قُتل ثلاثة رجال في ضربة أمريكية استهدفت زورقًا يُزعم أنه كان يُستخدم لتهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي، وفق ما صرح به وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغست.
تأتي الحادثة كآخر حلقة في سلسلة هجمات على سفن تقول إدارة ترامب إنها تُستَخدم لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحده.
منذ بدء تلك العمليات في سبتمبر، أثار خبراء تساؤلات حول مشروعية الضربات بموجب القانون الدولي، وقد لاقت انتقادات لاذعة من قادة في أمريكا اللاتينية، الذين طالت مواطنو بلدانهم استهدافات مماثلة.
تعد مكافحة تيار المخدرات غير المشروع أحد المحاور الأساسية في سياسة الرئيس دونالد ترامب، لكن البعض يرى أن هذه الضربات تُندرج أيضًا في جهود للضغط والتأثير على حكومات تعارضها سياسياً في المنطقة.
قال هيغست إن الزورق المستهدف يوم السبت كانت تديره «منظمة مُصَنفة إرهابية» — دون أن يحدد اسمها — وأنه كان يبحر في مياه دولية وقت الهجوم.
وأضاف أن المركب سلك مسارًا معروفًا لتهريب المخدرات وكان يحمل كميات من المواد المخدرة، من دون أن يقدّم أدلة تدعم هذه المزاعم.
عادةً ما تُرافق إعلانات مثل هذه الضربات لقطات ضبابية، لكن نادرًا ما تُعرض أدلة ملموسة على عمليات التهريب المزعومة أو تُذكر تفاصيل دقيقة عمن كان على متن كل سفينة.
أرفق بيان هيغست مساء السبت بمقطع فيديو يبدو أنه يظهر زورقًا مشوّش الملامح يبحر ثم ينفجر.
أصرت إدارة ترامب على أنها كانت تستهدف «إرهابيي المخدرات».
ووصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو في وقت سابق تلك الهجمات بأنها «قتل»، وقال إنها تُستخدم من قبل الولايات المتحدة كوسيلة للهيمنة على أمريكا اللاتينية.
من ناحيته، اتهم نيكولاس مادورو واشنطن بـ«اختلاق حرب».
وقد علا موقف هذين الزعيمين اليساريين على خلافاتهما المتزايدة مع إدارة ترامب.
رداً على تصريحات بيترو، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه وعلى دائرته المقربة، كما سحبت اعترافها بكولومبيا كشريك في الحرب على المخدرات. وهدد ترامب بعمل عسكري يستهدف مواقع برية في فنزويلا.
لكنه أقر أن مثل هذه الخطوة قد تتطلب موافقة الكونغرس الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، قال بعض أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إن الضربات على السفن تستلزم موافقة تشريعية — وهو ما نفاه ترامب، بينما تساءل آخرون عما إذا كانت الضربات القاتلة قانونية أصلاً.
قال فولكر تورك، مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، يوم الجمعة إن مثل هذه الهجمات تُشكل انتهاكًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، مضيفًا: «وردت أن أكثر من ستين شخصًا قد قُتلوا في سلسلة متواصلة من الهجمات التي نفذتها قوات مسلحة أمريكية… في ظروف لا تجد لها مبررًا في القانون الدولي». وتابع: «هذه الهجمات — وتكلفتها البشرية المتصاعدة — غير مقبولة.»
أشار خبراء في شؤون أمريكا اللاتينية إلى أن الضربات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ قد تكون جزءًا من حزمة إجراءات تهدف إلى ممارسة ضغوط لتغيير مواقف في كل من كولومبيا وفنزويلا.
تعتبر الولايات المتحدة، إلى جانب دول عدة، أن انتخاب مادورو العام الماضي كان غير شرعي، بينما انتقد ترامب سياسات بيترو في مكافحة تجارة المخدرات في بلده الذي كان تقليديًا حليفًا للولايات المتحدة.
على مدى الأشهر الماضية، كثّفت واشنطن نشر قطع بحرية وطائرات مقاتلة ووحدات مشاة بحرية وطائرات استطلاع وقاذفات وطائرات مسيرة في منطقة البحر الكاريبي، مُبررة ذلك على أنه حملة لمكافحة تهريب المخدرات، لكن محللي الشؤون العسكرية يرون أن هذا التراكم يفوق بكثير ما تقتضيه الحاجة.