قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه مستعد للعمل مع قادة العالم لتنفيذ خطة سلام لإسرائيل والفلسطينيين أعلنتها فرنسا يوم الإثنين.
وخلال كلمة عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعاد عباس التأكيد على رفضه لأي دور حكم مستقبلي لحركة حماس في قطاع غزة وطالبها بنزع سلاحها.
ودعا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تقوم بذلك، وطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين عضوية كاملة.
وندد عباس بالهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة واصفاً إياه بـ«إحدى أكثر المآسي الإنسانية رعباً في القرنين العشرين والحادي والعشرين». لكنه قال إنه «يرفض» أعمال حماس في هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ذلك الهجوم، الذي قُتل فيه نحو 1,200 شخص – معظمهم من المدنيين – وأُخذ 251 رهينة، كان شرارة اندلاع الحرب في غزة. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس، فقد قتل ما لا يقل عن 65,502 فلسطينياً منذ ذلك الحين، نحو نصفهم من النساء والأطفال.
يُذكر أن عباس، البالغ من العمر 89 عاماً، مُنع من السفر إلى نيويورك للظهور حضورياً بعدما جُرِدت تأشيرته وتأشيرات نحو 80 مسؤولاً فلسطينياً آخرين الشهر الماضي من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.
وجاء في خطاب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتهامٌ لهم بإضعاف جهود السلام والسعي إلى «الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية افتراضية».
في كلمته شكر عباس الدول التي أعلنت مؤخراً اعترافها بدولة فلسطين في موجة بيانات انطلقت الأحد من كندا وأستراليا والمملكة المتحدة والبرتغال، وتلتها فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وسان مارينو وأندورا والدنمارك.
الولايات المتحدة تعارض حالياً الاعتراف بفلسطين، معتبرة أن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة مكافأة لحماس.
وأيد عباس خطة السلام التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة عُقِدت يوم الإثنين برئاسة مشتركة مع المملكة العربية السعودية، والتي تدعو إلى الإفراج المتزامن عن 48 رهينة متبقٍ لدى حماس مقابل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وسيلي ذلك إدارة انتقالية — تشمل السلطة الفلسطينية بقيادة عباس وتستبعد حماس — لإدارة غزة تمهيداً لإقامة «دولة فلسطين ذات سيادة ومستقلة ومُنزوعة السلاح».
لم تؤيد الولايات المتحدة ولا إسرائيل هذه الخطة.
ومع ذلك قال عباس إنه «مستعد للعمل مع الرئيس دونالد ترامب والمملكة العربية السعودية وفرنسا والأمم المتحدة وجميع الشركاء لتنفيذ خطة السلام… تمهيداً لطريق نحو سلام عادل وتعاون إقليمي شامل».
وطالب أيضاً بأن تتولى دولة فلسطينية «المسؤوليات الكاملة» تجاه قطاع غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية وربطه بالضفة الغربية المحتلة، مع دعم عربي ودولي لتنفيذ ذلك.
رفضت إسرائيل سابقاً أي دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة بعد انتهاء الحرب.
وأضاف الرئيس الفلسطيني أن هناك «جهوداً وطنية نحو الإصلاح، بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال سنة واحدة من انتهاء الحرب».
«نريد دولة ديمقراطية حديثة تلتزم بالقانون الدولي وسيادة القانون والتعددية والتداول السلمي للسلطة وتمكين المرأة والشباب.»
أُجريت آخر انتخابات وطنية فلسطينية عام 2006 وفازت بها حركة حماس، التي أطاحت بعنف بكتلة فتح المنافسة لعباس من غزة في العام التالي، لتبقى الحركة الحاكمة الوحيدة هناك.