الكيان الصربي في البوسنة والهرسك يعيّن رئيسة مؤقتة بعد أن منعت محكمة الدولة الزعيم الانفصالي ميلوراد دوديك من ممارسة العمل السياسي
نُشر في 18 أكتوبر 2025
عين برلمان جمهورية صربسكا آنا تريسيتش بابيتش رئيسةً مؤقتة، في اعتراف رسمي أول بخروج ميلوراد دوديك من المشهد التنفيذي بعد قرار محكمة الدولة بمنعه من العمل السياسي. وستتولى انا تريسيتش بابيتش مهام الرئاسة إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 23 نوفمبر.
وقرر النواب أيضًا الغاء عدة قوانين انفصالية أُقرّت في عهد دوديك، كانت تشكك في سلطة الممثل الدولي والمحكمة الدستورية للبوسنة والهرسك.
دوديك، القومجي الموالي لروسيا الذي دفع مرارًا باتجاه انفصال جمهورية صربسكا وضمها إلى صربيا، رفض مغادرة منصبه رغم الحظر السياسي المعلن عنه. واستمر في السفر إلى الخارج والمطالبة بسلطات رئاسية أثناء استئنافه الحكم القضائي.
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة أنها أزالت أربعة من حلفاء دوديك من قائمة العقوبات، خطوة رحّب بها علنًا بينما يسعى دوديك لرفع العقوبات المفروضة عليه شخصيًا. ويواجه دوديك عقوبات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بتهم تقويض اتفاق دايتون الذي أنهى حرب البوسنة في التسعينيات.
تحركات انفصالية
جردت السلطات الانتخابية البوسنية دوديك من ولايته الرئاسية في أغسطس، عقب حكم لمحكمة الاستئناف قضى بسجنه سنة واحدة ومنعه من شغل المناصب السياسية لمدة ست سنوات. وقد اتخذت اللجنة الانتخابية المركزية هذا الإجراء بموجب قاعدة تلزم إقالة أي مسؤول انتخابي يُدان ويحكم عليه بأكثر من ستة أشهر في السجن.
كانت محكمة سراييفو قد دانت دوديك في فبراير لرفضه الامتثال لقرارات الممثل الدولي كريستيان شميت، المكلف تنفيذ بنود اتفاق دايتون. وقتذاك قلل دوديك من شأن الحكم وأكد أنه سيبقى في السلطة ما دام يحظى بدعم برلمان الصرب البوسنيين الذي تسيطر عليه أوساط حليفة له؛ ووصفت حكومة جمهورية صربسكا الحكم بأنه “غير دستوري ومحكوم بدوافع سياسية”.
يحتفظ دوديك بدعم قوي من حلفاء إقليميين، بينهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. وقد كرر تهديداته بانفصال صربسكا عن البوسنة، ما أثار مخاوف لدى المجتمع البوشنائي ودفع إدارات أميركية سابقة إلى فرض عقوبات عليه.
لا تزال البوسنة والهرسك مُدارة بموجب اتفاق دايتون الذي أنهى حربًا مدمرة أودت بحياة نحو مئة ألف شخص. وأسس الاتفاق كيانين شبه مستقلين — جمهورية صربسكا والاتحاد البوشناقي-الكرواتي — مع مؤسسات وطنية مشتركة تشمل الرئاسة والجيش والقضاء ونظام الضرائب.
تزايدت التوترات في السنوات الأخيرة مع رفض دوديك الصريح لسلطة الممثل الدولي وإعلانه بطلان قرارات شميت داخل حدود جمهورية صربسكا.