أعلن الفاتيكان أنه سيعيد عدة عشرات من القطع الثقافية إلى مجتمعات السكان الأصليين في كندا، في إطار مكاشفة مستمرة لدور الكنيسة الكاثوليكية في اضطهاد الجماعات الأصلية في الأمريكيتين.
من بين هذه القطع قارب كاياك إنويت، محفوظ ضمن المجموعة الإثنوغرافية في متحف الفاتيكان المعروفة باسم أنيمــا موندي. وقد تعرضت هذه المجموعة في السنوات الأخيرة لتدقيق مكثف من قبل ناشطي السكان الأصليين الذين يطالبون بإرجاع التراث الثقافي الذي نُهِب خلال حقب الاستعمار.
فتحت الفاتيكان حوارًا حول مسألة الاسترداد للمرة الأولى في عهد البابا فرنسيس، الذي زار كندا في 2022 ووصف الزيارة بأنها «حج تأبيني» وقال إنها كانت بمثابة اعتذار عن مشاركة الكنيسه الكاثوليكية في نظام المدارس الداخليه. وخلال الزيارة طلب زعماء السكان الأصليين من فرنسيس إعادة عدد من القطع في مجموعة الفاتيكان، بما في ذلك هِراوات الحرب، والأقنعة، وأحزمة الوامبوم.
وأضاف فرنسيس لاحقًا دعمه للاسترداد خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة البابوية: «تطرأ في البال الوصية السابعة: إذا سرقت شيئًا فعليك إعادته»، بحسب وكالة أسوشييتد برس. وفي أول خطاب علني له بشأن هذا الجدل وصف الاسترداد بأنه «اللّفتة الصحيحة» بالنسبة للمؤسسات حين يكون ذلك ممكنًا. وكان فرنسيس قد أعاد قبل ذلك إلى اليونان ثلاث شظايا من تماثيل البارثينون، ظلت في مجموعات متاحف الفاتيكان لمدة قرنين، فيما مثّل ذلك سابقة للبابوية أيضاً.
قال المؤتمر الأسقفي الكاثوليكي الكندي في بيان الأربعاء إنه يجري حوارًا مع مجموعات السكان الأصليين بشأن إعادة القطع إلى «المجتمعات الأصلية» لأصلها، مضيفًا أن الفاتيكان سيعلن موعد التسليم. وأفادت السلطات الفاتيكانية والكندية بانتظار إعلان خلال الأسابيع المقبلة، وأنه من الممكن أن تصل القطع إلى كندا قبل نهاية 2025. ومن المتوقع أن يتبع الإجراء نموذج «كنيسة إلى كنيسة» الذي اتبعه الكرسي الرسولي عام 2023 عند التنازل عن ثلاث شظايا من البارثينون؛ وقد وصف الفاتيكان تلك الخطوة بأنها «هدية» من فرنسيس إلى سيادة إيرونيموس الثاني، رئيس أساقفة أثينا وجميع اليونان، وليس إعادة إلى دولة اليونان بصفتها حكومة.
وبحسب مسؤول كندي تحدث لبرنامج PBS NewsHour شريطة عدم الكشف عن هويته لأن المفاوضات كانت لا تزال جارية عند كتابة التقرير، فمن المتوقع أن يسلم الفاتيكان القطع إلى المؤتمر الأسقفي الكندي مع فهم صريح بأن الأوصياء النهائيين سيكونون مجتمعات السكان الأصليين. من جانبها قالت جمعية الأمم الأولى في بيان عام إن بعض التفاصيل اللوجستية يجب أن تُحسَم قبل إتمام عملية التسليم.
«بالنسبة للأمم الأولى، هذه القطع ليست تحفًا. إنها قطع حية ومقدسة من ثقافاتنا وطقوسنا ويجب أن تُعامل كأشياء لا تقدر بثمن»، قالت سيندي وودهوس نيبيناك، الرئيسة الوطنية لجمعية الأمم الأولى، لوكالة الصحافة الكندية.