أوقف مطار ميونيخ بألمانيا رحلاته للمرة الثانية خلال 24 ساعة بعد رصد مزيد من الطائرات المسيّرة غير المؤكدة الرؤية، ما أدى إلى تعطيل حركة السفر مجدداً.
وقال المطار في بيان مساء الجمعة إن التعليق بدأ عند الساعة 21:30 بالتوقيت المحلي (20:30 بتوقيت غرينتش)، وأثر على نحو ٦٥٠٠ راكب. وكان ما لا يقل عن 17 رحلة قد أُوقفت مساء الخميس أيضاً جراء رصد عدة طائرات مسيّرة في المجال الجوي القريب.
تندرج هذه الحوادث في سلسلة اختراقات بواسطة طائرات مسيّرة أزعجت الحركة الجوية في أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الماضية. وفي بلجيكا تحقق السلطات اليوم الخميس في رؤيتِها لـ15 طائرة فوق الموقع العسكري إلسنبورن قرب الحدود الألمانية، وبعد ذلك طارت الطائرات من بلجيكا الى ألمانيا حيث رصدتها الشرطة أيضاً في بلدة دورن الصغيرة. لم تتمكن الجهات الرسمية من تحديد مصدر هذه الطائرات أو من يقف خلف تشغيلها، ولا تزال الملابسات غامضة.
أعلن وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت أنه سيطرح موضوع الدفاعات المضادة للطائرات المسيّرة في اجتماع وزراء داخلية أوروبا يوم السبت، الذي كان مقرَّراً أصلاً كقمة لمناقشة قضايا الهجرة. وكان الوزير قد تعهَّد سابقاً بتقديم تشريع يسهل على الشرطة طلب تدخل الجيش لإسقاط الطائرات المسيّرة عند الضرورة.
دفعت موجة الرؤى الأخيرة في الاتحاد الأوروبي إلى عقد قمة قادة في كوبنهاغن هذا الأسبوع، ودعمت عدة دول أعضاء خططاً لإنشاء «جدار» متعدد الطبقات لرصد وتعقب وتدمير الطائرات الروسية المزعومة بسرعة. وجاءت تقارير عن عبور عشرين طائرة روسية للمجال الجوي البولندي ودخول مقاتلات ميغ-31 روسية المجال الجوي الإستوني في حوادث منفصلة مؤخراً، كما اضطُرّت مطارات كوبنهاغن وأوسلو إلى الإغلاق بعد رصد طائرات مجهولة قرب مجالات جوية مطاراتية وعسكرية.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس قبل القمة إن اختراقات المجال الجوي تتفاقم وأنه «من المعقول افتراض أن الطائرات تأتي من روسيا». نفت روسيا أي تورط، وقالت السلطات الدنماركية إنه لا يوجد دليل يربط موسكو بالحادث. وفي قمة عُقدت الخميس في منتجع سوتشي على البحر الأسود، ضحك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التكهنات التي زعمت أنه أصدر أوامر بإرسال طائرات إلى الدنمارك قائلاً: «لن أفعلها مرة أخرى. لن أفعلها مرة أخرى — لا لفرنسا ولا لدنمارك ولا لكوبنهاغن.»