مباحثات خطة سلام غزة تتواصل… وترامب يرى أن فرص التوصل إلى اتفاق «جيدة جداً»

رشدي أبو اللوف — مراسل غزة، وكاثرين أرمسترونغ — رويترز

تتواصل، يوم الثلاثاء في مدينة شرم الشيخ المصرية، محادثات غير مباشرة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق نهائي حول خطة سلام أميركية لإنهاء الحرب في غزة. ووفق مسؤولين فلسطينيين ومصريين تحدثوا إلى بي بي سي، تتركز الجلسات على «تهيئة الظروف الميدانية» لإجراء تبادل قد يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الاسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.

قال رئيس وزراء إسرائيل، يوم السبت، إنه يأمل الإعلان عن تحرير رهائن «في الأيام المقبلة». وعلى هامش اجتماع المسؤولين يوم الاثنين أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصحفيين في البيت الأبيض: «لدينا فرصة جيدة جدًا للتوصل إلى اتفاق، وسيكون اتفاقًا دائمًا».

حماس أبدت موافقتها الجزئية على مقترحات خطة السلام، لكنها لم ترد على عدة مطالب رئيسية، منها نزع سلاحها والتخلي عن أي دور مستقبلي في حكم غزة. وقال مسؤول فلسطيني مقرب من المفاوضات لوكالة رويترز إن الجلسة الأولى انتهت في وقت متأخر من مساء الاثنين، وأن محادثات إضافية كانت مقررة ليوم الثلاثاء.

اليوم الثاني من المفاوضات، الذي يتضمن لقاءات تسهيلية بين مسؤولين مصريين وقطريين مع وفدي إسرائيل وحماس بشكل منفصل، يتزامن مع الذكرى الثانية لهجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص واحتجاز 251 رهينة. وردت إسرائيل بشن حملة عسكرية على غزة. منذ ذلك الحين، أفادت وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع بمقتل 67,160 شخصًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، من بينهم نحو 18,000 طفل.

في بيان في ذكرى الهجوم، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة ترامب «توفر فرصة يجب انتهازها لإنهاء هذا الصراع المأساوي». وأكد رئيس وزراء المملكة المتحدة السير كير ستارمر دعمه للخطة في بيانه، مشيرًا إلى أن حكومته ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق يوم يعيش فيه كل طفل في إسرائيل بسلام إلى جانب جيرانه الفلسطينيين بأمان.

يقرأ  الحلفاء الغربيون يسعون إلى إتمام ضمانات أمنية لأوكرانيا وكسب دعم الولايات المتحدة

قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن المحادثات ستركز مبدئيًا على ملف إطلاق الرهائن وحده، ومنح حماس بضعة أيام لإتمام هذه المرحلة. وتُعد هذه المباحثات من بين الأهم منذ اندلاع الحرب وقد تحدد ما إذا كانت هناك سبل حقيقية لإنهائها.

من بين الحضور المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وجارِد كوشنر صهر ترامب، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ودعا ترامب عبر وسائل التواصل إلى «التحرك بسرعة» في جهود إنهاء الحرب، وقال إنه أُبلغ أن المرحلة الأولى من الخطة — التي تتضمن إطلاق الرهائن — «ينبغي أن تُنجز هذا الأسبوع». وأضاف للصحفيين أن حماس وافقت على «أمور مهمة جدًا».

ذكرت وسائل إعلام مرتبطة بالدولة، بينها قناة «القاهرة»، أن اليوم الأول من المحادثات اختتم «وسط جو إيجابي». تقضي الخطة المشكّلة من 20 بندًا والمتفق عليها بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح 48 رهينة، يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة، مقابل مئات المحتجزين من غزة. وتنص الخطة على أن تُرسل المساعدات فورًا إلى قطاع غزة بمجرد موافقة الطرفين.

تشترط الخطة ألا يكون لحماس أي دور في حكم غزة، وتترك الباب مفتوحًا أمام قيام دولة فلسطينية مستقبلًا. لكن بعد الإعلان العلني عن الخطة قبل أسبوع، أعاد نتنياهو التأكيد على معارضته الثابتة لإنشاء دولة فلسطينية، قائلاً في بيان مصور: «هذا غير منصوص عليه في الاتفاق. قلنا سنعارض بقوة قيام دولة فلسطينية».

في بيان صدر يوم الجمعة، قالت حماس إنها «توافق على إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياء وأموات، وفق صيغة التبادل الواردة في اقتراح ترامب» بشرط توفير الشروط المناسبة لإتمام التبادلات — دون أن تشير صراحةً إلى قبولها خطة الـ20 بندًا. وأضافت أنها «تجدد موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تقنيين) على أساس اجماع وطني ودعم عربي وإسلامي».

يقرأ  تم إدخال نحو ٤٦٠ شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة يوم الأحد

لم يرد البيان على أحد المطالب الجوهرية للخطة — ألا وهي موافقة حماس على نزع سلاحها وعدم المشاركة مستقبلاً في إدارة غزة. وأشار البيان إلى أن القضايا المتعلقة بمستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني «لا تزال قيد النقاش ضمن إطار وطني» ستشارك فيه حماس.

وصف كثير من الفلسطينيين رد حماس على خطة السلام بالمفاجئ، خاصة بعد أيام من الإشارات التي رجحت أن الجماعة قد ترفض الخطة أو تشترط قبولها بشروط صارمة. وامتناع حماس عن إدراج «الخطوط الحمراء» التقليدية في بيانها الرسمي فُهم كثيرًا على أنه نتيجة ضغوط خارجية.

رحّب زعماء أوروبيون وشرق أوسطيون بالمقترح، ووصفت السلطة الفلسطينية — الحاكمة لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة — جهود الرئيس الأميركي بأنها «صادقة وحازمة». كما أجمعت تقارير على أن إيران، التي كانت من أبرز رعاة حماس لسنوات، أبدت مؤخرًا إشارات تأييد لخطة ترامب.

واصلت الغارات الإسرائيلية ضرب عدة مناطق في قطاع غزة يوم الاثنين قبيل بدء المحادثات. وأكدت إسرائيل أنها تشن الهجوم في المدينة بهدف تأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين. وقال محمود باسل، المتحدث باسم الدفاع المدني التابع لحماس في غزة، للبي بي سي إن «لا شاحنات مساعدات سُمح لها بالدخول إلى مدينة غزة منذ بدء الهجوم قبل أربعة أسابيع». وأضاف: «ما زالت هناك جثث لا يمكننا انتشالها من مناطق تحت سيطرة إسرائيل».

أُجبر مئات الآلاف من سكان مدينة غزة على الفرار بعدما أمرتهم القوات الإسرائيلية بالانتقال إلى «منطقة إنسانية» محددة في الجنوب، فيما يُعتقد أن مئات الآلاف الآخرين بقوا في أماكنهم. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي من أن الذين يبقون خلال الهجوم «إرهابيون ومؤيدو الإرهاب».

في آخر 24 ساعة، قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس إن 21 فلسطينيًا قتلوا وأصيب 96 آخرون. ومنذ بداية الحرب، منعت إسرائيل الصحفيين الدوليين من دخول قطاع غزة بشكل مستقل، ما جعل التحقق من الادعاءات الصادرة عن الطرفين أمراً بالغ الصعوبة.

يقرأ  رئيس مدغشقر يعلن حل الحكومة عقب احتجاجات شبابية دامية— أخبار الحكومة

أضف تعليق