خلص تقرير تحقيق إيطالي نُشر يوم الخميس إلى أن طياري شركة دلتا ومسؤولي توجيه الرحلات لم يطلعوا على كل المعلومات الجوية المتاحة قبل إرسال رحلة جوية إلى عاصفة برد عنيفة فوق ايطاليا عام 2023.
في 24 يوليو 2023، أقلع طائرة بوينج 767 من مطار مالبنسا في ميلان متجهة إلى مطار جون إف. كينيدي الدولي، وبعد وقت قصير تعرضت لاضطرابات شديدة وهطول برد كثيف.
التقرير أشار إلى أن “تأخر قرار الطاقم” بتغيير مسار الرحلة هو ما تسبب بأضرار للطائرة. أحد الركاب وصف المشهد آنذاك: «كان مخيفًا للغاية. سمعنا أصوات طرقات عالية جدًا على سقف الطائرة وعلى الجناح».
لم يستطع الطياران التوجه يمينًا للخروج من العاصفة بسبب جبال الألب، فالتفوا إلى اليسار لكن الطائرة كانت قد تعرضت بالفعل لأضرار. وفقًا لشهادة الضابط الأول أمام المحققين، «عند بدء مناورتنا إلى اليسار لاحظت وميضًا في الزجاج الأمامي تلاه صدع مفاجئ».
إلى جانب تشقق الزجاج الأمامي، ظهر ثقب بعرض 30 بوصة تقريبًا (نحو 76 سم) في مقدمة الطائرة، وُنتُئت الأجنحة وتضررت أجزاء من المحركات. اتخذ الطاقم قرار الانحراف إلى روما للقيام بهبوط طارئ.
قال راكب آخر إن الطيارين وطاقم الرحلة «أدوا عملًا رائعًا في هبوطنا»، وأضاف متسائلًا عن سبب السماح بالإقلاع وسط عاصفة عنيفة إلى هذا الحد.
تُشير صور رادار الأقمار الصناعية إلى أن هناك احتمالًا كبيرًا لمواجهة «ظواهر جوية عنيفة»، لكن موجّهَي الرحلات لم يضعا صور رادار الأقمار الصناعية ضمن إحاطة الطقس، رغم أنه كان بالإمكان الوصول إليها عبر جهاز لوحي داخل قمرة القيادة قبل اغلاق باب الصعود.
مراقبة الحركة الجوية لم تُصدر تحذيرًا من البَرَد للرحلة، وفي الوقت نفسه لم يطلب الطياران مثل هذا التحذير، بحسب ما يذكره التقرير.
أفادت لجنة التحقيق أن قسم الأرصاد لدى دلتا كان بإمكانه توقع الظاهرة الجوية على مسار الرحلة باستخدام صور رادار الأقمار الصناعية، «لكن هذا لم يحدث».
كان على متن الطائرة 12 من أفراد الطاقم، بينهم ثمانية من طاقم المقصورة، و214 راكبًا.
منذ الحادثة، أكدت دلتا على أهمية تجنب العواصف الرعدية والبَرَد في نشرة موجهة إلى الطيارين، كما شرعت في ترقية رادارات الطقس على بعض طائراتها. وفي بيان شكرّت الشركة المحققين على خبرتهم مؤكدة تعاونها التام مع التحقيق وحرصها على تعزيز معايير السلامة في السفر الجوي.