المتاحف الفرنسية تخشى أن يؤدي إلغاء ترامب لخصم ضريبي أساسي إلى تهديد تمويلها

تخشى العديد من المتاحف الفرنسية أن تُقدم إدارة ترامب على إلغاء إعفاءات ضريبية راسخة تُعدّ حاسمة للتبرعات الواردة من رعاة أمريكيين إلى مؤسسات أجنبية، وفق تحقيق صحفي نُشر في لوموند.

القلق المركزي يكمن في احتمال تغيير ما يُعرف بـ«آلية تحديد التكافؤ»، وهي عملية تتيح للمنظمات الأجنبية أن تُعامل على أنها مساوية لجهة خيرية عامة في الولايت المتحدة، ما يمكّن المتبرعين الأمريكيين من خصم تبرعاتهم عند احتساب الضرايب، ويتيح كذلك توجيه منح إلى جمعيات أجنبية دون حاجة لموافقات استثنائية من السلطات الأمريكية. من أبرز الجهات التي تستفيد من هذا المسار في عالم الفن هي جمعيات «الأصدقاء الأمريكيين» المرتبطة بالمتاحف، مثل أصدقاء متحف أورسيه الأمريكيين وأصدقاء متحف اللوفر الأمريكيين، التي جمعت الأخيرة نحو عشرة ملايين دولار لصالح المتحف خلال العام الماضي وحده.

مَن نماذج مماثلة موجودة في دول أخرى؛ فجمعية أصدقاء متحف إسرائيل في الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها أول من اتخذ هذا النموذج، جمعت منذ تأسيسها عام 1972 ما يقرب من 450 مليون دولار للمتحف. ولم ترد الجمعية على طلب التعليق حتى لحظة نشر التقرير.

قال ليونيل سوفاج، مدير متحف الفنون الزخرفية في باريس، لصحيفة لوموند: «ما نخشىه أكثر هو إلغاء خصم الضرائب لجمعيات ’أصدقاء‘ الأمريكية بحجة أنها تموّل متاحف في الخارج». ويأتي نحو ثُلث تبرعات المتحف السنوية — أي أكثر من مليوني دولار — من متبرعين أمريكيين. ومع ذلك، أوضح سوفاج أنه ليس قَلِقًا في المدى القريب من أن تؤثر الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة على خزينة المتحف.

وأضاف: «عندما يتبرع الأمريكيون لنا، لا يقودهم العقل فقط بل العاطفة أيضاً. إنهم مرتبطون بالمتحف وبما يمثّله: فن العيش الفرنسي».

يقرأ  كور بوراستعادة هندسة التجريد

من جانبها، أفادت مؤسسة فرنسا، الداعمة للمبادرات الثقافية، لصحيفة لوموند بأن التبرعات الأمريكية شهدت ارتفاعًا بنسبة 21% منذ مطلع السنة، وبنسبة 35% عند النظر تحديدًا إلى قطاع الفنون والثقافة. وقالت دوميتيل مارشال-لوموين، مديرة جمعية أصدقاء مؤسسة فرنسا: «يميل المتبرعون إلى العطاء أكثر مما فعلوا العام الماضي لنفس الأسباب: من كان يمنح 20 ألف دولار صار يمنح الآن 25 ألفًا».

رغم أن إدارة ترامب لم تتخذ بعد إجراءً ملموسًا لإلغاء حالة التكافؤ، فقد أوردت بلومبيرغ في أبريل أن الإدارة تدرس هذه الخطوة كجزء من حملة أشمل ضد حالات الإعفاء الضريبي للمنظمات غير الربحية والجامعات التي تعارض أجندتها، وهو ما أثار قلق منظمات خيرية يهودية عديدة تعتمد على هذه الحالة لاستقبال تبرعات أمريكية مخصصة لقضايا في إسرائيل.

أندريس سبوكيني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشبكة المانحين اليهود (Jewish Funders Network)، وهي جهة مناصرة تمثل نحو ثلاثة آلاف منظمة غير ربحية يهودية حول العالم، قال لموقع eJewishPhilanthropy إن التقارير الإعلامية وتصريحات ترامب الأوسع حول الإعفاءات الضريبية أثارت «توترًا» بين الجهات المانحة، ودعا في بيانٍ أعضاء الشبكة إلى استثمار اللحظة لتعزيز الامتثال.

وأوضح سبوكيني: «هناك شائعات وتقارير وطرح للأسئلة، فتصيب الناس حالة من القلق. ردي عليهم أننا لا نزال لا نعرف شيئًا مؤكدًا. ما يمكننا فعله هو أن نكون ملتزمين بالقوانين — وهذا أمر جيد بأي حال — ثم ننتظر لنرى كيف ستتطور الأمور». وأضاف: «الجالية اليهودية مرنة، أليس كذلك؟ حتى لو زال تحديد التكافؤ، فسوف نجد طريقة. لكن ذلك سيكون صدمة للنظام»، مع توقعه أن تواجه أي خطوة من هذا النوع تحديات قضائية.

وقد شكلت المنح الأمريكية نحو 75% من إجمالي التبرعات الدولية الموجهة لإسرائيل عام 2021، وفقًا لموقع eJewishPhilanthropy، ونمت تلك النسبة في السنوات اللاحقة.

يقرأ  إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) تعلق مؤقتاً موظفين انتقدوا تخفيضات ترامب، حسب تقارير إعلامية أميركية

أضف تعليق