وصف موظفو الحكومة الفدرالية حالة من عدم اليقين تدفع كثيرين إلى إجازات بلا أجر جراء إغلاق حكومي، فيما عبّر أحدهم عن شعوره بأن راتبه صار «رهينة».
قد يظل الموظفون المصنفون «أساسيين» في مواقع عملهم أو على مكاتبهم، لكنهم قد لا يتقاضون أجورهم طوال مدة الإغلاق.
الإغلاق الحكومي موقف متكرر في الولايات المتحدة، وينشأ كلما أخفق الكونغرس في إقرار الميزانيه السنوية. بدأ هذا الإغلاق يوم الأربعاء، ويتميّز هذا الجمود بالخلافات الحزبية حول الإنفاق الفدرالي ومطالب الديمقراطيين بتمديد الاعتمادات الضريبية المرتبطة بالرعاية الصحية.
ما يميّز هذا الإغلاق هو أن الرئيس دونالد ترامب يأمل أن يستثمره فرصة لإجراء تخفيضات دائمة في التوظيف والإنفاق الحكومي.
تحدثت بي بي سي نيوز مع موظفين فدراليين حول آرائهم وكيف أثر الإغلاق عليهم. ومع أن معظم التصريحات أدناه جاءت من مصادر مجهولة، فقد تحققنا من أن المتحدثين هم موظفون حكوميون. يُحظر عادة على موظفي الحكومة الأمريكية الإدلاء بتصريحات إعلامية، ولذلك حمينا هويات المتحدثين خشية تعرضهم لإجراءات تأديبية إن تم الكشف عن أسمائهم.
«كان الإغلاق الأخير قاسياً»، قال أحد الموظفين الفدراليين، مشيراً إلى أن الجمود في 2018-2019 امتد أكثر من شهر. وأضاف: «اضطررت لسحب أموال من حساب تقاعدي لتغطية فواتيري. الآن جعلوا سحب الأموال من حسابات التقاعد أصعب، فإذا طال هذا الإغلاق كما سابقه فلا أعرف كيف سأدفع مصاريفي.» وقال نفس الموظف: «صوتت لترامب، لكني لم أصوت من أجل اعتداءاته علينا.»
أمّا موظف في ادارة الأمن الداخلي، مقيم في نيوجيرسي، فكان له موقف مختلف إلى حد ما: «رغم العمل من دون أجر في الوقت المناسب، فأنا أؤيد الإغلاق.» أوضح قائلاً: «تجاوز الرئيس لسلطة الكونغرس المتعلقة بالإنفاق لم تُواجه من قبل المحكمة العليا؛ يجب الحفاظ على ضوابط وتوازنات السلطات.»
وفي الوقت ذاته، أعربت موظفة في فيلق مهندسي الجيش عن شعورها بـ«الحيرة إلى حد ما» ولم تمانع الاستراحة من «الختام المرهق للسنة المالية — سنة مليئة بالتوجيهات المتقلبة والتهديد الدائم» بفصل جماعي. قالت إنها «ستدعم الإغلاق إذا أسفر عن شيء مُنتج، لكني لست واثقة أن شيئاً ذا بال سيحدث».
رانْدال من كانساس سيتي، الذي يعمل في مركز الطقس الجوي للملاحة، قال: «لا أحب أن يُحتجز أجري كرهينة بينما الحكومة تتشاجر حول قضايا منفصلة.» وأضاف أنه يظن أن تمويل خدمة الأرصاد الوطنية أمر تتفق عليه الأطراف عادة، فتساءل لماذا يواجه خسارة مفاجئة للتمويل لأن الكونغرس يتقاتل حول الرعاية الصحية أو غيرها، مع التأكيد أن هذه آراؤه الشخصية لا تمثل موقف وكالته.
أفاد موظف مجهول في سلاح الجو الأمريكي أنه إن لم يُحل الوضع فلن يجد ما يعيل به نفسه. وصف معضلته بقوله: «ما زلت مضطراً للحضور إلى العمل لكني لن أتقاضى أجرًا، لأن عدم حضوري يُعد غياباً غير مبرر.»
وكان لدى موظف في وزارة الخزانة رسالة موجهة إلى الطرف الذي يرفض خطط الإنفاق لحزب ترامب الجمهوري: «أحث الديمقراطيين بشدة على الثبات وعدم الانحناء أمام الهجوم المستمر على الرعاية الصحية وقابلية تحمل تكاليف الحياة للأمريكيين العاديين»، وأضاف أن لا تهديد لوظيفته سيجعلهم يتراجعون عن مواقفهم.