خطأ في تكنولوجيا المعلومات — تحقيق بي بي سي يكشف هوية أحد أكبر منظمي قِتالات الكلاب في أوروبا

تحقيق استقصائي يكشف وجهًا عنيفًا لشبكة سرية لقتال الكلاب

قاد خطأ بسيط في تكنولوجيا المعلومات إلى تسريب مواد رقمية من منتدى مغلق للغاية، ما مكّن فريق تحقيق بي بي سي من تتبّع أدلة ومواد مرعبة توثّق معارك مروّعة وإصابات متكررة للحيوانات. التسريب شمل تقارير مفصّلة ومقاطع فيديو وصورًا سمحت لجمعيات رعاية الحيوان — League Against Cruel Sports وUlster SPCA — بجني كمّ هائل من المعلومات واكتشاف ما وصفه المحققون بأنه واحدة من أكبر الشبكات الأوروبية للقتال المنظم للكلاب.

سرية متطرفة وتنظيم دولي
أصحاب هذه الرياضة الدموية يتعاملون بحذر بالغ لإخفاء هوياتهم؛ الخوف من الاعتقال والملاحقة القانونية يدفعهم للعمل في الظلال. لكن خطأ عضو واحد داخل المنتدى أتاح نافذة نادرة على واقعهم: غرف دردشة يتبادل فيها المعتدون مقاطع وتنسيقات لقاءات، ومراجع لملاعب تدريب، وخرائط لمواقع، ما أظهر أن المسألة ممتدة من المملكة المتحدة إلى دول أوروبية أخرى وربما أبعد من ذلك.

دور جمعيات حماية الحيوان والخبراء
قال روس ميدلتون، رئيس الاستخبارات في League Against Cruel Sports وشرطي سابق: «لا أستطيع أن أعبر بالكلمات، كان الأمر بمثابة كنز». وحذر الطبيب البيطري الخبير ديفيد مارتن من أن قتال الكلاب «يحدث ربما في كل مدينة كبرى في المملكة المتحدة»، مؤكّدًا أن مستويات الإساءة هائلة في كل مرحلة من مراحل العملية. جمعية League Against Cruel Sports تلقت أكثر من 600 بلاغ عن قتال كلاب منذ 2024، مع زيادة تفوق 50% في السنتين الماضيتين، لكن سرية النشاط تجعل من المستحيل تقدير العدد الحقيقي للحوادث — فالأرقام المبلّغ عنها هي على الأرجح مجرد غيض من فيض.

مخابئ غير متوقعة
كشفت الأدلة أن أماكن تربية وتدريب الكلاب القتالية كانت مخفيّة في مواقع بعيدة عن المتوقّع: من أحياء سكنية مكتظة بالعائلات وحيواناتها الأليفة إلى أراضي قلاع وممتلكات تاريخية مرموقة. في حالة واحدة وُجدت كلاب قتالية في مزرعة داخل مجمع سكني مزدحم في مقاطعة أرماغ، أما حالة أخرى فربطت بين نشاط مربّي يُدعى ديفيد باترسون ومنشأة اسمها Boneyard Kennels تقع ضمن حوزة Shane’s Castle، حيث تم مطابقة مقاطع تدريب ما قبل القتال مع حديقة مسوّرة داخل ممتلكات القلعة.

يقرأ  ترامب يسعى لخفض ٥ مليارات دولار من المساعدات الخارجية المعتمدة من الكونغرس

أسماء وادعاءات ونفي
تعقّب التحقيق نحو أربعين كلبًا من سلالة البِت بول القتالية إلى منشأة Boneyard. باترسون نفى مشاركته في قتالات منظّمة أو انضمامه إلى شبكة دولية، مدّعيًا أنه يعتني بكلاب لأشخاص آخرين ويهتم باللياقة البشرية والحيوانية. كذلك ظهر اسم كريغ كيتسون، الذي ربطت به أدلة على نشاط مرتبط بالمنتدى تحت اسم مستعار («سبونجبوب»)؛ كيتسون أنكر أنه كان «فعّالًا» في القتالات أو أنه الشخص المشار إليه بذلك الاسم، وعبر عن ندمه على فيديو سابق أثار استياءًا كبيرًا.

اختراق أمني ولقاء أمستردام
تمكّن مراسل تحت ستار من دخول منصات إلكترونية لكسب ثقة عناصر من الشبكة الأوروبية. بعد أشهر من التراسل نجح الفريق في ترتيب لقاء في أمستردام مع شخصية تُعرف باسم زولتان بوربه (تعمل تحت اسم NFK Kennels)، الذي صوّره الفريق وهو يتباهى بكلابه القتالية، ويعرض للبيع أنثى مُعلَنة على أنها «بطلّة كبرى». بوربه أرسل فيديوهات لكلبة سوداء اسمها روبي لإظهار ما يطلق عليه «روح القتال» أو قدرة الكلب على المثابرة داخل الحلبة، لكنه فيما بعد نفى تورطه في قتالات وادّعى أنه اختلق القصص بغرض التجارة.

مصير الكلاب ومحاولات إعادة التأهيل
سرية هذه الممارسات تجعل إنقاذ الحيوانات أمراً نادراً، وغالبًا ما يكون مصير بعض الإنقاذات القتل الرحيم. في بريطانيا تُعد سلالات مثل البِت بول محظورة، ما يفاقم صعوبات إيجاد حلول. روبي نُقلت إلى مركز متخصص في هولندا يعمل على إعادة تأهيل الكلاب عالية الخطورة من خلال برامج تدريبية وسلوكية. قائدة فريق العلاج في المركز، هيلا فان دن بيمت، تقول: «العمل هنا أساسه رصد دقيق وصبر؛ يجب أن ندخل دائمًا بقلب منفتح، نمنح الكلب المجال اللازم ليبني علاقة معنا». وتضيف أن لكل حالة عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار، وأن التقدير الدقيق للمخاطر ضروري «إذا كانت صفات العدوان راسخة في الشخصية».

يقرأ  تشدّد الدول العربية اهتمامها بمعركة مدينة غزة وسط تصاعد الهجوم العسكري الإسرائيلي

خلاصة
التحقيق كشف شبكة منظمة سرّية تعمل عبر حدود وجغرافيّات متنوّعة، واستهدافها لمربّين ومجمّعين ومهرّبين يوضح الحاجة إلى تعاون دولي وأدوات استخباراتية متطوّرة لحماية الحيوانات وملاحقة المتورطين. احياًنا، كل عملية إنقاذ تُظهِر أن ثمن الصمت على هذه الجرائم كبير، وأن الضغط المجتمعي والقانوني ضروري لكشف المزيد وإيقاف الانتهاكات. (الشبكةا) احيانا تكشفها هفوة رقمية واحدة.

أضف تعليق