المحكمة العليا تُعلّق مؤقتًا إقالة حاكمة الاحتياطي الفيدرالي كوك — أخبار البنوك

أعلنت المحكمة العيا للولايات المتحدة أنها ستنظر في المرافعات المتعلقة بمحاولة الرئيس دونالد ترامب عزل حاكمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، وبموجب هذا الإعلان ستبقى كوك في منصبها مؤقتًا.

خلفية موجزة
إدارتان البيت الأبيض سعتا لإبعاد كوك في أول محاولة من نوعها لرئيس ليفصل مسؤولًا في مجلس الاحتياطـي الفيدرالي، وهو تحرك غير مسبوق يمسُّ باستقلالية البنك المركزي. رفض قضاة المحكمة إصدار قرار فوري بشأن طلب وزارة العدل تعليق الأمر القضائي الذي قضت به محكمة الدرجة الأولى بحظر الإقالة مؤقتًا، وأعلَنوا أنهم سيستمعون إلى القضية في يناير المقبل.

إطار قانوني
عند سنّ قانون الاحتياطي الفيدرالي عام 1913، تضمنت التشريعات نصوصًا تهدف إلى حماية البنك المركزي من التدخل السياسي، ومن ذلك اشتراط إقالة الحكام “لسبب” فقط، دون تعريف محدد لهذا المصطلح أو وضع إجراءات واضحة للإقالة، ولم تُختبر هذه النصوص في قضاء تاريخي إلى الآن.

مراحل التقاضي والوقائع
قاضية محكمة المقاطعة في واشنطن، جيا كوب، قضت في 9 سبتمبر أن ادعاءات ترامب بأن كوك ارتكبت تزويرًا في قضايا الرهن العقاري قبل توليها المنصب—وهو ما تنفيه كوك—من المرجح ألا تشكل أساسًا كافيًا للإقالة بموجب قانون الاحتياطي الفيدرالي. أعلن ترامب في 25 أغسطس عزمه عزل كوك مستندًا إلى اتهامات تتعلق بتزوير مستندات للحصول على شروط رهن ميسرة قبل انضمامها إلى المصرف المركزي عام 2022؛ وتنتهي مدة ولايتها في 2038. رفعت كوك دعوى قضائية رداً على قرار الإقالة، مؤكدة أن المزاعم لم تمنح الرئيس الصلاحية القانونية لفصلها وأنها مجرد ذريعة بسبب مواقفها حول السياسة النقدية.

طعن استئنافي وموقف المحكمة العليا
في 15 سبتمبر، رفضت محكمة الاستئناف للدائرة الكولومبية بأغلبية 2-1 طلب الإدارة بتعليق أمر كوب. وسجلت المحكمة العليا سلسلة قرارات أخيرة سمحت للبيت الأبيض بإبعاد أعضاء في هيئات اتحادية اعتُبرت مستقلة سابقًا، ما يعكس نزعة قضائية توسّعية في تفسير سلطات الرئيس وقد تؤدي إلى التخلي عن سابقة قضائية تعود إلى ثلاثينيات القرن العشرين التي حفظت هذه الضمانات القانونية. مع ذلك، ألمحت المحكمة إلى إمكانية تمييز وضع الاحتياطي الفيدرالي عن وكالات تنفيذية أخرى بوصفه كيانًا شبه خاصٍ ومتفرد البنية والتقليد التاريخي.

يقرأ  أفغان في الولايات المتحدة يحيون ذكرى استيلاء طالبان على كابل وسط تشديد ترامب لسياسات الهجرة — أخبار دونالد ترامب

مواقف الأطراف وأهمية القضية
قدمت وزارة العدل أمام المحكمة العليا حجة مفادها أنه طالما أن الرئيس يحدد سببًا للإقالة فالأمر يدخل في صلاحيته “غير القابلة للمراجعة”. أما محامو كوك فحذروا من أن الموافقة على طلب الإقالة “سيفضح استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ويقلب الأسواق المالية ويشكل خارطة طريق للرؤساء المستقبليين لتوجيه السياسة النقدية وفق جداولهم السياسية والانتخابية”. كذلك ناشد مجموعة تضم 18 من مسؤولي الاحتياطي والمالية السابقين من كلا الحزبين، من بينهم رؤساء مجلس الاحتياطي السابقون جانيت يلين وبن برنانكي وآلان غرينسبان، المحكمة بعدم السماح بالإقالة حفاظًا على ثقة الجمهور واستقلال المؤسسة.

انعكاسات اقتصادية
شاركت كوك في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ذي اليومين الذي عُقد في واشنطن في سبتمبر، والذي قرر خلاله خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية استجابة لهواجس بشأن ضعف سوق العمل، وكانت من المؤيدين لهذا التخفيض. وتثير القضية خشية من تأثير متسلسل على الاقتصاد العالمي إذا ما بدأت الضغوط السياسية تؤثر في قدرة الاحتياطي على تحديد أسعار الفائدة بمعزل عن اعتبارات سياسية، إذ يُعد ذلك ركناً أساسيًا لتمكين أي بنك مركزي من أداء مهامه ومعالجة التضخم.

السياق السياسي
طوال هذا العام طالَب ترامب مرارًا بخفض حاد لأسعار الفائدة وهاجم رئيس الاحتياطي جيروم باول بلسانٍ حاد، واصفًا إياه بألفاظ مهينة، في سياق تبنيه لرؤية توسعية لسلطات الرئيس في شؤون السياسة النقدية، وهو ما يجعل هذه القضية مفصلية لحدٍّ بعيد في تحديد معالم العلاقة بين السلطة التنفيذية واستقلالية البنوك المركزية.

أضف تعليق