واشنطن تفرض عقوبات على إيران وفنزويلا بسبب مزاعم تجارة طائرات مُسَيّرة — تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا

واشنطن تتهم طهران وكاراكاس «بالتوسع المتهور في نشر أسلحة قاتلة» وتصادر أصول شركة فنزويلية متهمة بالمساعدة في الحصول على طائرات غير مأهولة من تصميم ايران

واشنطن ــ فرضت الولايات المتحدة، في إطار تصاعد التوتر مع طهران وكاراكاس، عقوبات على شركة فنزويلية متهمة بتسهيل الحصول على طائرات مسيرة من تصميم إيراني. واستهدفت العقوبات، التي أعلن عنها الثلاثاء، شركة Empresa Aeronautica Nacional SA (EANSA) ورئيس مجلس إدارتها خوسيه خيسوس أردانيتا غونزاليس، بعد اتهام وزارة الخزانة الأميركية للشركة بأنها «تُشرف وتُجري عمليات تجميع» لطائرات من صناعة Qods Aviation Industries الإيرانية الخاضعة أيضاً لعقوبات واشنطن.

وقالت الوزارة إن أردانيتا غونزاليس «نسق مع عناصر وممثّلين من القوات المسلحة الفنزويلية والإيرانية في إنتاج المركبات الجوية غير المأهولة في فنزويلا». وأكد مسؤول بوزارة الخزانة، جون هيرلي، أن «الخزانة تُحمّل ايران وفنزويلا مسؤولية التوسع العدواني والمتهور في نشر أسلحة قاتلة حول العالم». وأضاف أن واشنطن «ستواصل اتخاذ إجراءات سريعة لقطع وصول من يمكّنون المجمع العسكري‑الصناعي الإيراني إلى النظام المالي الأميركي».

العقوبات تُجمّد أي أصول للمستهدفين داخل الولايات المتحدة وتمنع عامة المواطنين الأميركيين من إجراء تعاملات مالية معهم. وفي بيانها اعتبرت واشنطن أن طهران وكاراكاس تنسقان «توفير» الطائرات المسيّرة لفنزويلا منذ عام 2006.

وتخضع وزارة الدفاع واللوجستيات للقوات المسلحة الإيرانية (MODAFL) لعقوبات أميركية منذ 2020، وذلك حسب واشنطن بسبب دورها في بيع وشراء الأسلحة. كما أعلنت وزارة الخزانة فرض قيود جديدة على عدد من الإيرانيين الذين اتهمتهم بصلات بصناعة الأسلحة الايرانية.

وجاءت هذه الإجراءات في أعقاب تهديدات أصدرها الرئيس دونالد ترامب بشنّ ضربات إضافية ضد ايران إذا أعادت بناء قدراتها الصاروخية أو برنامجها النووي. وكان ترامب قد قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الزائر بنيامين نتنياحو إن «إيران تحاول ربما إعادة البناء، وإذا فعلت فسنسدّد لها الضربات. سنسحقها. نتمنّى ألا يصل الأمر إلى ذلك».

يقرأ  قيرغيزستان تُجرِي انتخابات برلمانية مبكّرة بلا معارضة — أخبار الانتخابات

وردّت طهران بسرعة على تهديدات ترامب؛ فقد كتب الرئيس مسعود بيزِشكيان في منشور على مواقع التواصل أن «ردّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أي عدوان قمعي سيكون قاسياً ومؤسفاً».

كما اتخذت إدارة ترامب موقفاً تصادميّاً تجاه فنزويلا؛ إذ أعلن الرئيس هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة «استهدفت» رصيفاً في البلاد يُستخدم لتهيئة قوارب تهريب المخدرات، من دون تقديم تفاصيل واضحة عن طبيعة الضربة. كما روّج بعض مساعدي ترامب — وفق تقارير — لفكرة أن نفط فنزويلا يعود ملكيته للولايات المتحدة، وزعمت واشنطن، من دون أدلة، أن رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يقود شبكة لتهريب المخدرات.

وفي الوقت نفسه نفّذت واشنطن ضربات ضد ما تصفها بسفن تهريب المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، وهو حملة اعتبرها كثير من الخبراء القانونيين انتهاكاً للقانون الأميركي والدولي وما يكاد يُعادل إعدامات خارج نطاق القضاء. وعلى مدى الشهر الماضي صادرت الولايات المتحدة كذلك على الأقل ناقلتي نفط قبالة سواحل فنزويلا بعد أن أعلن ترامب عن حصار بحري ضد البلد.

وردّت كاراكاس على تحركات واشنطن بوصفها «قرصنة» واتّهام الإدارة الأميركية بالسعي للإطاحة بحكومة مادورو.

أضف تعليق