فنانون ومنسقون وعاملون ثقافيون يهدّدون بمقاطعة الدورة الحادية والستين من بينالي البندقية، المقرَّر افتتاحها في 9 مايو 2026، احتجاجاً على ما وصفوه «دعوة متواطئة» لإسرائيل.
في رسالة مفتوحة أُرسلت اليوم، 2 أكتوبر، إلى منظمي البينالي، طالبت مجموعة ناشطة مجهولة الهوية تُدعى «فَنّ وليس إبادة» (Art Not Genocide Alliance — ANGA)، والتي وُصِفت في رسالة بالبريد الإلكتروني لموقع Hyperallergic بأنها تجمع دولي من فنانين ومنسقين وكتّاب وعاملين في قطاع الفن، بـ«الاستبعاد الفوري والكامل» لإسرائيل من النسخة القادمة.
«بعد أكثر من 700 يومٍ من الإبادة، و77 سنةً من الاحتلال والتمييز العنصري والتطهير العرقي، يجب أن يبقى الجناح مغلقاً»، جاء في الرسالة.
تشير المذكرة إلى توقيع 24,000 شخص على عريضة ANGA السابقة التي عارضت مشاركة إسرائيل في بينالي 2024، من بينهم مئات الفنانين الذين شاركوا في دورات سابقة. «الآن، وبعد 18 شهراً، نُعيد تأكيد الطلب بضرورة الاستبعاد الفوري والكامل لإسرائيل من بينالي البندقية»، تضيف الرسالة.
تميز بينالي العام الماضي باعتصامات واعتراضات أمام الجناحين الإسرائيلي والأمريكي. الفنانة روث باتير، التي اختيرت لتمثيل إسرائيل في البينالي، قررت إغلاق معرضها جزئياً، خطوة اعتبرها بعض النقّاد «غير كافية».
وزّع ناشطو ANGA منشورات احتجاج على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة خارج الجناحين الإسرائيلي والأمريكي.
تُعترض ANGA في رسالتها أيضاً على خطة نقل الجناح الإسرائيلي إلى مجمّع الأرسنالي التاريخي، مستشهدةً بإعلان نشرته وزارة الثقافة الإسرائيلية أواخر أغسطس يبرّر إقامة «جناح بديل» بسبب «أعمال ترميم» في موقعه الدائم في الجيارديني، الموقع التقليدي للأجنحة الوطنية منذ 1895، حيث يجاور جناح إسرائيل جناح الولايات المتحدة مباشرة. تُظهر مخططات الطوابق أن مساحة العرض الجديدة لإسرائيل ستكون في Sala d’Armi G، في القسم الجنوبي من الأرسنالي.
لكنّ واضعي العريضة يجادلون بأن السبب الحقيقي لنقل الجناح هو حركة المقاطعة المستمرة.
«في وقت تواصل فيه إسرائيل تصعيد إبادةً عن طريق التدمير والغزو البري لمدينة غزة، بعد أشهر من الحصار القسري والجوع، يجب أن تخجل البينالي من الدخول في حوار مع الممثلين الثقافيين لاحتلال إسرائيلي»، تقول الرسالة.
انسحبت إسرائيل أيضاً من بينالي البندقية للهندسة المعمارية هذا العام، مُدعيةً حينها أن السبب هو أعمال ترميم في جناحها الدائم؛ ورأى منتقدون في ذلك أيضاً استجابة لضغوط دولية منعتها من المشاركة.
تواصل Hyperallergic مع إدارة بينالي البندقية للتعليق.
نشرت ANGA كذلك «دليل التواطؤ» احتجاجاً على قصف إسرائيل لقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
تأتي الدعوات لاستبعاد إسرائيل من الدورة المقبلة في ظل تحركات عالمية متصاعدة مؤيدة لفلسطين، إذ أسفر الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة عن مقتل أكثر من 65,000 شخص وإصابة ما يزيد على 167,000، بحسب تقديرات متعددة. وصنفت منظمات حقوقية عدّة ولجنة أممية الهجمات على أنها قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
هذا الصباح، أفادت تقارير بأن قوات إسرائيلية صعدت واحتجزت عشرات من أفراد طاقم «قافلة الثبات العالمية» المدنية الدولية، التي كانت تحاول كسر الحصار البحري الإسرائيلي وتوصيل مساعدات إنسانية إلى غزة. من بين ركاب القافلة الناشطة البيئية غريتا تونبرغ؛ نكوسي زويليفيل مانديلّا، حفيد ناشط مناهض للفصل العنصري نيلسون مانديلّا؛ وأعضاء حملة «فنانون ضد الفصل العنصري» كارسي بلانتون وليلى حجازي.
أوضحت ANGA في رسالتها اليوم أن بينالي البندقية أمامه مهلة حتى 15 أكتوبر للرد قبل أن «يستغلّ الحركة لضمان عواقب سمعة واقتصاد قصوى على البينالي».