أطلقت قوات الشرطة في نيروبي النار لتفريق حشود غفيرة تجمعت لمعاينة جثمان زعيم المعارضة، رايلا أودنغا، في ملعب رياضي كبير كان من المقرر أن يُقام فيه مراسم العرض قبل الجنازة الرسمية.
أكد آدمسون بونجي، رئيس عمليات الشرطة، وقوع إطلاق نار داخل الملعب الذي تتسع مدرجاته لنحو 60 ألف متفرج، ووصف الحادثة بأنها “مواجهة”. وقال إن الوفيات بلغت حالتيْن على الأقل، في حين أفادت محطتا التلفزيون المحليتان KTN وCitizen TV لاحقاً بارتفاع الحصيلة إلى أربع حالات وإصابة عشرات آخرين.
أظهرت لقطات بثَّتها القناتان إطلاق الرصاص ثم استخدام قوات الأمن لقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المشيعين، ما أدى إلى فراغ المدرجات واندلاع حالة تدافع عند مداخل الملعب أثناء محاولات الناس الفرار.
تجمع آلاف من مناصري أودنغا منذ الصباح الباكر في شوارع نيروبي وتوافدوا إلى مركز موئي الدولي للرياضة لمعاينة الجثمان، وسادت التوترات بعد أن اقتحم بعض المتجمهرين بوابة من بوابات الملعب ما دفع الأمن إلى الرد بالقوة. واندلع تدافع عنيف قرب البوابات أدى إلى وقوع إصابات إضافية.
وصل الرئيس ويليام روتو إلى الملعب بعد الحادث برفقة أفراد من عائلة أودنغا لمعاينة النعش؛ حيث قدّموا واجب العزاء في غرفة جانبية داخل الملعب، فيما جرى تنظيم عرض عام للجثمان لاحقاً خارج بوابات الملعب.
تصاعدت حدة الأحداث في وقت سابق من اليوم عندما اقتحم عدد من المشيعين لفترة وجيزة مطار جومو كينياتا الدولي في نيروبي، معطِّلين بروتكول استقبال رسمي كان مفترضاً للرئيس ومسؤولين آخرين استلاماً لجثمان أودنغا، ما أدى إلى تعليق جزئي لعمليات المطار لمدة ساعتين.
تجمّعات حاشدة أيضاً شهدتها منطقة بوندو، مقر أسرة الراحل في غرب كينيا، حيث من المقرر أن يدفن يوم الأحد، فيما أعلنت السلطات عطلة وطنية يوم الجمعة ودُعي المواطنون إلى حضور مراسم الجنازة الرسمية التي ستقام في ملعب آخر بالعاصمة. كما سيُقام عرض عام آخر للجثمان يوم السبت في مقاطعة كيسومو القريبة من مسقط رأسه.
توفي أودنغا، أحد الوجوه المحورية في السياسة الأفريقية، أثناء رحلة علاج في الهند عن عمر ناهز ثمانين عاماً، بحسب تقارير الشرطة والمستشفيات المحلية. وُعرف الراحل بمحبيه بلقب “بابا”، وخاض خمس حملات رئاسية لم يوفق فيها بين 1997 و2022، لكنه ظل قوة مؤثرة في السعي نحو إصلاحات ديمقراطية.
قال الطالب الجامعي فيلكس أمباني أونيك لمن سألته رويترز في الملعب: “ناضل بلا كلل من أجل الديمقراطية التعددية، ونحن ننعم اليوم بتلك الحريات بفضل كفاحه”.