نُشر في 21 أكتوبر 2025
انقر هنا للمشاركة
غطت الضبابية الكثيفة العاصمة الهندية بعد يوم من احتفال ملايين الناس بمهرجان ديوالي بالألعاب النارية، ما دفع مستويات تلوث الهواء إلى الارتفاع لتصل إلى حدود خطرة في أرجاء المدينة.
انطلق المحتفلون في نيودلهي بإطلاق المفرقعات حتى وقت متأخر ليلة الاثنين، فملأ الدخان وجسيمات دقيقة الجو، متداخلة مع تلوث موسمي وظروف جوية ساكنة.
بحلول صباح الثلاثاء تجاوز مؤشر جودة الهواء 350 في عدة أحياء، وهو مستوى تصنفه منظمة الصحة العالمية ضمن فئة «حادّة» ويشكل خطراً على التنفّس عند التعرض اليومي الموصى به.
انخفضت مدى الرؤية في أجزاء من المدينة حين غطت هالة رمادية الشوارع والمباني الشاهقة والمعالم التاريخية.
قال زائر من السياح يدعى فيدانت باتشكاندي: «لم أرَ شيئاً من هذا القبيل من قبل. لا نستطيع أن نرى شيئاً هنا بسبب التلوث».
خففت المحكمة العليا في الأسبوع الماضي الحظر الشامل على المفرقعات في نيودلهي خلال ديوالي، وسمحت بالاستخدام المحدود لما يُسمّى «المفرقعات الخضراء» التي تصدر ملوثات أقل.
طورتها معاهد بحثية اتحادية لتقليل انبعاث الجسيمات والغازات بنحو 30 في المئة تقريباً.
وكان القصد أن تُستخدم هذه المفرقعات في أوقات محددة من السبت إلى الثلاثاء، لكن القواعد، كما في السنوات السابقة، لوحظ تجاهلها إلى حد كبير.
تتصدّر نيودلهي ومنطقتها الحضرية، التي يقطنها أكثر من ثلاثين مليون نسمة، بشكل روتيني قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم خلال فصل الشتاء، حين تتزامن الألعاب النارية مع طقس أبرد ودخان احتراق مخلفات المحاصيل التي يتعمدها الفلاحون في الولايات المجاورة.
طبّقت السلطات في دلهي مجموعة تدابير للحد من التلوث، بما في ذلك تقييد أنشطة البناء والحدّ من استخدام مولدات الديزل، لكن الخبراء البيئيون يؤكدون أن الحلول طويلة الأمد تتطلب طاقة أنظف ومعايير أشد لحدوث انبعاثات المركبات.
وأظهرت دراسة حديثة أن تزايد التلوث يقلل أيضاً من ساعات السطوع الشمسي التي تصل إلى سطح الأرض.
ووفق دراسة نُشرت هذا الشهر في مجلة Scientific Reports التابعة لـ Nature Portfolio، وجد علماء هنود أن ساعات سطوع الشمس تراجعت تدريجياً في معظم أنحاء الهند بسبب تصاعد مستوى الهباء الجوي من الانبعاثات الصناعية وحرق الكتلة الحيوية وتلوث عوادم المركبات.
قال مانوج ك. سريڤاستافا، عالم في جامعة باناراس الهندوسية وأحد مؤلفي الدراسة: «نلحظ تأثيراً أكبر في المناطق الأكثر تلوثاً مثل شمال الهند».
وأضاف سريڤاستافا أن انخفاض ساعات السطوع قد يؤثر على كمية الطاقة الشمسية التي يمكن للهند توليدها وكذلك على الإنتاجية الزراعية، إلى جانب الآثار المباشرة على البيئة المحليّة والصحة العامة.