ترامب يفرض عقوبات على كبار منتجي النفط الروس والاتحاد الأوروبي يقرر حظر الغاز الطبيعي المسال الروسي في سياق الحرب الروسية–الأوكرانية

فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات جديدة على روسيا بعد عودته إلى البيت الأبيض، مبرراً ذلك بفشل محادثات وقف إطلاق النار وغياب تقدم ملموس لإنهاء الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا. وفي اليوم نفسه، صادقت دول الاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبت جديدة هي الحزمة التاسعة عشرة ضد موسكو.

قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن الإجراءات تستهدف أكبر شركتين نفطيتين روسيتين، «لوك أويل» و«روسنفت»، بسبب رفض الرئيس فلاديمير بوتين إنهاء «هذه الحرب العبثية» وغياب التزام جدي من جانب موسكو بعملية السلام. وأضاف في بيان أن الخطوات تهدف إلى زيادة الضغط على قطاع الطاقة الروسي وتقويض قدرة الكرملن على جمع عائدات تمويل آلة الحرب ودعم اقتصاد البلاد الضعيف.

وأوضح بيسنت أن وزارة الخزانة أدرجت كذلك عشرات الشركات التابعة لروسنفت ولوك أويل على قوائم العقوبات، مما يجمد الأصول الأميركية لهاتين الشركتين ويمنع المواطنين والشركات الأميركية من التعامل التجاري معهما. ولا تشمل الإجراءات المشترين الصينيين والهنود لخام روسيا.

أعلن ترامب أنه سيثير مسألة مشتريات الصين من النفط الروسي خلال لقائه مع الرئيس شي جينبينغ على هامش قمة آبيك 2025 في كوريا الجنوبية. كما حذرت وزارة الخزانة من أنها مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية إذا واصلت روسيا حربها التي تجاوزت ثلاث سنوات.

لم تصدر موسكو رداً رسمياً علنياً على الإجراءات الأميركية حتى الآن.

لا مكان لروسيا في الأسواق العالمية
تُعد روسنفت ثاني أكبر شركة روسية من حيث الإيرادات بعد عملاق الغاز غازبروم، لكنها تكبدت خسائر كبيرة في السنوات الأخيرة بفعل العقوبات وتراجع أسعار النفط؛ إذ أعلنت تراجع صافي دخلها بنسبة 68% على أساس سنوي للنصف الأول من 2025. وسجلت شركة لوك أويل، ثالث أكبر شركة روسية وأكبر شركة غير حكومية، تراجعاً في الأرباح بنسبة 26.5% لعام 2024، مع إشارة الشركة إلى زيادة الضرائب لتمويل الجهد الحربي لموسكو.

يقرأ  وزير ألماني يكشف عن خطة لخفض تكاليف التحول الطاقي

الأسبوع الماضي أعلنت بريطانيا عقوباتها على الشركتين كذلك، مؤكدة أنه «لا مكان لروسيا في الأسواق العالمية» وأنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لمنع تمويل الحرب في أوكرانيا.

نداء لوقف النار
قال بيسنت في تغريدة إن «الآن هو وقت وقف القتل وفرض وقف إطلاق النار فوراً»، وأن وزارة الخزانة تفرض عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين تمولان آلة الحرب لدى الكرملن، وأنها مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية عند الضرورة.

تزايد نفاد صبر ترامب
جاءت العقوبات في وقت بدا فيه نفاد صبر ترامب واضحاً تجاه بوتين بعدما ظلت محادثات وقف النار راكدة. وبعد إعلان تأجيل لقائه المخطط مع بوتين في المجر، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: «ألغينا الاجتماع مع الرئيس بوتين — لم يكن التوقيت مناسباً لي. لم أشعر أننا كنا سنصل إلى المكان الذي يتعين أن نصل إليه. لذلك ألغيت اللقاء، لكننا سنجريه لاحقاً». ورغم أنه أعرب عن أمل ألا تطول مدة سريان العقوبات، بدا عليه الإحباط من فشل المفاوضات المتكرّر: «كلما تحدثت مع فلاديمير تكون المحادثات جيدة، ثم لا تسفر عن شيء. لا تفضي إلى أي مكان».

تشديد أوروبي
أعلنت واشنطن عقوباتها في اليوم ذاته الذي أعلن فيه الاتحاد الأوروبي موافقته على الحزمة الـ19 من العقوبات، والتي تضمنت حظراً على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسية. وقالت الرئاسة الدنماركية المتناوبة للاتحاد في بيان إنها تلقت إشعاراً من الدولة العضو المتبقية بأنها قادرة الآن على رفع تحفظها على الحزمة.

كانت سلوفاكيا قد تحفظت على الموافقة النهائية الأسبوع الماضي، حيث طلب رئيس وزرائها روبرت فيكو ضمانات من المفوضية الأوروبية بشأن أسعار الطاقة المرتفعة وتنسيق أهداف المناخ مع حاجات صناعة السيارات والقطاع الثقيل. وأضيفت بنود جديدة تلبّي مطالب سلوفاكيا إلى البيان الختامي قبل قمة قادة الاتحاد في بروكسل.

يقرأ  أثرياء التكنولوجيا يستعدون لكوارث محتملة — هل يجب أن نقلق؟

تنص الحزمة على أن تنتهي عقود الغاز الطبيعي المسال قصيرة الأمد مع روسيا بعد ستة أشهر، في حين تنتهي العقود طويلة الأمد اعتباراً من الأول من يناير 2027. كما وسعت الحزمة قيود السفر على دبلوماسيين روس وأدرجت 117 سفينة إضافية من «أسطول الظل» الذي يتهرب من العقوبات، ليصل العدد الإجمالي إلى 558 سفينة، إضافة إلى إدراج بنوك من كازاخستان وبيلا روسيا.

رحب أندريه يرمك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالحزمة لكنه قال «لن نتوقف»، مضيفاً عبر قناته على تليغرام أن الحزمة رقم 20 قيد الإعداد. وخلاصة الفكرة بحسبه بسيطة: «أموال أقل في روسيا = صواريخ أقل في أوكرانيا».

أضف تعليق