فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شبكة تقول واشنطن إنها تجند جنودًا كولومبيين سابقين وتدرّب عناصر للقتال في الحرب الأهلية بالسودان.
أعلنت إدارة العقوبات الخارجية بوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) أن ثمانية كيانات وأفرادًا — معظمهم من الجنسية الكولومبية — قدموا دعماً لقوات الدعم السريع السودانية، مشيرة إلى أن مئات المقاتلين الكولومبيين سافروا إلى السودان منذ عام 2024 لأداء أدوار متنوعة تشمل المشاة وطياري الطائرات المسيرة.
وجاء في بيان الخزانة أن عملية التجنيد تقوم على وعود كاذبة بوظائف منخفضة المخاطر، قبل أن يُجبر المجندّين على الانخراط في الخطوط الأمامية، كما حدث سابقًا في صراعات مثل روسيا وأوكرانيا، وفي النزاع الحالي بالسودان.
رئيس كولومبيا غستافو بيترو أدان العام الماضي من يبيع دماء الشباب لقاء المال في بلدان أجنبية وقال إنهم “يجب أن يُعاقبوا جنائيًا”.
تعود مشاركة الجنود، سواء كانوا متقاعدين أو في الخدمة، في نزاعات خارجية إلى عقود ماضية، وارتبطت هذه الظاهرة بعقود عسكرية وعمليات تعاون أمني مع الولايات المتحدة في إطار مكافحة المخدرات والجماعات المسلحة في كولومبيا. وأشار ألكسندو مانزور، ضابط متقاعد تحول إلى أكاديمي، لبي بي سي أن هذا الواقع أنتج جيلاً من الجنود الذين يتقاعدون دون مصادر دخل كافية، ما يدفع كثيرين للبحث عن فرص عمل في الخارج.
الخارجية الكولومبية اعْلنت في 2024 أنها رصدت مواطنين يتعرضون للخداع عبر “شبكات تهريب بشر متطورة” تتحول بهم إلى مرتزقة في صراعات دولية.
أوضحت الخزانة الأميركية أن الشبكة المستهدفة كانت تجنّد مقاتلين لصالح قوات الدعم السريع، وقدَّمت خبرات تكتيكية وتقنية، بل وتورّطت في تدريب أطفال للقتال، بحسب بيانها. وأضاف جون هيرلي، نائب وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والمعلومات المالية، أن قوات الدعم السريع أظهرت مرارًا استعدادها لاستهداف المدنيين، بمن فيهم الرضع والأطفال الصغار، وأن وحشيتها عمّقت الصراع وزعزعت استقرار المنطقة، ما أوجد بيئة خصبة لتنامي الجماعات الإرهابية.
قالت وزارة الخارجية الأميركية إن المجموعة وميليشياتها الحليفة هاجمت مدنيين وقتلت رجالًا وأولادًا بشكل منهجي واستهدفت واغتصبت نساء وفتيات عن عمد. وفي وقت سابق من العام قررت الولايات المتحدة أن أعضاء قوات الدعم السريع ارتكبوا أعمال إبادة، رغم أن كلًا من المجموعة والجيش وُجهت لهما اتهامات بارتكاب جرائم حرب مرارًا.
تتألف الشبكة العابرة للحدود المتهمة بمساعدة الدعم السريع من أربع كيانات وأربعة أفراد، من بينهم مواطن يحمل الجنسية الكولومبية-الإيطالية وكان ضابطًا سابقًا يقيم الآن في الإمارات العربية المتحدة — الدولة التي وُجهت إليها اتهامات متكررة بتزويد الدعم المسلّح لقوات الدعم السريع، وهو ما نفته الإمارات.
وأوضحت وزارة الخزانة أن “جميع الممتلكات والمصالح في الممتلكات للأشخاص المدرجين أو المحظورين… أو الموجودة بحوزة أو تحت سيطرة أشخاص أميركيين، محجوبة ويجب الإبلاغ عنها”.
وقالت الوثائق الأميركية إن المقاتلين الكولومبيين شاركوا في “معارك عديدة عبر السودان” شملت العاصمة الخرطوم وأم درمان وكردفان والفاشر. وعلى الأرض، أحرزت قوات الدعم السريع مكاسب ملحوظة، لا سيما استيلاؤها على مدينة الفاشر في أكتوبر بعد حصار جوع دام نحو 500 يوم.
تُقدَّر الخسائر البشرية بأكثر من خمسة آلاف قتيل عندما اجتاحت الميليشيات معقل الجيش الأخير في دارفور. كما أصبحت ولايات كردفان الثلاث، التي يقطنها ما يقرب من ثمانية ملايين نسمة وتقع بين الخرطوم ودارفور، جبهةً رئيسية للصراع مؤخرًا.
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن غارات استهدفت روضة أطفال ومستشفى في جنوب كردفان يوم الإثنين وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 114 شخصًا، بينهم 63 طفلاً. واصفًا الاعتداء بأنه “لا معنى له”، كرّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تادروس أدهانوم غبرييسوس الدعوات لوقف إطلاق النار.
كما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على أكبر حقل نفطي في السودان، حقل هجليج، واعتبرت ذلك “نقطة تحول لتحرير” البلاد.