أعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن طهران استدعت سفراءها لدى المملكة المتحده وفرنسا وألمانيا للاجتماع وإجراء مشاورات، بعد أن قامت الدول الأوروبية الثلاث بتفعيل آلية أعادت العمل بعقوبات الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية للمرة الأولى منذ نحو عقد.
وقالت وكالات الأنباء الرسمية، ومنها «تسنيم»، إنّ «السفراء الإيرانيين في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحده استدعيوا إلى طهران لإجراء مشاورات» واعتبرت هذه الخطوة «رداً على الإجراء غير المسؤول» من تلك الدول.
وجاء هذا التحرك بعد أن فشلت روسيا والصين في تأجيل إعادة تفعيل العقوبات الدولية على إيران في مجلس الأمن الدولي، إذ لم يحظَ مشروع القرار الذي قدّماه بدعمٍ كافٍ داخل المجلس المكوّن من 15 عضواً، ما أتاح طريق إعادة العقوبات.
وكانت دول E3 قد بدأت منذ نحو شهر تحريك آلية «الإرجاع الفوري» متهِمة طهران بعدم الشفافية بشأن برنامجها النووي، بما في ذلك الردود الإيرانية التي قيل إنها جاءت رداً على غارات شنتها الولايات المتحدة وإسراايل خلال صراع دام 12 يوماً في يونيو، وتزعم السلطات الإيرانية أن تلك المواجهات أدّت إلى مقتل أكثر من ألف شخص.
وسيبدأ سريان الحزمة الجديدة من العقوبات عند الساعة 00:00 بتوقيت غرينتش يوم الأحد، وستفرض حظراً عالمياً على التعاون مع إيران في مجالات نووية وعسكرية ومصرفية وشحنية. وعلى أثر ذلك هبطت قيمة العملة الوطنية الإيرانية، الريال، إلى مستويات قياسية جديدة، فسجلت السوق المفتوحة في طهران أكثر من 1.1 مليون ريال للدولار الأميركي.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة إن بعض عمليات التفتيش استأنفت هذا الأسبوع في مواقع إيرانية، ولم تحدّد الوكالة ما إذا كانت تلك الزيارات شملت المواقع التي تعرضت للقصف، والتي قد تكون تحوي مواد نووية مدفونة. وفي موسكو وعلى هامش منتدى «الأسبوع الذري العالمي» قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن الوكالة الدولية لم تدن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، وانتقدها بشدة.
ورفضت القوى الغربية على مدى الأيام الماضيةعلى الأقل مقترحين إيرانيين لتأجيل آلية الإرجاع الفوري، قائلة إنها لم تلمس تقدماً كافياً يستدعي تأخير تنفيذها، على رغم أسبوع من الدبلوماسية رفيعة المستوى في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن جانبه قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إنه لا يرى سبباً للتوصل إلى اتفاق طالما أن إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان، في نظره، لاستغلال الضغوط للإطاحة بالمؤسسات الدينية الحاكمة. وأكد مجدداً أن طهران «لن تسعى أبداً إلى امتلاك سلاح نووي»، واتهم واشنطن بالضغط على الدول الأوروبية لمنع التوصل إلى تسوية.
من جهته قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في تصريحات يوم الأربعاء إن واشنطن لا تريد إيذاء إيران وهي منفتحة على مزيد من المحادثات، لكنه وصف آلية الإرجاع الفوري بأنها «الدواء المناسب لما يحدث».
تهدف العقوبات إلى فرض مزيد من الألم الاقتصادي على إيران لزيادة ضغوطها، لكن يبقى على المحك مدى التزام الدول كافة بتطبيقها. واعتبر نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي أن إعادة العقوبات «باطلة ولاغية»، في إشارة إلى موقف موسكو الشريك القوي لإيران.
وتفرض الولايات المتحدة ودول E3 بالفعل عقوبات أحادية الجانب على طهران، وحاولت إجبار باقي الدول على التوقف عن شراء النفط الإيراني، لكن شركات صينية على الأقل تحدّت ذلك الضغط، وقد سنت واشنطن سلسلة عقوبات على كيانات صينية متعلقة باستيراد النفط الإيراني.
وقد أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سياسة «الضغط الأقصى» في ولايته الأولى عندما انسحب من الاتفاق النووي التاريخي عام 2015 الذي تفاوض عليه سلفه باراك أوباما، والذي كان يمنح تخفيفاً للعقوبات مقابل قيود صارمة على البرنامج النووي الإيراني.
تمثل العقوبات الجديدة استعادة فورية للإجراءات التي كانت مُعلقة بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، ما يعيد الملف الإيراني إلى واجهة الصراع الدولي والدبلوماسي. لم تُدْرَج أيُّ نصّ للترجمة. هلَّا أرسَلتَ/أرسَلْتِ النصّ الذي تودّ إعادةَ صياغته وترجمته إلى العربية؟