مصنّع طائرات دون طيار للناتو: على الغرب أن يتوقف عن الإفراط في هندسة أسلحته

شركة لاتفية لصناعة الطائرات المُسيّرة أخبرت موقع Business Insider أن حرب أوكرانيا ينبغي أن تغيّر طريقة تعامل الغرب مع الأسلحة. المدير التنفيذي قال إننا كثيراً ما نبالغ في تقدير أهمية التعقيد التقني، وأنه في ساحات القتال أحياناً يكون المنتج القابل للحياة الأدنى هو ما يجب أن نركّز عليه.

دروس من أوكرانيا
Origin Robotics، العاملة في دولة حليفة ضمن حلف الناتو تحدّها روسيا، تابعت الحرب عن كثب وشاركت في بناء منظومات قتالية لها. تنتج الشركة أنظمة جوية ومستقلة، بينها سلاح موجه دقيق يُطلق من طائرة مُسيّرة باسم BEAK، وجهاز اعتراض مدعوم بالذكاء الاصطناعي اسمه BLAZE—وكلاهما مستخدمان في أوكرانيا. حسب أغريس كيبورز، المدير التنفيذي، الجنود الأوكرانيون لا يهتمون بمدى «رقاء» التكنولوجيا التي يستعملونها، بل يريدون منظومات فعّالة وقابلة للتصنيع على نطاق واسع. «هم بحاجة إلى شيء يعمل ببساطة»، قال. وأضاف أنهم لا يبالون إن كان مصدر الفعالية نموذج ذكاء اصطناعي أم خوارزمية رؤية حاسوبية أم طيّار ماهر يقودها يدوياً.

توازن بين الكفاءة والبساطة
تحذير كيبورز يأتي بينما يعترف قادة وشركات غربية أكثر فأكثر أن تركيز الناتو الطويل على امتلاك ترسانات صغيرة من الأسلحة فائقة التطور قد لا يكون النهج الأمثل في صراعات مستقبلية. الحوافز في السوق الغربي، حسبه، «خاطئة»، فالحلول الأشدّ بريقاً والمتقدمة غالباً ما تُقدّم على ما هو عملي وفعّال. شركته تنقل إلى حلف الناتو الدروس المستقاة من أوكرانيا، ولكن مع تعديل أنظمة السلاح لتتلاءم مع ما يحتاجه بلد عضو في الحلف.

الكتل الرخيصة مقابل الدقّة الفائقة
ساحة الدفاع الجوي أوضحت أن الطائرات المسيّرة الرخيصة قادرة على إحداث أضرار جسيمة للأصول المكلفة، ما يجعل مبدأ «الكتل القابلة للإنتاج وبأسعار معقولة» مسألة حيوية. في مواجهة كثرة التهديدات، يحتاج المرء إلى مجموعة أدوات متنوعة، وربما معيار تكلفة اعتراض إلى متوسط تكلفة الهدف بنسبة تقارب 10:1 ليكون اقتصادياً. كيبورز لا ينفي حاجة الغرب للتقنية المتقدمة، لكنه يؤكد على ضرورة الموازنة: أوكرانيا تريد منظومات متقدمة مثل باتريوت، لكنها أيضاً تصب المال في بدائل أرخص يمكن إنتاجها على نطاق واسع.

يقرأ  إضراب إير كندا يتواصل ويجبر الشركة على تعليق توقعاتها الماليةأخبار الطيران

توجّه غربي متغيّر
المراقبون الغربيون قلقون من احتمال تصعيد روسي في أوروبا، وما قد يبدو مختلفاً عن حرب أوكرانيا، لكن الدروس واضحة: لا يمكن إهمال القدرة على الإنتاج الجماعي والأسلحة الرخيصة ذات الفاعلية. مسؤولون وصناعيون غربيون يشيرون إلى أن التركيز على الكمال وإنتاج أنظمة معقدة وباهظة قد يعيق الاستجابة السريعة والواسعة النطاق في مقاربات عالية الكثافة. أمثلة عديدة من الشركات والدول تُظهِر أن الابتكار والسرعة والقدرة على الإنتاج بكلفة مقبولة أصبحت عناصر أساسية في الاستعداد لأي صراع مستقبلي.

خلاصة
الحرب في أوكرانيا أعادت التأكيد أن الفعالية التشغيلية والقدرة على التصنيع بالجملة لا تقل أهمية عن التفوق التكنولوجي. الغرب مطالب بإعادة ضبط أولوياته: التوفيق بين التقنية المتقدّمة وحلول أبسط، قابلة للتوسعة وبأسعار معقولة، بدلاً من الانشغال بالسعي وراء الكمال على حساب الكمية وسرعة التوفير. هذه ليست دعوة للتخلي عن التقدّم، بل لتبنّي توازن عملي بين الجودة والكمّ الذي قد يحدّد مصائر ساحات القتال المستقبلية.

أضف تعليق