لماذا تستحق مكانة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن أن ندافع عنها؟

أعلنت ألمانيا أنها ستنسحب إذا مُنعت اسرائيل من المشاركة، فيما حذّرت النمسا بأنها لن تستضيف مسابقة يوروفيجن 2026 في حال سارت دعوات المقاطعة ضد مشاركة إسرائيل.

المسابقة تصدرت العناوين مؤخراً بعدما طالب ممثلون عن عدد من الدول بمنع إسرائيل من التنافس في دورة 2026 المقرَّرة في فينا في مايو، ما أثار سجالاً سياسياً وشعبياً واسع النطاق.

السبب المختصر لاهتمام الإسرائيليين الحماس بهذه المسابقة أن يوروفيجن شكَّل أول منافسة دولية كبرى برزت فيها إسرائيل وحققت فيها نجاحات مستمرة، فصار لها مكانة رمزية وثقافية مهمة لدى الجمهور.

منذ اندلاع الحرب في غزة عام 2023 تصاعدت الدعوات لاستبعاد إسرائيل وتكرر الحديث عن تهديدات أمنية تجاه الوفد الإسرائيلي. بعض الدول هددت بالانسحاب من دورة 2026 إن شاركت إسرائيل، من بينها إسبانيا، أيرلندا، سلوفينيا، هولندا، وآيسلندا.

قرار إسبانيا له دلالة خاصة لأنها واحدة من «الخمسة الكبار» في يوروفيجن إلى جانب فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة، ما يمنح موقفها ثِقله داخل الاتحاد الأوروبي للبث والفعالية نفسها.

إزاء ذلك، أبدت دول أخرى دعمها لاستمرار مشاركة إسرائيل: أعلنت ألمانيا أنها ستنسحب إذا مُنعَت إسرائيل، وفي تطور مهم أكدت قيادات حزب الشعب النمساوي وحكومة النمسا — بمن فيهم المستشار كريستيان ستوكر ووزير الدولة ألكسندر برول — أن المذيع الوطني ORF لن يستضيف يوروفيجن إذا سادت حملة مقاطعة ضد مشاركة إسرائيل.

السويد أيضاً رفضت فكرة الطرد من المسابقة، معتبرة يوروفيجن حدثاً غير سياسي وشعارها الدائم «United By Music» معبر عن فكرة التوحد عبر الموسيقى.

اتخذت الهيئة العامة للاتحاد الأوروبي للبث (EBU) قراراً بدعوة إلى إجراء تصويت حول القضية في نوفمبر، لكن هذا الموعد ألُنِيَ ثم ألغي بعد إعلان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح عشرين رهينة أحياء من قبضة حماس. هناك اجتماع مرتقب للاتحاد في ديسمبر تُتاح خلاله لمندوبي الإذاعات العامة المشاركة مناقشة مخاوفهم تجاه مشاركة إسرائيل، لكن حتى الآن لا توجد خطط لعقد تصويت خلال ذلك الاجتماع، ما يجعل احتمال استبعاد إسرائيل من المسابقة بعيداً — على الأقل في الوقت الراهن.

جمهور اليوروفيجن الإسرائيلي سيظل يقظاً لاحتمال أن يستجيب الاتحاد لضغوط بعض الأعضاء المعادين لإسرائيل ويعيد طرح التصويت لاحقاً.

تظل أهمية المسابقة لدى الكثيرين في إسرائيل أكبر من كونها مجرد مسابقة أغاني؛ مئات الملايين حول العالم يتابعون الحدث سنوياً، والفائز يُحدد بمزيج من أصوات لجان وطنية مهنية في مجال الموسيقى والتلفزيون وتصويت الجمهور، ومن قواعد اللعب النظيف أن أي دولة لا تصوت لنفسها.

تاريخ إسرائيل في يوروفيجن حافل: بدأت مشاركتها عام 1973 عندما مثّلتها إلانات وأنهت ضمن المركز الرابع. لم تكن تلك نتيجة عارضة؛ فقد فازت إسرائيل باللقب عامي 1978 و1979 بأغنيتي إزهر كوهين وفرقة ألفابيتا «A-Ba-Ni-Bi» وفرقة Milk and Honey بأغنية «Hallelujah»، اللتين حققتا انتشاراً واسعاً دولياً.

في 1998 صنعت دانا إنترناشونال تاريخاً بفوزها بأغنية «Diva» كأول متحوّل جنسياً يُشارك علناً ويفوز، ما أتاح نافذة للعالم على المشهد الثقافي والمجتمعي لمجتمع الميم في إسرائيل، وهو جمهور مرتبط كثيراً بيوروفيجن. وفي 2018 انتصرت نيتا بارزيلای بأغنيتها «Toy» فكانت ثالث أو رابع فوز للبلاد في تاريخ المسابقة، وأقامت دورة 2019 في تل أبيب.

حتى في حالات عدم الفوز، مثّلت المشاركة فخراً وطنياً؛ فقد احتلت أوفرا هازا المركز الثاني عام 1983 بأغنيتها «خاي» التي أصبحت نشيداً لتأكيد البقاء والهوية.

على الصعيد الأمني والفني، قدّم يوفال رافائيل أداءً شجاعاً في 2025 مُستلهَماً من رماد مجزرة مهرجان سوبرنوفا في 7 أكتوبر 2023، مذكِّراً بأن الفن يستمر رغم الجراح. كانت أداؤها أكثر دلالة لأنه أُدّي بالعبرية وتضمّن السطر «أم يسرائيل حي» (أي: «شعب إسرائيل حيّ»)؛ كما اكتسب رمزيّة خاصة لأن ذلك العام جرى تنظيم يوروفيجن في ميونخ، بعد مرور أحد عشر عاماً على مقتل رياضيّين ومدرّبين اسرائيليّين في هجوم إرهابي هناك.

يقرأ  نقابة مراقبي الحركة الجوية الأكبر في فرنساتخطط لإضراب مدته ٢٤ ساعة في سبتمبر

حبّ الإسرائيليين للغناء عامل مهم أيضاً؛ فالكثير من التجمعات والاحتفالات، مثل حفلات الأعياد في المدارس، تتضمّن غالباً غناء جماعياً وأغاني مشتركة.

يكاد البلد يتوقّف تماماً عندما يحلّ موسم يوروفيجن؛ فحتى من لا يتابعون عادةً موسيقى البوب ينضمّون للمشاهدة. تُقام حفلات مشاهدة في المنازل والمطاعم على حدّ سواء، ويُعدّ يوروفيجن جزءاً بارزاً من حياة وهوية اسرائيل.

انبثاقاً من الحرب العالمية الثانية

انطلق مهرجان يوروفيجن في أعقاب الحرب العالمية الثانية كآلية لتشجيع المنافسة السلميّة بين الدول، وتحوّل إلى عرض باهر تجاري ضخم. عشرات—وربما مئات—المدوّنات والمواقع ترصد كل خطوة في العملية، ومواقع المراهنات تجمع الاحتمالات وتدرّ الحسابات.

تردُّ على سؤال لماذا تشارك اسرائيل في يوروفيجن رغم أنها ليست في أوروبا، الإجابة بسيطة: انضمت قناة البث العام الاسرائيلية إلى اتحاد البث الأوروبي (EBU)، والاتحاد هو من يرعى يوروفيجن، وبمجرد انضمام المذيع العام لُقِّيت اسرائيل بالترحيب ضمن المسابقة.

عدة دول خارج أوروبا تشارك أيضاً في يوروفيجن، من بينها أرمينيا، أستراليا، أذربيجان، جورجيا، والمغرب (الذي شارك مرة واحدة).

منصة انطلاق

في الماضي كانت المنافسة أكثر جديّة، حيث كان الفنانون يؤدون بلغاتهم الأم وغالباً ما تظهر أزياءهم عناصر من اللباس التقليدي، أما اليوم فقد أصبحت التجربة أكثر تجانساً، مع غلبة الأغاني المنفَّذة بالإنجليزية، واستبدلت الأزياء التقليدية الملونة منذ عقود بأزياء براقة وكاشفة للجلد لا تغيب عن مشهد لاس فيغاس.

لطالما كان يوروفيجن منصة انطلاق لمواهب من كل أنحاء العالم، وهو ما جعل له ذلك السحر. ومن بين الفنانين والفرق الذين صعدت نجوميتهم أو حصلوا على دفعة مهنيّة بعد الظهور الأوروبي: آبا (الفائزون بـ«واترلو» عام 1974)، سيلين ديون، أوليفيا نيوتن-جون، خوليو إجليسياس، وفرانس غال. إلى جانب «واترلو»، خرجت من يوروفيجن أغانٍ ناجحة أخرى مثل «دينغ أ دونغ» لـTeach-In و«احفظ قبلاتك لي» (Save Your Kisses for Me) لفرقة Brotherhood of Man.

من نوا كيريل إلى نجوم آخرين

مثل الكثير من نجوم اسرائيل الكبار، مثلّت البلاد مؤخّراً نجمة البوب نوا كيريل التي اختارتها الحكومة لتمثيل اسرائيل في 2023 دون خوض مسابقة مواهب، واحتلت المركز الثالث بأغنيتها «Unicorn» التي أصبحت ضربة ناجحة. ممثلون آخرون عبر السنين شملوا بوجي (تجسيد فرقة كافيرت)، ياردينا عرازي، ساريت حدّاد، شيري ميمون، وريتا.

إلى جانب الأغاني العاطفية، تظهر أغاني فكاهية و«نوفيتي»؛ ففي 2025 جاء العمل الإستوني «إسبريسو ماكياتو» الذي يسخر من الصور النمطية الإيطالية في المركز الثالث، أما المدخل السويدي هذا العام «بارا، بادا، باستو» الذي يمجد حمّامات الساونا الفنلندية فاحتلّ المركز الرابع. السخافة جزء من المتعة، والإسرائيليون يستمتعون بذلك أيضاً، كما أرسلوا في مناسبات سابقة أغاني من هذا النوع مثل أغنية تيباكس 2007 «Push the Button» أو «أغنية الكسلانين» لآفي كوشنير وناتان داتنر عام 1987.

دعوات لاستبعاد اسرائيل

حين ظهرت دعوات لإخراج اسرائيل من المسابقة في 2024 و2025 بسبب الحرب، أصدر الاتحاد الأوروبي للبث تصريحات متكررة تؤكد أن يوروفيجن ليس منافسة بين حكومات بل بين هيئات البث العام، وأن KAN، المذيع العام الاسرائيلي، لم يخترق قواعد الاتحاد. روسيا أُوقِفت عن المشاركة بعد غزوها لأوكرانيا لأن مذيعها العام انتهك قواعد EBU بنشره دعايات حكومية.

يتلقى KAN أموالاً حكومية، لكن محتواه مستقل، وقد أغضب الحكومة بدرجة دفعت وزير الاتصالات شلومو كارهي لتهديده بالإغلاق ومحاولة تمرير تشريعات لتفكيكه. ومع ذلك يظلّ KAN عضواً متمتّعاً بوضع جيّد في EBU. ونشر الاتحاد في 2024 بياناً قال فيه: «المذيع العام الاسرائيلي عضو في الاتحاد منذ أكثر من ستين عاماً. أمّا المذيعون العامون الروس فتم تعليق عضويتهم في 2022 بسبب خروقات متكررة لالتزامات العضوية وانتهاك قيم الإعلام العام.»

يقرأ  ريان إير تقلص المقاعد الشتوية في إسبانيا بسبب ارتفاع رسوم المطارات

في 2024، عُقدت أول مسابقة يوروفيجن بعد مجزرة حماس واندلاع الحرب في مالمو بالسويد — مدينة ذائعة الصيت لحوادث معادية للسامية بكثافة. تتعرض الوفود الإسرائيلية دائماً لتهديدات في مختلف أنحاء العالم، لكن التهديدات التي طالت إيدن غولان، ممثلة إسرائيل في 2024، كانت خطيرة إلى درجة دفعتها إلى التنكر بارتداء نظارات شمسية وباروكات أثناء تجوالها في المدينة.

آلاف الفنّانين الفنلنديين والآيسلنديين وقعوا في 2024 عريضة طالبوا فيها بمنع مشاركة إسرائيل، بحجة ارتكاب الحكومة “جرائم حرب”. لذا لم يَفُتْ الأمر حين واجهت غولان صافرات وهتافات استهجان مدوّية خلال البروفات ونصف النهائي والنهائي، في محاولات لإسكات صوتها حين صعدت المسرح لأداء أغنية “إعصار” لكيرين بيلس — التي كانت نسخة سابقة منها بعنوان “مطر أكتوبر” قد رُفضت لكونها سياسية فُعلياً فأُعيدت كتابتها وقدِّمت من جديد.

ورغم صغر سنها حينها (20 عاماً)، حافظت غولان على رباطة جأش نادرة؛ بدا أن كل إهانة تُقوّي تركيزها وتمنحها طاقة إضافية.

ولا اقتصر التحرّش عليها من قِبل الجمهور فقط؛ فقد نظّم محتجون، من بينهم غريتا تونبرغ، تظاهرات ضدّ غولان والوفد الإسرائيلي. بعض زملائها الفنانين تعمّدوا إظهار ازدراءٍ علني، مثل الفنانة الإيرلندية بامبي ثوغ التي اعترفت أنها بكت عندما علمت بتأهّل إسرائيل إلى النهائي. المطربة اليونانية مارينا ساتّي تظاهرت بالنوم أثناء مؤتمر صحفي لغولان، أما الهولندي جوست كلاين فغطّى وجهه بعلم بلاده.

من بين أسوأ اللحظات كانت عندما سأله صحفي بولندي غولان: “هل فكرتِ يوماً أنّ وجودك هنا يعرض المشاركين الآخرين للخطر؟” — سؤال بدا وكأنه لوم لها على التعرض لتهديدات لحياتها. رغم أنه قيل لها أنها غير ملزمة بالإجابة، ردّت قولا لافتاً: “أظن أننا هنا لسبب واحد فقط. والاتحاد الأوروبي للبث يتخذ كل احتياطات السلامة ليجعل هذا المكان آمناً وموحّداً للجميع، لذا أعتقد أنه آمن للجميع.”

في التصويت الجماهيري احتلت المركز الثاني، لكن لجان التحكيم الوطنية منحَتْها درجات أقل بكثير فأنهت المسابقة في المركز الخامس إجمالاً.

وعلى الرّغم من الضجيج المحيط بمشاركتها، بقيت رافايل متفائلة عند عودتها إلى الوطن، قائلة: “إنه لشرف عظيم أن أمثّل بلدي، خصوصاً في مثل هذه اللحظات، وأن أكون صوتاً لكل الذين يحتاجون أن يُعادوا إلى بيوتهم الآن.”

في 2025، وفي مسابقة أغنيّة اليوروفيجن التي أقيمت في بازل، اختارت إسرائيل مُؤدية شابة وجريئة أخرى، يوفال رافائيل، نجت من مذبحة نوفا، لتمثيل البلاد. بعد ساعات من مواجهة إرهابيين وهي مختبئة في ملجأ، صرّحت أنها لن تَرهب من أصوات الاستهجان الأوروبي، بل تدرّبت عمداً على الأداء وسط صافرات استعداداً لذلك. “سيكون هناك استهجان… لا أستطيع تغييره”، قالت، “لكنّي قادمة بنفس الرسالة، وربما هذا الموقف يجعل قلبي يَتَّسع أكثر.”

كما حدث في 2024، تلقت هي وفدها تهديدات. وأثناء سيرها على السجادة الفيروزية قبل الافتتاح، قام رجل بحركة توحي أنه ينوي قطع حلقها — تهديد مقصود ومخيف.

في النهاية أدت يوفال أغنيتها “يوم جديد سيشرق” دون حوادث، وهي أغنية كيرين بيلس عن التجدد بعد المأساة، وتضم في كلماتها: “يوم جديد سيشرق/ستستمر الحياة/الجميع يبكي/لا تبكِ وحيداً/سيزول الظلام/سيزول كل الألم/لكننا سنبقى/حتى لو ودّعت”. تضمن الأداء أيضاً بيتاً من نشيد الأنشاد: “المياه الكثيرة لا تطفئ المحبة، والأنهار لا تغمرها.”

أُعجب الجمهور العالمي بالأغنية وبأداء رافائيل التي صعدت سلمًا متألّقاً أثناء الغناء. رغم أنها لم تغنِ بشكل احترافي قبل مشاركتها في برنامج “نِكست ستار لأجل اليوروفيجن” على قناة كشِت 12، قدّمت أداءً مفعماً بالإحساس وحصدت المركز الأول في تصويت الجمهور، بينما كانت درجات لجان التحكيم الوطنية أقل بكثير فحلّت بالمركز الثاني في الترتيب العام. فوزها بتصويت الجمهور احتُفل به على نطاق واسع في إسرائيل.

يقرأ  برابوو سوبريانتو يلغي زيارته إلى الصين وتيك توك يعلّق البثّ المباشر وسط احتجاجات

لكن فوزها أثار استياءً خارجياً أيضاً، من بينهم فنانو يوروفيجن. الفائز النمساوي “جيه جي” الذي فاز بمسابقة 2025 بأغنية “حب ضائع” أعرب عن استيائه من مشاركة إسرائيل وتقدّمها في تصويت الجمهور، وقال في مقابلة مع صحيفة إيل بايس الإسبانية: “آمل أن تُقام المنافسة العام المقبل في فيينا — بدون إسرائيل.” وأضاف أن الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي للبث وأن الفنانين لا يملكون إلا أن يرفعوا أصواتهم في هذا الشأن. من المؤسف جداً أن تواصل إسرائل المشاركة في المسابقة، وهو موقف أثار استياء الكثيرين داخل المشهد الأوروبي الثقافي والفني.

انتقد بعض المسؤولين آلية تصويت الجمهور واعتبروها مثيرة للجدل، مطالبين بإصلاحها وإضفاء قدر أكبر من الشفافية على نظام التصويت عبر الهاتف. “ثمة حاجة لتغيير جذري في نظام الاقتراع”، كما قالوا، لافتين إلى أن نتائج هذا العام بدت غريبة وغير مبرّرة من ناحية الشفافية.

أثارت تصريحات متسابقة فنلندا، إريكا فيكمان، جدلاً إضافياً عندما نقلت عنها مواقع متخصّصة بشؤون اليوروفيجن أنها قرأت تقارير تقول إن إسرائيل استطاعت التلاعب بالأصوات إلى حد كبير، وأضافت أنها شعرت بأن ذلك غير عادل؛ وقد اعتُبرت بعض تلك الملاحظات إشارة إلى روايات معايدة معادية للسامية.

طالبت هيئات الإذاعة العامة في إسبانيا وفنلندا وهولندا وأيرلندا الاتحاد الأوروبي للإذاعة (EBU) بفحص نتائج تصويت الجمهور بحثاً عن أي تلاعب، خاصة بعد فوز رفائيل بتصويت الجمهور. وانتقدت تلك الهيئات إمكانية تصويت الفرد حتى 20 مرة، رغم أن هذه القاعدة قائمة منذ أواخر التسعينات. وحتى رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز دعا إلى منع مشاركة إسرائيل.

أشار عدد من المذيعين والصحافيين الأوروبيين إلى أن الحكومة الإسرائيلية — وليس الهيكل العام للإذاعة (KAN) — مولت إعلانات على يوتيوب ومنصات أخرى تدعو الجمهور للتصويت لرفائيل.

في المقابل، دافع مارتن غرين، مدير مسابقة اليوروفيجن، بقوة عن نزاهة نظام التصويت واصفاً إياه بأنه “الأكثر تقدماً في العالم”. وأفاد تقرير شبكة التحقق المستقلة التابعة للـ EBU، “سبوتلايت”، بعدم وجود ما يخالف قواعد المسابقة في الحملة الترويجية الإسرائيلية.

وذكر جوردي بيدرا في موقع Wiwibloggs أن تحقيق “سبوتلايت” نوّه إلى أن دولاً أخرى أيضاً أطلقت حملات إعلانية، منها مالطا واليونان وألبانيا وبولندا وأرمينيا وفرنسا؛ وأن بعض هذه الحملات أدارها الفنانون عبر منصاتهم الخاصة، بينما رُوّج بعضها عبر مؤسسات البث المنافسة في تلك البلدان.

مع ذلك، بدا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي طالب بعض المؤدين ووسائل الإعلام بفتح تحقيق بشأنها.

في المقابل، رحّب جمهور أوروبا بالمشاركين الإسرائيليين ومنحهم أصواته، وهو ما قد يفسر شعور بعض الأطراف المعادية لإسرائيل بالتهديد، لا سيما وأن المشاركات الإسرائيلية الثلاث الأخيرة احتلت المراكز الثالث والخامس والثاني، وفاز رفائيل بتصويت الجمهور هذه المرة.

إن احتضان الجمهور الأوروبي للمشاركين الإسرائيليين وتصويته لهم يتعارض مع narraitive القائلة إن إسرائيل دولة منبوذة ومُحاطة بالعداء.

قد يبذل بعض المذيعين والمؤدين الأوروبيين قصارى جهدهم لمحاولة منع مشاركة إسرائيل، لكنهم سيصطدمون بقدرة الإسرائيليين على الصمود والدفاع عن قضية يؤمنون بصوابيتها وأنها تستحق النضال من أجلها، وانه أمر لن يكون سهلاً عليهم. لم تصلني أي جملة لأعيد صياغتها أو أترجمها. هل يمكنك أرسال النصّ المراد؟

أضف تعليق