يرى وزير الدولة الألماني لشؤون الثقافة، وولفرام فيمر، أن معاداة السامية تتصاعد في القطاع الثقافي داخل ألمانيا وفي أوروبا عامةً، معتبراً أن الوضع يذكر بما كان عليه خلال حكم النازية حين مُنع الفنانون اليهود تماماً من العرض على المسارح.
قال فيمر في حلقة بودكاست مع نائب رئيس تحرير صحيفة بيلد الألمانية، إن عدداً كبيراً من الفنانين لم يعد مسموحاً لهم بالصعود إلى المسرح.
ربط فيمر هذا الواقع بما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما سيطرت حركة أدولف هتلر النازية وشرعت في استبعاد المواطنين اليهود من الحياة العامة وصولاً إلى النار التي عرفت لاحقاً بالمحرقة.
«اليهود غير مسموح لهم بالأداء هنا، اليهود ليسوا مدعوين»، قال فيمر للصحافي بول رونزهايمر، مؤكداً أن ذلك بات أمراً طبيعياً في أوروبا.
وأضاف أن اليهود في ألمانيا — ولا سيما من يظهرون علناً، مثل العاملين في المجال الثقافي — يعيشون حالة من الخوف.
وأوضح أن هذا الخوف رد فعل على مناخ اجتماعي تغيّر تماماً وعلى العدائية الكامنة التي يواجهونها والتعرض للاهانة المستمرة.
«في عام 2025، يخشى اليهود في ألمانيا الظهور علناً»، هكذا صرّح فيمر، معبراً عن استيائه من اضطراره لنطق هذه الجملة.
اتهم الوزير بعض المنتقدين لسلوك اسرائيل في قطاع غزة بمعاداة السامية، وهي تهمة استُخدمت كثيراً من قبل السلطات الألمانية لتقييد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
تصاعدت التوترات في ألمانيا منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حماس على اسرائيل، والتي أدت إلى مقتل نحو 1,200 شخص واختطاف قرابة 250 آخرين إلى غزة.
وتشير إحصاءات السلطات الصحية المحلية إلى أنّ أكثر من 64,500 فلسطينياً لقوا حتفهم في الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أطلقت رداً على تلك الهجمات.
منذ اندلاع الصراع، كانت ألمانيا من أبرز مؤيدي اسرائيل، وتُعد علاقة البلدين جزءاً من «مصلحة الدولة» الألمانية المرتبطة بمسؤوليتها التاريخية تجاه الهولوكوست.
وفي هذا المناخ، تم استبعاد متحدثين وفنانين يهود وإسرائيليين وأيضاً مؤيدين للقضية الفلسطينية مراراً عن فعاليات عديدة خشية إثارة الجدل.