الهيئة التجارية الهندية: جدول سداد رسوم تأشيرة إتش ١ بي المفروض من الولايات المتحدة يثير القلق

ناسكم تحذّر: مهلة يوم واحد لتنفيذ رسم سنوي قدره 100,000 دولار على تأشيرات H‑1B قد تُحدث «تأثيرت» امتدادية

أعربت الهيئة التمثيلية لقطاع تكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد في الهند — التي تبلغ قيمتها نحو 283 مليار دولار — عن قلقها العميق من أن الجدول الزمني الذي يقضي بتطبيق رسم سنوي بقيمة 100,000 دولار على حاملي تأشيرات H‑1B في الولايات المتحدة خلال يوم واحد يشكل مصدر قلق حقيقي.

وقالت ناسكم إنّ الإعلان المفاجئ عن السياسة سيؤثر بصورة مباشرة على المواطنين الهنود ويعطّل استمرارية المشاريع الجارية في السوق الأميركية لشركات الخدمات التقنية الهندية، كما سيخلق حالة كبيرة من عدم اليقين لدى الشركات والمهنيين والطلاب حول العالم.

تُتيح تأشيرات H‑1B للشركات الأميركية كفالة عمال أجانب ذوي مهارات متخصّصة — مثل العلماء والمهندسين ومطوري البرمجيات — للعمل داخل الولايات المتحدة لفترات أولية مدتها ثلاث سنوات قابلة للتمديد حتى ست سنوات. وكانت الهند أكبر مستفيد من هذه التأشيرات خلال العام الماضي، حيث شكّل الحاصلون الهنود نحو 71% من المستفيدين الموافق عليهم.

أُعلن الرسم الجديد يوم السبت من قِبل البيت الأبيض وسيُصبح نافذاً اعتباراً من الأحد، ويُتوقَّع أن يواجه طعوناً قانونية. وجاء الإعلان موازياً لإطلاق برنامج إقامة «البطاقة الذهبية» بقيمة مليون دولار للمقيمين في الولايات المتحدة.

وحذّرت ناسكم من أن السياسة الجديدة قد تُحدث انعكاسات على منظومة الابتكار الأميركية وأسواق العمل العالمية، مشيرة إلى أن التكاليف الإضافية ستجبر الشركات على إجراء تعديلات جوهرية. وأضافت أن تغييرات بهذا الحجم ينبغي أن تُطرح مع فترات انتقالية كافية حتى يتسنى للمنظمات والأفراد التخطيط بفاعلية وتقليل الاضطراب.

أشارت المسؤولية الأميركية إلى أن التعديل يهدف إلى ضمان أن الشركات ستكفل فقط العمال ذوي المهارات الأكثر ندرة، لكن رسماً رادعاً بهذا الحجم قد يحوّل نظام H‑1B القائم منذ 1990، والذي يمنح سنوياً 85,000 تأشيرة عبر نظام القرعة، بشكل جذري.

يقرأ  دانييل ليفي يتنحى عن رئاسة توتنهام بعد ربع قرن أثار جدلاً واسعاً

يدافع مؤيدو البرنامج عنه بوصفه وسيلة لجذب أفضل العقول إلى سوق العمل الأميركية، بينما يتهمه منتقدوه بأن بعض الشركات استغلت البرنامج لدفع أجور أقل وتقليص الحماية العمالية. وحتى روّاد أعمال في قطاع التقنية — بينهم إيلون ماسك الذي كان حليفاً سابقاً للرئيس ترامب — حذروا من استهداف تأشيرات H‑1B مشيرين إلى محدودية المواهب المحلية لتغطية الوظائف التقنية الحيوية.

وعلّق وزير التجارة هوارد لوتنيك قائلاً: «كل الشركات الكبرى موافقة». وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، تظل كاليفورنيا الولاية التي تضم أكبر عدد من حملة تأشيرات H‑1B بحسب إدارة المواطنة والهجرة الأميركية.

يقترح بعض المحلّلين أن الرسم قد يدفع الشركات إلى نقل أعمال ذات قيمة عالية إلى الخارج، ما قد يضعف موقع الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي مع الصين، التي تحتل المرتبة الثانية بحصة تبلغ نحو 11.7% من إجمالي تأشيرات H‑1B، وفقاً لبيانات حكومية.

وبعد إعلان البيت الأبيض، أبلغت شركات تقنية كبرى مثل مايكروسوفت وجي بي مورغان وأمازون موظفيها الحاملين لتأشيرات H‑1B بالبقاء داخل الولايات المتحدة، وفق رسائل داخلية راجعتها وكالة رويترز.

ويمثّل هذا الرسم أحدث محاولة بارزة لإدارة ترامب لإعادة تشكيل نظام تأشيرات العمالة المؤقتة؛ إذ شرع منذ توليه مقاليد الحكم في يناير في حملة صارمة على الهجرة تضمنت جهوداً للحد من أشكال معيّنة من الهجرة غير الموثّقة.

من جانبه، قال وزير خارجية كوريا الجنوبية يوم السبت إن بلاده ستقيّم بشكل شامل تأثير هذه الإجراءات على دخول شركات ومواهب كورية إلى السوق الأميركية وستتواصل مع الولايات المتحدة بحسب الحاجة. وكان مئات من الكوريين الجنوبيين قد احتُجزوا خلال حملة تفتيش للهجرة في موقع مصنع بطاريات تابع لشركة هيونداي‑إل جي في ولاية جورجيا هذا الشهر.

يقرأ  بريطانيا تؤجل قرارها بشأن السفارة الصينيةبعد امتناع بكين عن الإفصاح عن معلومات

أضف تعليق