نازحون فلسطينيون في حاجة ماسة إلى خيام وبطانيات وملابس دافئة مع اشتداد برد الشتاء
توفيت رضيعة من عائلة نازحة بسبب تعرضها لبرودة الشتاء بينما كانت العاصفة «بايرون» تضرب القطاع، فيما تواصل إسرائيل فرض قيود على إدخال المستلزمات الشتوية الأساسية إلى غزة. كانت العائلة قد نزحت إثر الحرب التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في القطاع.
أفادت تقارير وكالة رويترز أن الطفلة رحاف أبو جزار، البالغة ثمانية أشهر، لقيت حتفها بعد أن تسربت مياه الأمطار إلى خيمة أسرتها في خان يونس، حيث هطلت أمطار غزيرة وفاضت المخيمات الخيمية طوال الليل.
قالت والدتها، هيجار أبو جزار، إنها أرضعت الطفلة قبل النوم، وعند استيقاظهم وجدوا المطر فوقها والرياح تلفحها، «فماتت الفتاة مفاجئًا من البرد»، بحسب كلامها لرويترز.
مع تكدس مئات الآلاف من العائلات في خيام هشة، وجد الدفاع المدني في غزة صعوبة بالغة في التعامل مع الوضع، مستلمًا أكثر من 2,500 مكالمة خلال 24 ساعة فقط.
وأبلغت الجهات المحلية عن انهيار ثلاثة مبانٍ في مدينة غزة نتيجة العاصفة، بينما ظلت الخيام وغيرها من الإمدادات الشتوية محتجزة على الحدود مع استمرار قيود إدخال المساعدات.
قالت المفوضية النرويجية للاجئين إن نحو 15,600 خيمة فقط وصلت إلى غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أكتوبر، وقد وفرت تلك الخيام مساعدة لحوالي 88,000 شخص في منطقة تحتاج فيها 1.29 مليون شخص إلى مأوى.
وأفادت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم أن أكثر من 6,500 شاحنة تنتظر إذن الدخول إلى غزة محمّلة بمستلزماتٍ شتوية أساسية تشمل خيامًا وبطانيات وملابس دافئة ومواد نظافة.
وصف جوناثان كريكز، رئيس قسم الاتصالات في يونيسيف فلسطين، حجم الكارثة بأنه «هائل»، محذرًا من كارثة صحية وشيكة مع تجول الاطفال حفاة الأقدام بين المخيمات. وأضاف أن ضعف معايير النظافة مع هذا الغزير من الأمطار قد يمهّد لانتشار أمراض منقولة بالمياه مثل الإسهال الحاد.
من وسط مدينة غزة، نقل مراسل الجزيرة هاني محمود أن العديد من العائلات كانت تترك منطقة الميناء مع اشتداد الرياح، متجهة إلى أعماق المدينة بحثًا عن مأوى في أي مبانٍ لا تزال صامدة ــ حتى إن كان ذلك لليلة واحدة على الأقل. وقال إن الناس يواجهون ليلًا عسيرًا «فإلى جانب كل معاناة السنوات الماضية، هناك الآن مواجهة جديدة مع قوى الطبيعة».
وحذر فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من احتمال وفاة المزيد من الأطفال بسبب انخفاض حرارة الجسم، مشددًا على ضرورة إدخال ملابس دافئة وخيام وغطاءات وأماكن إيواء إلى غزة فورًا. وذكرت الأونروا أن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تلقى أكثر من 160 تحذيرًا من فيضانات منذ صباح الخميس مع اجتياح العاصفة للقطاع.