أَخْشَى أَنْ يَتَلَفَ سَارِي الزِّفَافِ

نقلاً عن تحقيق ميداني: طلاب ومؤسسات تجارية يواجهون كابوس شحنات ضائعة بعد تغيّر قواعد الجمارك

عادَت طالبة الدراسات العليا نيكول لوبو إلى الولايات المتحده أواخر أغسطس بعد قضائها سنة في بريطانيا، وأرسلت عشر صناديق بممتلكاتها إلى فيلادلفيا متوقعة وصولها خلال أيام. بعد ستة أسابيع لا تزال الشحنة مفقودة وتخشى أن تكون قد فُقدت أو اُتلفت داخل شبكة UPS بينما تكافح الشركة للتعامل مع فيض من الطرود التي باتت خاضعة لقواعد جديدة للتفتيش والرسوم الجمركية.

تصف نيكول ذات الـ28 عاماً تجربتها بأنها “مروعة”. أُبلغت الشهر الماضي أن صناديقها مهددة بأن تُتلف، فشرعت بإجراء مكالمات يائسة وإرسال رسائل إلكترونية لمحاولة إيقاف ذلك. الأزمة التي تواجه عملاء UPS جاءت بعد قرار الإدارة الأميركية في أواخر أغسطس بإنهاء الإعفاء عن الطرود بقيمة أقل من 800 دولار، مما جعل ملايين الطرود يومياً خاضعة لمتطلبات معالجة ووثائق أكثر تعقيداً.

مهندسة أخرى، جاناني موهان، التي تقيم في ميشيغان، أمضت ساعات على الانتظار واتصالات متكررة بعدما أظهر تتبّع طرد أرسلته أسرتها من الهند أنه مهيّأ للإتلاف. كان الطرد يحتوي فستان زفافها الذي ارتدته والدتها أيضاً، وساري عائلي موروث من جدتها، وذكريات مصوّرة لا تُقدّر بثمن. تقول: “بكيت حرفياً في الهاتف… كل ما فيه قريب من قلبي.” (يوجد هنا خطأ مطبعي شائع: الولايات المتحده)

شركة Mizuba Tea في أوريغون، التي تستورد الماتشا من اليابان عبر UPS لأكثر من عقد، علّقت خمس شحنات قيمتها الإجمالية تفوق 100,000 دولار في إجراءات التخليص. وصلت إلى الشركة إشعارات متضاربة، بعضها يشير إلى نية التخلص من البضائع. تقول لورين بيرفيس، الشريكة في إدارة الشركة: “فريقنا بأكمله على ما نسميه ‘مراقبة المسح الضوئي’، ونخشى أن نفقد المخزون إذا طال هذا الوضع. واضح أن أنظمة الاستيراد الحالية لم تكن مستعدة لحجم الأوراق والحركة.”

يقرأ  بي بي سي ترد على مزاعم «خدعة» وتدافع عن تحقيقها في قضية الاتجار الجنسي بالأطفال في كينيا

عادةً لدى المستوردين عشرة أيام بعد دخول البضاعة إلى البلاد لتقديم مستندات الشحنة ودفع الرسوم كي تُسلَّم الطرود إلى المستلم. لكن التغييرات السريعة في قواعد الرسوم أجبرت شركات الشحن مثل FedEx وUPS، اللتين تقدمان خدمات التخليص وغالباً ما تتولّيان دور المستورد الرسمي، على التعامل مع متطلبات جديدة يصعب تلبيتها، خصوصاً حين تُطلب معلومات عن نسبة الفولاذ أو الألومنيوم في المنتج وبلد المنشأ، معلومات لا تمتلكها العديد من الشركات بسهولة.

قالت متحدثة باسم UPS إن الشركة ترى “عديد الطرود غير القادرة على إكمال التخليص الجمركي بسبب نقص أو عدم اكتمال المعلومات المطلوبة”، وأضافت أنها ما تزال تُخلي أكثر من 90% من الطرود الدولية خلال يوم من الوصول. وأوضحت أن سياستها تقتضي محاولة الاتصال بالعملاء ثلاث مرات قبل الشروع في إتلاف طرد. مع ذلك، أبلغ عدة متعاملين أنهم لم يتلقّوا إنذاراً أو تواصل قبل أن يظهر إشعار التتبّع بأن طردهم سيُتلف.

من ناحيتها أوضحت FedEx أنها لا تتلف عادة الطرود إلا إذا طُلِب منها ذلك من المرسل. وعند سؤال BBC عن حالة نيكول، طُلِبت منها معلومات إضافية قدّمتها في أوائل سبتمبر، ثم لم تسمع شيئاً حتى ظهر إشعار الإتلاف في أواخر الشهر. بعد تدخل الإعلام تم تحديث حالة تتبّع شحنتها لتُظهر أنها “في الطريق”، ما أعاد إليها بعض الأمل. وبالمثل، تواصلت UPS مع جاناني بعد تحقيق الإعلام وطلبت مستندات إضافية، فتبيّن أن طردها قد اجتاز التخليص.

وعلى مستوى الأعمال الصغيرة، تكبدت شركات خسائر ملموسة. شركة Swedish Candy Land أبلغت أنها أرسلت أكثر من 700 طرد عبر UPS في أسابيع سبتمبر الأولى إلى زبائن أميركيين فُعلّقت. اجبرهم ذلك على التحوّل إلى FedEx، الذي بدأ شحناتهم تصل بعد بضعة أيام إضافية مقارنة بالمعتاد، لكن خسائر الإلغاءات والتعويضات بلغت نحو 50,000 دولار دون احتساب رسوم الشحن والوساطة.

يقرأ  أبحاث أكاديمية تكشف أن الإحصاءات الرسمية قلّلت من حجم الفجوة بين الجنسين في المملكة المتحدة لعقوددراسة أكاديمية: الفجوة بين الجنسين في بريطانيا كانت أقلّ تقديرًا في البيانات الرسمية على مدى عقود

الآثار تتردد في سلاسل التوريد بأكملها، حتى لدى شركات لم تكن تعتمد على استثناء الـ800 دولار المعروفة بـde minimis. يقول بيرني هارت من شركة Flexport: “التأثير يُشعر به تقريبا في كل القطاعات.” ورغم أن FedEx حذرت من أن الفترة كانت “مرهقة جداً” وأشارت إلى تأثير مالي محتمل يقارب مليار دولار هذا العام نتيجة للتغيرات وتحميل الشركة مصاريف توظيف وتكاليف إضافية، إلا أن مسؤولين آخرين يرى أن المشكلة قد تشتد قبل أن تتحسن.

بعض الشركات هرعت لإدخال بضائعها مبكراً لتفادي الرسوم الجديدة، ما خفّض أحجام التجارة الكلية الشهر الماضي عن المعتاد، لكن شبكة الإجراءات والبيانات اللازمة لتخليص السلع تبدو أقل استعداداً مما كان متوقعاً. كما يقول مؤيدون لصناعة النقل: “كان الاعتقاد سائداً أن الشركات ستتكيف بسرعة، لكن ما ظهر لنا أن ذلك أصعب بكثير مما توقعه أحد.” كل كل هذه العوامل تُنذر بفترة من الاضطراب والتكاليف المرتفعة قد تطول مستوردي السوق الصغير والكبير على حد سواء.

أضف تعليق