تعرِض سارة ك. خان في مركز بريك بعملٍ متعدد الوسائط — خزف، طباعة، فيديو، رسوم متحركة رقمية، ونص — يُعمّق في سجلات الاستعمار والهجرة العالمية والتجارة البحرية وعادات الطعام ورسم الخرائط والنساء المتمردات في عوالم إفريقية وعربية وآسيوية والشتات المعاصر، وغير ذلك الكثير. وإذا بدا ذلك ثقيلاً فهو كذلك جزئياً، لأن كل فكرة من هذه الأفكار فسيحة إلى حد أنها تتداخل مع الأخرى وتفيض عليها.
تعود سلسلة من مطبوعات اللينوكوت المعنونة «ملذات غير مُسَيَّرة، تحدٍّ يقظ» إلى مخطوطة فارسية من القرن الخامس عشر بعنوان «كتاب نعمتنامه ناصرشاهی»، وهي مجموعة وصفات ومأكولات استمتع بها بلاط سلطان مالوا في شمال غرب الهند اليوم. تعود المخطوطة إلى ما قبل عهد المغول، وتُظهِر تواصلاً ثقافيًّا حيويًا بين إفريقيا وغرب ووسط وجنوب آسيا سبق بآلاف السنين عصر الاستكشاف والاستعمار الأوروبيين — موضوع مناسب تمامًا لمعرض يحتفل بإرث هجرات وطُرُق التلاقي الطويلة.
تُبسّط خان وتوسع الرسوم الأصلية؛ تُبعد الرجال الذين يُقدَّمون إلى الموائد وتركّز على النساء اللواتي يقدّمن الطعام. وتُدرِج شخصيات تاريخية أيضاً: الملكة بلقيس (ملكة سبأ)، رازية سلطان الحاكمة النادرة في دلهي القرن الثالث عشر، ويزيرو أباباش (امرأة إثيوبية قاومت الفاشية الإيطالية في ثلاثينيات القرن العشرين)، الملكة المصريةحتشبسوت، والروائية المصوَّرة الإيرانية مرجان ساترابي. تحيط بالمطبوعات أشياء خزفية: مسدسات لوغر، سيوف، خناجر، أوتاد عجين، أقلام في فنجان — أسلحة دمارٍ وأدوات خلق (وفي أحيان كثيرة كلا الأمرين معًا).
في مركز الفضاء ترتب صحون تقديم خزفية تذكّر بالفخار الأزرق والأبيض الشائع في غرب ووسط وجنوب آسيا منذ القرن التاسع، إلى جانب أطباق وأوانٍ ملونة زاهية. تُصوَّر على بعضها بهارات كانت تُتاجر على سواحل المحيط الهندي وبحر العرب (جوز الطيب، القرنفل، الفلفل…)، مع كتابة أسمائها بعدة لغات، كإزاحة لهيمنة التسمية الأوروبية الراهنة. على الجدار الخلفي لوحة من البلاط تُظهر ثلاث قوارب شراعية تخترق أمواجًا هائجة، ويدخل جُرن من طواويس خزفية في تسلّق حلزوني على الجدار، في حين تدور وتتحوّل اثنتان من الرسوم المتحركة الرقمية المستوحاة من عناصر المخطوطة.
المشروع نتاج سنوات من البحث الأرشيفي، ويبدو أن الفنانة تُعطي أولوية للتعليم؛ فالنصوص الممتدة على الجدران تشرح العديد من الروابط التاريخية والبصرية في المعرض. لكن أحيانًا يقود ذلك إلى ترك مساحة ضئيلة للاكتشاف الشخصي — أمرٌ يحمل طرافةً بالنظر إلى اهتمام المعرض بما يتفتح في فعل المواجهة والالتقاء. تذكر لوحة تعريف مكوّلة من خمسة فقرات عن مجموعة أطباق خزفية جزئياً: «يشجّع هذا العمل على نقاشات مولّدة حول العرق والإثنية من خلال عدسة الهجرة — حركة الناس والنباتات والأفكار.» من المؤسف أن يُوضَّح ذلك بهذه الصورة الصريحة. لكان بإمكان المشاهدين — خصوصًا المهاجرين منا — أن يختبروا فرحة الوصول إلى تلك الفهومات بأنفسهم عبر المتع البصرية التي يقدمها العمل.
يستمر معرض سارة ك. خان في مركز بريك (شارع فولتون 647، فورت غرين، بروكلن) حتى 23 ديسمبر. المعرض جزء من سلسلة «ما الذي يمكن أن نصبحه؟» بالتعاون بين معهد ستانفورد لتقدّم المجتمعات العادلة وزوكالُو بابليك سكوير.