جبال النوبة السودانية: غموض وهيبة في ظلّ حرب السودان

نُشر في 1 أكتوبر 2025

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل

أفق جبال النوبا الوعرة والواسعة في السودان، الممتدة عبر جنوب إقليم جنوب كردفان، يتشكّل من تلال صخرية ومآوي متناثرة، ويعكس تاريخاً طويلاً من الصمود والمعاناة.

لقد وضع الصراع المستمر ضغوطاً هائلة على أهل النوبا لعقود: حكومة الخرطوم أخضعتهم للحصار والقصف بعد أن خاضت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (SPLM‑N)، المجموعة المتمردة المسيطرة في الجبال، كفاحاً من أجل حكم ذاتي. وفي السنوات الأخيرة أضافت حملات التطهير العرقي التي نسبت إلى قوات الدعم السريع (RSF) إلى رعب السكان المحليين.

ومع مطلع هذا العام اختارت الحركة الشعبية – شمال التحالف مع قوات الدعم السريع، وهي جهة متهمة بجرائم إبادة وجرائم حرب وعمليات تطهير عرقي، والتي تقاتل القوات المسلحة السودانية (SAF) على السيطرة على البلاد منذ 2023. هذا التحالف أثار حيرة عميقة ومشاعر متباينة بين أبناء جبال النوبا.

بعض السكان، الذين لازالت جراحهم نازفة من تجاوزات قوات الدعم السريع، ينظرون إلى الخطوة بشك، بينما يخشى كثيرون الحديث بصراحة ويكتفون بالوثوق أن قرار قادتهم قد يفضي إلى سلام في المنطقة. ورغم الخوف المستمر، تتغذى آمال كثيرة على أن يفتح التحالف باباً للاستقرار الذي بات ضرورة ملحّة بعد عقود من الحروب المتواصلة.

جلب الصراع الجوع إلى جبال النوبا أكثر من مرّة، وظل شبحه يلوح بقوة الآن مع احتمال اشتداد القتال بفعل التحالف الجديد. في 2024، وبعد عام من اندلاع الحرب، أعلن عن مجاعات في أجزاء من الجبال بفعل عرقلة المساعدات من أطراف الصراع، وفشل المحاصيل وغزوات الجراد.

المجتمعات المحلية، وأكثر من مليون نازح داخلي وصلوا إلى المنطقة منذ بداية الحرب في 2023، عاشوا على أوراق الشجر وبقايا الطعام، وما زالوا يواجهون انعدام الأمن الغذائي. الأطباء في أنحاء المنطقة يبلّغون عن قفزة في حالات سوء التغذية، خصوصاً بين الأطفال والحوامل، ويحذرون أيضاً من أزمة نفسية صامتة تضرب النازحين.

يقرأ  اتهام ابن الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو، بالإكراه

ومع ذلك، في قلب هذا الخراب، لا تزال روح التضامن قوية. تتجاوز المجتمعات الخطوط الدينية والجغرافية لتساند بعضها بعضاً؛ أُبيت النازحون في بيوت الأهالي، ومن استقروا في المخيمات كوّنوا مجتمعات متماسكة تقدم المساعدة المتبادلة. كما تكثف المنظمات المحلية جهود الانقاذ لتمد ما أمكن من دعم إنساني وتخفيف المعاناة.

أضف تعليق