دليل أفضل الأجنحة في فرايز لندن 2025

يعود معرض Frieze London بنسخة مرتبة من 168 جناحاً، بعد إعادة تنظيم المخطط العام للمساحة. راهن منظمو المعرض بقوة على فكرة مفادها أن النبض الحقيقي للساحة الفنية صار ينبض الآن في فضاءات ناشئة أكثر من الأسماء اللامعة التقليدية.

بموجب الخريطة الجديدة، تُمنح الصالات الأصغر سناً —أقلّ من اثني عشر عاماً— مواقع محورية عند مدخل المعرض، كإيماءة لإعادة ميزان القوى بين الصاعدين الجريئين وركائز السوق من المعارض الكبيرة.

إلى جانب ذلك، تستضيف شقيقة Frieze في ريجنتس بارك معرض Frieze Masters الذي يضم أكثر من 120 عارضاً من 26 دولة. هذه الدورة يشرف عليها مدير جديد، إيمانوِيلا تاريزو، ويكرّس المعرض لعرض أعمال من فترات سابقة على القرن العشرين، أحياناً إلى درجة مقتنيات قديمة مثل تابوتات مصرية أثرية.

في الصفحات التالية سبعة أجنحة بارزة (ومعرضٌ خارجي واحد) تجسّد الوجهين المتقابلين للمشهد: فضاءات يجتمع فيها التجدد والرؤية والمنحنى التحريري والمخاطرة مع النظرة الباردة لجمهور الجامعين الدوليين.

Sadie Coles HQ (لندن، المملكة المتحدة)

سادي كولز HQ (D13) تمثل مرجعية مشهورة على خريطة المعارض في لندن وركناً أساسياً في Frieze London منذ الإصدار الأول عام 2003. على نحو سطحي، يبدو جناح المعرض شبيهاً بأعوام سابقة: حشد من أسماء القائمة المألوفة، مع تخلٍّ واضح عن مخاطرة تقديم وجوه جديدة أو أعمال مخصصة للموقع. لكن خلف هذا الهدوء قرار استراتيجي حديث: افتتاح مساحة جديدة في شارع سافيل رقم 17 في مايوفير خلال أسبوع Frieze، وهي الفرع الثالث للغاليري في لندن، في وقت يتجه فيه كثير من التجار نحو الترشيد بسبب قلقهم من أوضاع السوق المحلية. تصريحات المؤسسة المؤسِّسة عن تمسّكها الدائم بالرهان على لندن تضيف دلالة. بهذا المعنى يحيل الجناح رسالة ثقة في صمود المشهد اللندني ويشكّل توازناً أمام إعادة تموضع المعرض لصالح صالات الشباب قرب المدخل.

يقرأ  ١٠ معارض فنية في لوس أنجلوس تستحق الزيارة هذا أغسطس

توماس داين غالري (لندن، المملكة المتحدة)

ثمة في المعرض وفرة من اللوحات، وغالبيتها تنتمي إلى ذائقة موحدة متقاربة. لكن توماس داين (A13) نجحت في إبراز رسامة تختلف عن موضة اللوحات الضبابية الشبحية؛ تعرض الغاليري لوحات الأمريكية دانا شوتز، تزامناً مع معرضها الشامل One Big Animal المقرَر في مساحات الديوك ستريت خلال الخريف. تُكثّف أعمال شوتز التوتر النفسي والنشوة الجسدية التي تميّز ممارستها: شخصياتها الكوميدية والمروعة والمأسوية تتكدّس في تكوينات تذكّر بروح هوغارث، وتحكي عن شعور جماعي بالقلق والاضطراب. في فضاء المعرض المُكثف تبدو أعمالها مسرحية وفوضوية ولا تخلو من إزعاج محسوب.

i8 Gallery (ريكيافيك، آيسلندا)

غاليري i8 (C3) في قلب ريكيافيك، قرب الميناء حيث قد تُرى الحيتان أحياناً بجانب مراكب الصيد، معروف بأعماله المينيمالية والمكانية التي تعكس المشهد الطبيعي والمناخي الفريد للجزيرة. هذا العام يقدّم جناحه أعمالاً هادئة دقيقة التركيب: منحوتات من الحمم المقطوعة لراغنا روبرتسدوتير، صوراً طبيعية تقنية عالية لروني هورن، ومنحوتات ريدي-ميد حاملة للثقل المفاهيمي لهيلديجونور بيرغسدوتير، التي مثّلت آيسلندا في بينالي البندقية العام الماضي. بالتزامن مع ذلك، يعرض i8 في مساحته في غراندي معرضاً سنوياً بعنوان «الفترة البنية» لراغنار كيارترانسون، ما يجعل الجناح تقديماً متواضعاً لكنه متقناً.

Lehmann Maupin (نيويورك، الولايات المتحدة)

جناح Lehmann Maupin (C13) يخص عرضاً فردياً للفنان الكوري دو هو سوه، متزامناً مع معرضه الاستعادي الكبير «دو هو سوه: امشِ في المنزل» في تيت مودرن. يجمع الجناح أعمالاً من سلاسل «العينات» و«السلوك المُقاس» و«المتفرّجون»، إضافة إلى رسومات بالخيط وتركيب قماشي ضخم. بالمفارقة، يعيد سوه إنتاج أشيَاء منزلية بديهيّة—مقابض أبواب، مفاتيح إنارة، مقابس كهربائية ولوحات فيوز—بنسيج شفاف، محولاً هياكل المنزِل الروتينية إلى آثار فنية رقيقة. كل قطعة تبدو كعمارة صغيرة متأملة ترتبط بسيرة الفنان وفي الوقت نفسه تصبح استعارة عن غرفٍ عاشها الجميع؛ سرير، سقف، باب، حائط، أجهزة تشكّل فضاء الذكريات الشخصية. الجناح سواد هادئ وسط كثافة المشهد في المعرض.

يقرأ  تقرير: طائرة دلتا أقلعت عام 2023 في عاصفة برد نتيجة عدم مراجعة كافة بيانات الطقس

David Aaron Gallery (لندن، المملكة المتحدة) — Frieze Masters

في Frieze Masters (C2) يقدّم David Aaron Gallery مجموعة من الاثار القديمة يتصدّرها حضور منحوتة مصرية متأمّلة. في ركن معتم من الجناح، يمكن أن تمرّ على تمثال من الفترة المتأخرة، منسوب إلى «سيدة» لنحات يعرف باسم سيد الغرايويك، ويعود إلى عهد أمَسِيس الثاني (570–526 قبل الميلاد). عُرضت القطعة في مزاد بمقاطعة غلوسترشير عام 2022 وخضعت لاحقاً لتحليلات تقنية أكدت مادتها كمتاغرايويك مصري، صخرة دقيقة الحبيبات استُخدمت قديماً لأشكالٍ ذات مكانة أو طابع إلهي. الوثائق المرافقة تبيّن تاريخ الترميم الطويل وأبحاث السلسلة الملكية الخاصة بها. ما الذي رأت هذه المرأة خلال حياتها، وكيف صمدت هذه القطعة المحفورة بعناية لأكثر من ألفي سنة؟ العرض يذكّر بقدرة التجار المتخصّصين على الحفاظ على حضور جوهري حتى في معارض موجهة إلى الحاضر.

Kó (لايغوس، نيجيريا) — جناح فردي للأمير توينز سفن-سفن

غاليري Kó (S16) من لاغوس يقدم عرضاً فردياً لأعمال الفنان اليورباوي Prince Twins Seven-Seven (1944–2011)، ضمن أعمال تمتد من خمسينات القرن الماضي إلى السبعينات. يتزامن هذا العرض مع معرض «الحداثة النيجيرية» في تيت مودرن الذي يعيد قراءة شخصيات مهمَلة من حقبة ما بعد الاستقلال. كان Prince Twins أحد مؤسسي حركة أشوغبو الفنية التي انبثقت عن ورش في غرب نيجيريا في أوائل الستينيات؛ جمع معرض Kó أعمالاً على الورق تبرز خليطاً من الأساطير التقليدية وأنماط بصرية معاصرة. هو فرصة نادرة لالتقاء هذا الجسم من العمل في سياق معرض دولي كبير، وفي لحظة تحوّل مؤسسي للحداثة النيجيرية؛ رهان واعد لهاماتِ مقتنٍ طموح.

Artwin Gallery (موسكو — آسيا الوسطى والقوقاز)

يشارك Artwin Gallery من موسكو في جناح رقم 9 بكورك ستريت، وهو من أوائل المعارض الروسية التي تعود إلى Frieze London منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. يستعرض Artwin فنوناً من مناطق آسيا الوسطى والقوقاز—جورجيا، أوزبكستان، كازاخستان—وتركّز الأعمال على قضايا الحدود وإعادة اكتشاف التراث في ظل الانتقال بعد الحقبة السوفياتية. يَظهر هذا العرض على خلفية استثمارات ثقافية متجدّدة في كازاخستان، وافتتاح مؤسستين جديدتين بموارد خاصة هذا العام، ودعوة العالم الغربي إلى بينالي بخارى في طشقند؛ ما يجعل جناح Artwin جزءاً من منظومة إقليمية متحركة وتصحيحاً لسردٍ تاريخي فني: مع تقوية البنى الوطنية في آسيا الوسطى، يندمج إقليم جديد في سردية Frieze، وفنانوُه على استعداد لتحريك قَيم الراسمــة.

يقرأ  العثور على ثلاث جثث لأشخاص متحوّلين جنسياً في باكستان

Sfeir‑Semler Gallery (بيروت/هامبورغ) — جناح فردي لسامية حلبي

على جناح Sfeir‑Semler (F11) تجد طيفاً واسعاً من لوحات التجريد للفنانة الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة سامية حلبي، من أعمالها الأولى كطالبة فنّ في أوائل الستينيات وحتى لوحة «حداثة الربيع» التي أنجزتها هذا العام. جاءت حلبي إلى لندن في ظل تجدد اهتمام مؤسسي بعد إلغاء معرض استعادتها في متحف إيسكنازي بجامعة إنديانا بسبب جدل حول تصريحات لها بشأن الصراع في غزة. إدراج Frieze Masters لسامر حلبي، وخصوصاً في قسم الاستوديو حيث تُعرض بعض القطع التحضيرية إلى جانب اللوحات النهائية، يعكس استعداد المعرض لأن يكون منصة لأصوات قد تكون مثيرة للخلاف داخل لُبّ الفن المعاصر.

أضف تعليق