رحيل نجم السول الحائز على غرامي: دي أنجيلو في 51 من عمره
أعلنت العائله يوم الثلاثاء وفاة المغني الحائز على جائزة غرامي، مايكل يوجين أرشر المعروف فنيًا باسم دي أنجيلو، عن عمرٍ ناهز الحادية والخمسين، بعد «معركة طويلة وشجاعة مع السرطان»، وفق بيان عائلي. وجاء في البيان: «لقد خفت نجم متألق في عائلتنا عن أن يضيء لنا في هذه الحياة».
وأضافت العائلة أنها حزينة لأن ما يتركه الراحل لمن حوله لا يزيد على الذكريات الغالية، لكنها ممتنة إلى الأبد للارث الموسيقي المؤثر والعميق الذي خلّفه وراءه.
عرف دي أنجيلو بصوته المخملي الذي سطع في تسعينيات القرن الماضي وبدايات الألفية، وتُوّج ألبومه «Voodoo» بجائزة غرامي عام 2001 كأفضل ألبوم R&B. كما حقق له أغنيته الشهيرة «Untitled (How Does It Feel)» جائزة غرامي لأفضل أداء غنائي رجالي في فئة R&B، وأطلقته إلى دائرة الاهتمام العام بفيديو جريء اعتمد على بساطة المشهد وصورة دي أنجيلو عارٍ الصدر وهو يغني مباشرة إلى الكاميرا. وصنفت مجلة Rolling Stone ألبوم «Voodoo» ضمن أفضل الألبومات في تاريخ الموسيقى.
أثارت أنباء رحيله موجة من التعازي والتذكر بين المعجبين وزملائه الفنانين. كتبت المغنية وذات الكلمة جيل سكوت على منصة X: «لم ألتقِ دي أنجيلو قطّ، لكنه يستحق الحب والاحترام والإعجاب بموهبته. هذا الفقد موجع!!»، مضيفة «ارقد بسلام يا عبقري». ووصفت الفنانة دوجا كات الراحل بأنه «صوت حقيقي للسول ومصدر إلهام للعديد من الفنانين المبدعين في جيلنا والأجيال القادمة».
في موسيقاه جمع دي أنجيلو بين خشونة الهيب هوب وروح السول المتأثرة بالغناء الكنسي، فشكلت هذه الخلطة صوتًا جديدًا أدّى إلى قيادة حركة النيو-سول في التسعينيات. وفي وقتٍ سابق من هذا العام احتفل الفنان من فرجينيا بمرور ثلاثين عاماً على إصدار ألبومه الأول «Brown Sugar»، ذلك الإصدار الذي حقق مبيعات البلاتين وأخرج رصيده من الأغاني المميزة مثل «Lady»، ومهد له طريق الترشّح للعديد من جوائز الغرامي وترسيخ مكانته كواحد من الأصوات الأكثر أصالة في الـR&B.
تميّز أسلوب دي أنجيلو بالغناء بالإغراء والشجن — مزيج من النبرة الخشنة والمرونة التي تربّت في جو الكنيسة — وهو صوت ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالصور القوية لفيديو «Untitled»، الذي صار مرجعًا ثقافيًا أثار نقاشات حول الإبداع والجنس والهشاشة في تمثيل الرجل الأسود.
امتدت براعته إلى التعاونات أيضاً؛ فقد غنّى ثنائياً مميزاً مع لورين هيل في أغنية «Nothing Even Matters» ضمن ألبومها التاريخي «The Miseducation of Lauryn Hill» (1998)، وساهم في ألبوم ذا روتس «Illadelph Halflife» (1996)، وكان جزءًا من المجموعة الفائقة Black Men United التي قدّمت أغنية «U Will Know» لفيلم «Jason’s Lyric» عام 1994، حيث كتب وغان وشارك في إنتاج الأغنية.
تكللت حياته الشخصية بعلاقة استمرت أربع سنوات في التسعينيات مع المغنية المرشحة للغرامي آنجي ستون. التقى الاثنان أثناء إنجاز دي أنجيلو لألبوم «Brown Sugar» وتقاسما خلفية جنوبية ونشأة كنسية؛ عملت ستون في الألبوم وشاركا في كتابة أغنية «Everyday» لألبومها الأول «Black Diamond» (1999). وصفت ستون دي أنجيلو في مقابلة مع وكالة الأسوشييتد برس عام 1999 بأنه «توأمها الروحي الموسيقي»، وقالت إن تعاونهما كان «مثل الحليب والحبوب». أنجبا ابنًا، الفنان Swayvo Twain المولود مايكل أرشر الابن. وتوفيت ستون في حادث سيارة في وقت سابق من هذا العام عن عمر يناهز 63 عاماً. لدى دي أنجيلو أيضاً ابنة تُدعى إيماني أرشر.
تلقى الراحل تكريمات وذكرى من فنانين بارزين آخرين؛ استذكر تايلر، ذا كرياتور كيف خرج من متجر الموسيقى المحلي في عيد ميلاده التاسع ومعه نسخة «Voodoo» بمبلغ عشرين دولارًا، قائلاً إن ذلك الألبوم شكّل «حمضه النووي الموسيقي». وشارك الممثل والموسيقي جيمي فوكس ذكرياته عن مشاهدة أداء حي لدي أنجيلو، ممدحًا صوته القَماشِيّ وإتقانه العزف على آلات متعددة، معبّرًا عن أسفٍ عميق ودموع حقيقية على فراقه.
ترك دي أنجيلو وراءه إرثًا موسيقيًا غنياً، وصدىً طويل الأمد في عالم السول والـR&B؛ نجوميته وموسيقاه ستستمر في إلهام المستمعين والفنانين على حد سواء.