ممداني وكومو يتصادمان في المناظرة النهائية على منصب عمدة نيويورك أبرز النقاط

المواجهة النهائية في سباق رئاسة بلدية نيويورك

في المناظرة الأخيرة التي جرت الأربعاء في كلية لا غارديا المجتمعية ببوروه كوينز، تبارى المرشح المتقدم زوهران ممداني، الحاكم السابق أندرو كومو، والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا في محاولة أخيرة لكسب تأييد الناخبين قبل الاقتراع في 4 نوفمبر. بدا أن خطوط الهجوم والدفاع اتخذت منحى متوقعاً إلى حد كبير، إذ سيطرت سجلاتهم السياسية، وتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحرب إسرائيل على غزة على مجريات اللقاء.

المعطيات السياسية والسيطرة على الرأي العام

ممداني، المرشح الديمقراطي المتقدّم بثقة في استطلاعات الرأي بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات التمهيدية في يونيو، عرض برنامجه الذي يركز على القدرة على تحمل تكاليف الحياة: تشغيل حافلات مجانية، تجميد الإيجارات، ورعاية أطفال شاملة، تمويل جزء منها عبر زيادة الضرائب على الأغنياء. ردّ كومو بوصف وعود ممداني بأنها غير واقعية إلى حد كبير وأن معظمها يتطلب موافقة مشرعين على مستوى الولاية، مع التشديد على قلة خبرة المرشح الشاب في إدارة شؤون الحكم.

الخبرة مقابل المستقبل

افتتح اللقاء باستمرار الرسائل التي طبعت الشوط الأخير من الحملة. قدم كومو نفسه كمرشح “ينجز ولا يكتفي بالحديث”، منتقداً خبرات ممداني العملية، فيما عرض ممداني نفسه كصوت يحمل رؤية مستقبلية للمدينة، متحدثاً عن تلاشي سلطة كومو وخشيته من فقدان النفوذ. في جانبٍ آخر، سخر سليوا من الإثنين قائلاً إن سيرة ممداني الذاتية قصيرة بما يكفي لتوضع على منديل كوكتيل، وأن إخفاقات كومو تكفي لملء مكتبة مدرسة عامة في نيويورك.

مواجهة ترامب

هيمن ملف الرئيس ترامب على النقاش أيضاً. قبل ساعات من المناظرة جرت عمليات إنفاذ هجرة في حي تشاينا تاون في مانهاتن، في تصعيد لجهود الفدراليين. هدد ترامب بنشر الحرس الوطني وقطع التمويل الفدرالي عن المدينة إذا انتُخب ممداني، فاستغل كومو هذه التهديدات لتصوير فوز منافسه كمخاطرة كبرى على نيويوركيز. من جهته اتّهم ممداني كومو بأنه “دمية في يد دونالد ترامب” وأن دعم ترامب له لا ينبع من مصلحة المدينة بل من حسابات سياسية شخصية.

يقرأ  إندونيسيا تبدأ إسقاط مساعدات جَوّياً على قطاع غزة بينما يوسع الجيش الإسرائيلي عملياته

التضامن مع فلسطين وتأثيره على الحملة

أعيد طرح موقف ممداني المدافع عن حقوق الفلسطينيين، الذي اتهمه كومو مراراً—من دون دليل — بأنه يتضمن نزعات معادية للسامية. شدد ممداني على أنه سيحمي ويحتفي بالمجتمع اليهودي في نيويورك، وأن اتهامات كومو تمثّل محاولة لكسب نقاط سياسية عبر تسييس الاتهامات. من جانبه، اتهم سليوا ممداني زوراً بتأييد “الجهاد العالمي”، وهو ما نفاه ممداني، مشيراً إلى أن جزءاً من هذه الادعاءات ينبع من كونه أول مرشح مسلم يقترب من الفوز بهذا المنصب.

إعلان حول مفوضة الشرطة

فاجأ ممداني الحاضرين بإعلانه أنه سيطلب من مفوضة الشرطة الحالية جيسيكا تِيش البقاء في منصبها إذا انتُخب، واعتُبر هذا الخيار مثيراً للجدل بين أنصاره الذين قد يرونه متعارضاً مع الإصلاحات الشرطية التي وعد بها. تِيش، التي تنتمي إلى عائلة ذات ثروة كبيرة، روجت لتشديد تطبيق ما يسمى قوانين “جودة الحياة” ودعم تشديد بعض القوانين الجنائية، وهو نهج يتهمه المنتقدون بأنه يضر بالمجتمعات الأقليات بشكل غير متناسب.

قضايا السلوك الجنسي تلاحق كومو

كرر خصوم كومو مساءً استجوابهم حول اتهامات التحرش الجنسي التي أدت إلى تنحيه عن منصب حاكم نيويورك في أوائل 2021. خلص تحقيق مكتب المدعي العام لاحقاً إلى أنه “تحرّش جنسياً بعدد من الموظفات الحاليّات والسابِقات في ولاية نيويورك”. رغم تأكيد كومو أن المسائل حُلّت قانونياً، تستمر بعض الدعاوى القضائية. خلال المناظرة كشف ممداني أن إحدى المدعيات، شارلوت بينيت، موجودة في الجمهور، ثم وجه إليه سؤالاً مباشراً: “ماذا تقول للـ13 امرأة اللواتي تحرشتّ بهن؟” واجه كومو الاتهامات بالقول إن بعض القضايا قد أُسقطت، واتهم ممداني بما سماه تحريفاً للحقائق.

خاتمة

لم تحمل المناظرة تحولاً دراماتيكياً في ديناميكيات السباق؛ بل كرّست الموضوعات نفسها التي سيطرت على الحملة: الجدل حول الخبرة مقابل الرؤية، الخوف من تدخلات فيدرالية بقيادة ترامب، الانقسام حول ملف فلسطين، ومسائل السلوك الشخصي والتدابير الأمنية في المدينة. في غضون أيام، سيقيّم الناخبون مدى إقناع كل مرشح ببرنامجه وقدرته على إدارة مدينة معقدة كمدينة نيويورك. لم ترسل أي نصّ. ارسل لي النصّ الذي تودُّ إعادة صياغته وترجمته، من فضلك.

يقرأ  وصول روبيو إلى إسرائيل — الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير المباني في مدينة غزة

أضف تعليق