بولسونارو أن القضية مثال على محاولات الحكومة لكتم الأصوات اليمينية. وفي خطوة احتجاجية، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 50% على صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة، بحسب أنصار بولسونارو.

قارن محامي الدفاع باولو كونها بوينو محاكمة موكّله بإدانة ضابط الجيش اليهودي ألفرد دريهفوس في فرنسا في القرن التاسع عشر، قضية أثارت إدانات دولية. وقال للقضاء: «البراءة ضرورية بشكل قاطع حتى لا نكرر نسخة منا من قضية دريهفوس».

لم يظهر بولسونارو في قاعة المحكمة خلال الأيام الأخيرة لأسباب صحية، إذ تعرّض سابقاً للطعن خلال حملته الانتخابية عام 2018 وما زالت له مضاعفات طبية تناولها محاموه في مرافعاتهم. في الأيام الختامية من المحاكمة حاول فريق الدفاع إثارة الشكوك حول ظروف القضية؛ طعَنوا باتفاق اعتراف حصل عليه أحد المتهمين المشاركين، العقيد ماورو سيد، الذي صار شاهداً للدولة، وشدّدوا على أن التعجيل بالمحاكمة قد يكون هدفه تفادي انعكاسات على انتخابات 2026.

الابن يطالب بالعفو
خارج أروقة القضاء، حمَّل نجل بولسونارو، السيناتور فلاڤيو بولسونارو، المحكمة مسؤولية التحيّز، مشيراً إلى أن قاضياً كان وزير عدل في حكومة لولا وقاضٍ آخر كان محاميه. وأفاد فلاڤيو بأنه يجري تعبئة الدعم داخل الكونغرس لتمرير قانون عفو شامل يحمي والده والمشاركين في اقتحام العاصمة عام 2023.

قال فلاڤيو للصحفيين: «سنعمل على عفو واسع، عام وغير محدود». ونقلت تقارير عن زيارات متكررة قام بها شقيق آخر للرئيس السابق، إدواردو بولسونارو، إلى ترامب في البيت الأبيض.

ردّاً على مزاعم الانحياز، رفضت المحكمة العليا أي تأثير خارجي عليها. ومع افتتاح جلسة الثلاثاء قال القاضي ألكسندر دي مورايش إن المحكمة لن تنحني لضغوطٍ من الخارج، بما في ذلك ضغوط ترامب، وأضاف: «لا يمكن للسيادة الوطنية أن تُهانَ أو تُساوم أو تُبتَز».

يقرأ  الرئيس البيروفي الأسبق يُحبس بتهم فسادأخبار المحاكم

في حال إدانته، يواجه جايير بولسونارو عقوبة قد تصل إلى 43 عاماً في السجن، ما يضع مستقبل السياسة البرازيلية وسمعة مؤسساتها القضائية على المحك. عاماًا

أضف تعليق