تجتاح حرائق الغابات إسبانيا والبرتغال واليونان خلال موجة حرّ مستمرة — أخبار البيئة

تتصاعد حرائق الغابات في جنوب أوروبا مع اشتداد موجة قيظ حارّة وجافة، وتزامُن هذه الكارثة مع احتفالات دينية كبرى يُظهر بصمة التغيّر المناخي على القارة.

رجال الإطفاء في إسبانيا والبرتغال واليونان يخوضون معارك ضارية مع النيران التي تُغذّيها حرارة شديدة وجفاف مطوّل، فيما تتزامن هذه الحرائق مع عطلات دينية تستقطب تجمعات واسعة من الناس.

في إسبانيا، أفادت مسؤولة الطوارئ فيرجينيا باركونيس بأن البلاد واجهت يوم الجمعة 14 حريقًا كبيرًا، مع توقع ارتفاع درجات الحرارة أكثر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وحذّر رئيس الحكومة بيدرو سانشيز من أن اليوم سيكون مجدّدًا “يومًا في غاية الصعوبة مع خطر بالغ لاندلاع حرائق جديدة”.

وضعت الهيئة الحكومية للأرصاد الجوية معظم أنحاء إسبانيا تحت تحذيرات شديدة من خطر الحرائق، لا سيما في الشمال والغرب حيث تندلع أكبر النيران. وتجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية في عدة أيام هذا الشهر، وتُتوقع أن تستمر موجة الحر حتى يوم الإثنين، ما يزيد من هشاشة الوضع. هذه الظواهر تُعد من آثار الاحترار العالمي على أوروبا، وإن بدا تأثيره واضحًا في زيادة تواتر وشدّة الحرائق، واثاره لا يخفى على المراقبين.

أغلقت الحرائق في منطقة غاليسيا عدة طرق سريعة وأوقفت خدمات القطارات فائقة السرعة المتجهة إلى مدريد. وأفاد نظام المعلومات الأوروبي حول حرائق الغابات أن حرائق إسبانيا هذا العام أتت على نحو 158 ألف هكتار — مساحة تقارب متروبوليتن لندن.

يُصادف يوم الجمعة عيد رقاد السيدة العذراء في إسبانيا والبرتغال، وهو عيد كاثوليكي يجمع العائلات وتقام خلاله مواكب دينية؛ لكن الاحتفالات شهدت تقطّعات واضطرابات بفعل الحرائق. في البرتغال، شارك نحو أربعة آلاف من رجال الإطفاء في مكافحة سبعة حرائق نشطة، ورفعته السلطات حالة التأهب حتى يوم الأحد وطلبت مساعدة من الاتحاد الأوروبي عبر آلية الحماية المدنية.

يقرأ  ماكرون يعترف بالقمع الفرنسي خلال نضال الكاميرون من أجل الاستقلال

قبل ذلك بيوم، تسلّمت إسبانيا من الاتحاد الأوروبي طائرتي “كاناداير” لقياس المياه ورشّها، في أول تفعيل للمساعدة الجوية الطارئة من جانب التكتّل لصالح مدريد.

في اليونان، لا تزال الجزيرة الشمالية خيوس تحترق منذ أربعة أيام، ما اضطر لعمليات إجلاء ليلية مع امتداد النيران عبر المناطق الشمالية للجزيرة. أسقطت طائرتان وهيلوكبتران ماءً على النيران خلال هدأة الرياح صباح الجمعة في محاولة لاحتواء الامتداد.

وبعد حرائق مدمِّرة شهدتها غرب اليونان في وقت سابق من الأسبوع، بقيت خدمات الإطفاء في حالة تأهّب قصوى حول أثينا وفي المناطق الجنوبية، حيث تزيد الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة من خطورة اشتعال بؤر جديدة.

في البلقان وجنوب أوروبا عمومًا ارتفعت المطالبات بالاعتماد على الموارد المشتركة للاتحاد الأوروبي لمكافحة الحرائق؛ فقد طلبت بلغاريا والجبل الأسود وألبانيا مساعدة خلال الأيام الأخيرة، ما جعل آلية الطوارئ الأوروبية تُفعّل بمعدّل يوازي ما استُخدم طوال موسم الحرائق الماضي بأكمله.

وأثناء صلوات عيد رقاد السيدة العذراء، عبّر بطريرك القسطنطينية المسكوني بارثولوميو عن تضامنه مع ضحايا حرائق الغابات، مؤكّدًا دعاء الكنيسة وأمنياتها بالنجدة للمتضرّرين.

أضف تعليق