نُشر في 4 سبتمبر 2025
استجوب أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت إف. كينيدي الابن، خلال جلسة ركزت على جهود إدارة ترامب لتقليص الوصول إلى اللقاحات. الجلسة تصاعدت فيها الانتقادات لكينيدي بشأن سياساته والإجراءات الإدارية التي اتُّخذت تحت إشرافه.
خلال جلسة الخميس انتقد كينيدي توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) خلال جائحة كوفيد-19، خصوصاً الإجراءات المتعلقة بالإغلاق وارتداء الكمامات، وادّعى أنها «لم تفعل شيئاً تجاه المرض نفسه». وأضاف أن الأشخاص في الـCDC الذين أداروا تلك السياسات — الذين فرضوا الكمامات على أطفالنا وأغلقوا المدارس — هم من سيغادرون، وأنهم يستحقون الفصل لعدم قيامهم بما يكفي للسيطرة على الأمراض المزمنة.
قصص موصى بها
اتهم الديمقراطيون كينيدي والإدارة بأنها تعبث بالصحة العامة من خلال الدفع بسياسات غير علمية تقوّض ثقة الجمهور في التطعيم. وفي تبادل حاد، حضر السيناتور الجمهوري جون باراسو وقال لكينيدي: «إذا أردنا أن نجعل أميركا صحية مجدداً، لا يمكن أن نسمح بتقويض الصحة العامة». وأضاف باراسو، وهو طبيب: «اللقاحات فعّالة».
تولّي كينيدي منصبه في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية شابته جدالات متكررة، إذ سعى إلى إعادة تشكيل الوكالة عبر تطهير مسؤولين وعلماء انتقدوا سياساته التي تتعارض مع إجماع علمي دام عقوداً. ونقل مراسل الجزيرة مايك هانا من الكابيتول أن الخلافات كانت «شديدة للغاية»، لا من جانب الديمقراطيين فحسب، بل أيضاً من بعض أعضاء اللجنة من الحزب الجمهوري. وأضاف: «تعرض كينيدي لهجوم محدد من عدد من أعضاء اللجنة على موقفه من اللقاحات».
تأتي جلسة مجلس الشيوخ بعد أيام من إقالة سو موناريز، المديرة السابقة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. في ملاحظاته الافتتاحية، شن كينيدي هجوماً على تصرّفات الـCDC أثناء جائحة كوفيد، متّهماً الوكالة بالفشل «بشدة» وبسياسات «كارثية وغير منطقية»، من بينها توجيهات ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس. قال أيضاً: «نحتاج إلى قيادة جديدة جريئة وكفوءة ومبدعة في CDC، قادرة ومستعدة لرسم مسار جديد»، مشدداً على تركيز وزارة الصحة الجديد على الأمراض المزمنة وتعزيز الوقاية.
في افتتاحية له بصحيفة وول ستريت جورنال، اتهمت موناريز الوزير بــ«جهد متعمّد لإضعاف منظومة الصحة العامة وحماية اللقاحات في أميركا». وبرر كينيدي سبب إقالتها أمام السيناتورة إليزابيث وارن ببساطة: «سألتها: هل أنت شخص جدير بالثقة؟ فقالت: ‹لا›».
يأتي كل ذلك في سياق نظام صحي أميركي يعاني من قيود وصول واسعة بسبب تكاليف التأمين المرتفعة ونقص خيارات عامة ميسورة. وملأ فراغ الثقة المتراجع مصادر بديلة للمعلومات الصحية، كثير منها شخصيات على الإنترنت تروّج لعلاجات مشكوك فيها وأفكار غير موثّقة.
كينيدي، الذي كان محامياً بيئياً محترماً سابقاً، برز منتصف العقد الأول من الألفية الثانية كمناضل بارز ضد اللقاحات قبل أن يعينَه رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب وزيراً للصحة في فترته الثانية. وظهر كينيدي على عدة بودكاستات قبيل انتخابات هذا العام، فصار رمزاً لاعتماد الإدارة على هذه الشخصيات والأفكار، بينما تقوّض في الوقت نفسه تمويل برامج الرعاية الصحية التي تخدم المجتمعات منخفضة الدخل الأكثر عرضة للمشكلات الصحية.
دخل السيناتور مايكل بينيت من كولورادو في تبادل حاد مع كينيدي بعد أن لفت الانتباه إلى أن الوزير طهّر هيئة من الخبراء كانت مهمتها تقديم التوصيا حول التطعيم، واستبدلهم بشخصيات أقرب إلى قناعاته الخاصة. وذكر بينيت أن أحد المعينين على اللجنة روّج للفكرة الكاذبة بأن لقاح كوفيد-19 قد يتسبب بإصابة الأشخاص بالإيدز.
وتساءل بينيت: «هل يجب أن تستعد المدارس والأهالي في كولورادو لموجات جديدة من الحصبة نتيجة لتسييس توصيات اللقاح؟ ماذا عن تفشّي النكاف؟» وأضاف بغضب: «هذا ليس بودكاست. صحة الشعب الأميركي على المحك هنا.»