الولايات المتحدة تفرض عقوبات على المورد الرئيسي للنفط في صربيا الخاضع لسيطرة روسيا

9 أكتوبر 2025

العقوبات تدخل حيز التنفيذ
دخلت العقوبات الأميركية المفروضة على شركة النفط الصربية NIS، التي جرى الإعلان عنها في يناير كجزء من حملات تضييق على قطاع الطاقة الروسي، حيز التنفيذ بعد تأخير استمر عدة أشهر. وأشارت الشركة، بعد سريان العقوبات صباح الخميس، إلى أنها “لم تُمنَح بعد تمديد الترخيص الخاص من وزارة الخزانة في الولايت المتحدة”.

موقف الشركة والدولة
قالت NIS في بيان إنها تعمل على تدارك الوضع وستتعاون مع وزارة الخزانة الأميركية لطلب شطب اسمها من قائمة العقوبات. وأكدت أيضاً أن لديها احتياطيات كافية من النفط الخام للمعالجة في الوقت الحالي وأن محطات التعبئة مزودة بجميع أنواع المنتجات البترولية.

تأثير محتمل على القطاع المصرفي والبطاقات
حذر الرئيس ألكسندر فوتشيتش (فوتشيتش) من أن للعقوبات آثاراً خطيرة، مشيراً إلى أن القطاع المصرفي سيكون أول المتضررين. ولفت إلى أنه “لا يوجد بنك في العالم سيخاطر بانتهاك عقوبات الولايات المتحدة”. بدورها أكدت NIS أنها تتوقع توقف عمل بطاقات الدفع الأجنبية، وأن محطات الوقود ستقبل فقط البطاقة المحلية أو النقد.

الاعتماد على الإمدادات الروسية
تعتمد صربيا بدرجة شبه كاملة على إمدادات الغاز والنفط الروسية، التي تصلها أساساً عبر خطوط أنابيب تمر بكرواتيا ودول مجاورة أخرى، وتقوم NIS بتوزيع هذه الوقود داخلياً. وقد فرضت واشنطن عقوبات على NIS في يناير في إطار إجراءاتها ضد قطاع الطاقة الروسي رداً على غزو روسيا لأوكرانيا في 2022.

الاستقرار التشغيلي والركود المحتمل
في بلغراد بدا أحد محطات NIS المركزية هادئاً صباح الخميس، وقالت بويانا رادوييفيتش، مديرة قطاع التجزئة في الشركة، لوسائل الإعلام الرسمية إن “مبيعاتنا تسير كالمعتاد، ولا توجد قيود على كميات الشراء”. في المقابل قال مشغّل أنابيب كرواتي، Janaf، الذي يورد النفط إلى NIS، إنه قد يواجه خسارة تبلغ نحو 18 مليون يورو هذا العام، مضيفاً أن توقع أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات أمر لا يعتد به لأن الشركة وضعت نفسها في هذا المأزق وعليها إيجاد الحلول.

يقرأ  مَعْرِضٌ لِلْفَنِّ الْمُعَاصِرِ فِي مَنْزِلٍ تَارِيخِيٍّ مِنَ القَرْنِ الثَّامِنِ عَشَرَ

خلفية سياسية واجتماعية
رغم سعيها الرسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رفضت صربيا الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، جزئياً نتيجة الاعتماد الحيوي على الإمدادات الروسية. ويواجه الرئيس فوتشيتش، المقرب من موسكو، احتجاجات واسعة تطالب باستقالته بعد انهيار مظلّة خرسانية في محطة للسكك الحديدية شمال البلاد العام الماضي أسفر عن مقتل 16 شخصاً، وانخرط في الاحتجاجات طلاب جامعات وشرائح مجتمعية متعددة.

مسائل ملكية وحوكمة
تمتلك شركة Gazprom Neft الروسية غالبية أسهم NIS، بنسبة تقارب 45%. ونقلت الشركة الأم، غازبروم، حصتها البالغة 11 في المئة الشهر الماضي إلى شركة مقرها سانت بطرسبرغ تُسمى “Intelligence”. وتمتلك الدولة الصربية نحو 30 في المئة من أسهم الشركة، ويتوزع الباقون على مساهمين أقلية.

آفاق وتطورات مستقبلية
أعلن فوتشيتش أن مفاوضات تجري حالياً حول مستقبل الشركة، بما في ذلك احتمال تخارج المساهمين الروس. وفي الوقت ذاته تنتهي صلاحية عقد التوريد الروسي الذي وُقّع في ربيع 2022، وتُجرى مباحثات لبلورة اتفاق جديد يضمن استمرار الإمدادات. تبقى التطورات مرتبطة إلى حد كبير بسير المفاوضات الدولية والسياسات العقابية من جانب الغرب، وما إن كانت ستتغير مواقف الأطراف المعنية تجاه شطب اسم NIS من قائمة العقوبات المدرّجّة.

أضف تعليق