ترامب يدرس تزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى، بحسب فانس

أسفرت حملة قصف استمرت نحو 12 ساعة عن مقتل أربعة أشخاص في كييف وإصابة أكثر من 70 شخصًا في أنحاء أوكرانياا، وفق تقارير الأحد.

قال نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس إن الولايات المتحدة تدرس طلبًا أوكرانيًا للحصول على صواريخ توماهوك بعيدة المدى، لكنه أضاف أن الرئيس دونالد ترامب هو من سيتخذ “القرار النهائي”. وتطالب كييف منذ فترة شركاءها الغربيين بتزويدها بأسلحة قادرة على ضرب مدن روسية كبيرة بعيدًا عن خط المواجهة، بحجة أن ذلك سيسهم في ضرب الصناعة العسكرية الروسية وجعل الكلفة المادية للحرب تُجبر موسكو على الدخول في مفاوضات سلام، وفق ما صرح به نائب وزير الدفاع الأوكراني إيفان هافريليوك لبي بي سي.

من جانبها، قللت الكرملين عبر المتحدث دميتري بيسكوف من أهمية اقتراح فانس، قائلًا إنه “لا يوجد دواء شافٍ يغير الوضع على الجبهة لدى نظام كييف”، وأضاف أن سواء كانت توماهوك أو صواريخ أخرى فلن تغير الديناميكية الأساسية.

تبلغ مدى صواريخ توماهوك نحو 2,500 كم، ما يضع موسكو ضمن مدى الضرب المحتمل لأوكرانيا. وفيما بدا فانس مترددًا في التصريحات الأحد، ألمح المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، إلى أن ترامب قد سمح بالفعل بضربات داخل الأراضي الروسية، قائلًا على قناة فوكس نيوز: “الجواب نعم، استخدموا القدرة على الضرب عميقًا، لا وجود لملاجئ”.

تعكس تصريحات فانس وكيلوج التحول الأخير في نبرة الإدارة الأمريكية تجاه الحرب؛ إذ انتقل ترامب بعد فترة من التشكيك في قدرة أوكرانيا على المقاومة إلى القول الأسبوع الماضي إن كييف قد “تستعيد كل أوكرانيا بشكلها الأصلي” — تغيير مفاجئ أفاد أنه أدهش حتى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ويبدو أن إحباط ترامب ينبع من تفاوت استعداد بوتين الظاهر للتفاوض مع واقع استمرار القصف على المدن الأوكرانية.

يقرأ  الناشط البريطاني-المصري يلتقي بعائلته مجددًا

في هجوم ضخم دام 12 ساعة ضم المئات من الطائرات المسيّرة ونحو 50 صاروخًا، سُجلت إصابات في مبانٍ سكنية ومنشآت مدنية بينها مركز للقلبية في كييف؛ ووفقًا للرئيس زيلينسكي أصابت نحو 31 طائرة مسيَّرة أهدافها. وقال هافريليوك إن روسيا ستزيد على الأرجح من وتيرة وشدة هجماتها الجوية.

طلبت كييف من شركائها الغربيين على الأقل 10 منظومات باتريوت للدفاع الجوي لحماية أجوائها من الصواريخ الباليستية، ورغم أن هافريليوك امتنع عن الخوض في تفاصيل، أقر بوجود “حراك في هذا الاتجاه”. ومع تزايد أعداد الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تطلقها روسيا، تزداد صعوبة اعتراضها؛ فقد سجّلت موسكو في وقت سابق من الشهر رقماً قياسياً يتجاوز 800 طائرة مسيَّرة وصاروخ، وهي أعلى وتيرة منذ بدء الغزو الشامل في فبراير 2022، مما أدى بطبيعة الحال إلى تراجع معدلات الاعتراض خلال الهجمات الواسعة النطاق.

أوضح هافريليوك أن الهجمات أصبحت أكثر خطورة أيضًا لأن موسكو تستخدم طائرات مسيَّرة أكثر تطورًا قادرة على اختراق أنظمة التشويش الأوكرانية، موضحًا أن الطائرات الإيرانية الصنع من طراز “شاهد” كانت أسهل للتشويش حين ظهرت لأول مرة عام 2023، بينما أصبحت اليوم تستعمل هوائيات متعددة القنوات (16 قناة) لتجاوز مناطق التشويش.

ورأى هافريليوك أن تعزيز منظومات الدفاع الجوي ليس استثمارًا لأوكرانيا فقط بل لأمن أوروبا بأسرها، مستذكرًا خروقات روسية للأجواء البولندية، وقال إن ذلك سيعطّل “خطط بوتين المستمرة لإرهاب أوروبا”. في وقت سابق من العام، وافقت إدارة ترامب على آلية تسمح للحلفاء الأوروبيين بشراء أسلحة أمريكية لصالح أوكرانيا، وقد تعهدت دول أوروبية وكندا بمبلغ إجمالي يقارب 2 مليار دولار، لكن تسلم بعض الأسلحة يتقدم بوتيرة أبطأ من المطلوب بحسب هافريليوك.

الوقت عنصر ثمين بالنسبة لأوكرانيا، وخلال ثلاث سنوات ونصف من الحرب طوّرت كييف صناعة دفاعية محلية ازدهرت وزادت إنتاجها من الطائرات المسيّرة والذخائر ونظم المدفعية والمركبات المدرعة؛ إذ تنتج الآن نحو 100% من طائرات FPV التي تحتاجها وما يصل إلى 40% من احتياجات الخط الأمامي من أسلحة أخرى، وفق هافريليوك. وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستواصل التركيز على تطوير طائرات وصواريخ محلية بعيدة المدى، لكن حتى تتمكن من زيادة الإنتاج ستظل كييف تعتمد بدرجة كبيرة على حلفائها في تأمين منظومات الدفاع الجوي الضرورية.

يقرأ  ١٥٠ نكتة فائزة عن كرة القدملتدغدغ عصب الضحك

تأمل أوكرانيا أن يؤدي تحسين حماية مدنها بواسطة منظومات دفاع جوي متطورة مع امتلاكها لأسلحة بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف روسية إلى دفع موسكو إلى طاولة المفاوضات. وختم هافريليوك بالقول: “لا يمكننا وقف الإرهاب الروسي في السماء إلا مع شركائنا”.

أضف تعليق