مصدر أمني: حماس تقترب من نقطة الانهيار مع اتساع عمليات إجلاء مدينة غزة

«بمجرّد نزوح أكثر من نصف مليون فلسطيني، ستتصاعد الانتقادات تجاه قياده حماس إلى حدّ قد تظهر معه بوادر انهيارها.»

مصدر أمني إسرائيلي قال لموقع والا إن ضغطاً حقيقياً على حماس لا يَنشأ من القتل في ساحة القتال بقدر ما يَنبع من نزوح المدنيين من منازلهم. وأضاف أن انتقال أكثر من نصف مليون من سكان شمال غزة ومدينة غزة إلى الجنوب سيُحدث نقطة انفراج أو ما وصفها بـ«نقطة الانهيار».

خلال تقييمات الموقف التي عُقدت صباح الخميس في قيادة الجنوب للجيش الإسرائيلي، لوحظ أن الغارات المكثفة التي نفذت ليلاً وأصوات الانفجارات في شمال غزة ومدينة غزة سرّعت مرحلة إضافية من تحرك السكان نحو المنطقة الإنسانية المخصصة جنوباً.

تُظهر بيانات الجيش أن نحو 400 ألف فلسطيني تحرّكوا جنوباً حتى الآن.

«حركة السكان عموماً، ومن مدينة غزة خصوصاً، هي ما يخيف قيادة حماس أكثر من غيره. لماذا؟ لأن كلمة ‘النكبة’ — تلك الكارثة التي تصف حرب 1948 وظاهرة اللاجئين — راسخة في أذهانهم»، قال المصدر الأمني.

كلما نزل الناس من مبانٍهم وتركوا منازلهم واتجهوا جنوباً، يتعرّض جهاز حماس لضغط أكبر. هم بحاجة للمال للتحرك، ولوسائل نقل، وحتى عند وجودها تكون الطرق أحياناً مدمّرة. لا توجد أموال للخيم، فيندلع استياء وغضب يتوجه غالباً نحو حماس.

النازحون الفلسطينيون الفارون من شمال غزة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية يتجهون جنوباً بعد أمر القوات الإسرائيلية للسكان في مدينة غزة بالإخلاء نحو الجنوب، في منتصف قطاع غزة (التقاطة: رويترز/محمود عيسى).

أوضح المصدر الأمني أن حماس تقيّم باستمرار ليس فقط قوتها العسكرية، بل أيضاً مدى قبضتها على الإدارة والحكم في أنحاء قطاع غزة.

«كلما تحرّك المزيدون جنوباً، كلما تآكلت سلطة حماس. مع ازدياد الضغط العسكري للجيش في مدينة غزة، سيُدفع السكان إلى التحرك، فتُحاصر حماس تدريجياً، وتزداد فرص التوصل إلى تفاهمات أو صفقات.»

يقرأ  ترامب يهدد بـ«حرب» على شيكاغو بينما يحتج الآلاف رفضًا للقمع الاتحادي

المصدر أضاف أن حماس لا تُصاب بالذعر أمام أعداد عناصرها الذين يسقطون بنيران الجيش، حتى لو بلغت الخسائر آلاف القتلى. لكن ما يُثير قلقها حقاً هو نزوح السكان إلى الجنوب. التقدير هو أن انتقال أكثر من نصف مليون فلسطيني إلى المواسي والمنطقة الساحلية الجنوبية سيؤدي إلى تصاعد النقد الموجّه لقيادتها إلى حدّ قد تُظهر معه مؤشرات انهيار. لذلك يعتبرون عبور نصف المليون نقطة فاصلة.

وبناءً على ذلك، تعمل حماس على مدار الساعة، سواء عبر الرسائل الإعلامية أو بالقوة الميدانية، لمنع الناس من الحركة نحو الجنوب.

وذكر المسؤول أن القصف الموجّه إلى مدينة غزة يتم وفق خطة ممنهجة أقرّها قائد قيادة الجنوب، اللواء يانيف عسور، تهدف إلى نقل السكان جنوباً على مراحل مدروسة لتلافي فوضى عارمة على الأرض.

أضف تعليق